صار التلفزيون من أهم الروابط الاتصالية بين الناس، وتطورت تقنيته وسهلت وانداحت ورخصت تكلفتها إلى درجة بعيدة، بحيث صار تأسيس وتأثيث وبث محطة فضائية أمراً متيسراً واستثماراً مضموناً، وجسراً نشطا للتواصل بين أبناء الشعب الواحد وشعوب العالم قاطبة، بينها وبين بعضها البعض، والحياة تتقدم بمثل هذه التقنية. والشاهد أن قنوات التلفاز الفضائية، تعددت وتخصصت، لتشمل كل ما يمس الحياة البشرية والنشاط البشري البدني والعقلي، وهذا أمر يلحظه الجميع، فمن قنوات الرياضة إلى القنوات الدينية والفنية والأفلام، وحتى قنوات السحر والأبراج والماورائيات، كل ذلك ملحوظ وفي كتاب حياة إنسان اليوم «المرقوم» الذي يشهده البشر كافة. ما أود الإشارة إليه هنا هو سؤال طرحه عليَّ الكثيرون من الأصدقاء والمعارف: أين قناة المغتربين السودانيين؟ وأذكر أنني قبل أن أسافر إلى دبي التي عملت فيها لسنة واحدة، وساهمت في تأسيس قناة فضائية فيها، ومعي كوكبة من الإعلاميين العرب من بلادي ومختلف الدول العربية، قبل السفر كنت قد هاتفت الدكتور كرار التهامي، ولم يكن قد عين وقتها في منصبه الحالي، هاتفته مودعاً، فهو قريب وصلتنا قائمة منذ كان يأتي لزيارة أبناء خالته أولاد عمنا شيخ محمد حامد التكينة، خاصة الأخ عبد الحميد، حيث كنت أحضر لوالدي في التكينة من أزرق قريتنا التي تجاور قرية الدكتور في الجزيرة الخضراء. الشاهد أنني طرحت على الدكتور فكرة تأسيس قناة فضائية خاصة ورحب بالفكرة، وسافرت أنا وغادر هو الرياض، ليتبوأ هذا المنصب الكبير والمهم. وعند العودة للوطن، وفي إدارة الإعلام بجهاز المغتربين، نجد السكينة في مكتب الأستاذ فقيري، وهو مذيع وصحافي كفء، ومعه كوادر أكفاء من الإعلاميين، والدكتور كرار مزج الصيدلة بالإعلام، وقد دعم العمل الإعلامي بالجهاز، وهو حادب على وصول صوت الدولة، وتطلعات المغتربين، ونقل تراث وصوت الوطن ونبضه وهمومه ومسيرته التنموية، ولهذا فإنني أتقدم إليه عبر هذه النافذة، بتبني فكرة تأسيس قناة المغتربين، والدولة قادرة بإمكانياتها المالية، «رغم الضائقة الحالية» على إنجاز هذا المشروع، كما أن لدينا كوادر إعلامية مؤهلة بدءاً بفقيري وزملائه، إلى جانب العشرات داخل وخارج السودان الذين يستطيعون تنفيذ الفكرة، وجعلها قناة متميزة، واستثماراً مادياً ووطنياً لا تحصى فوائده، فهل تجد هذه الفكرة مكانتها وطريقها للتنفيذ؟!