٭ هل ثمة علاقة بين وزن الجسم وطول العمر؟! نعم الاعمار بيد الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ولكن لوحظ ان الحيوانات الضخمة تعيش فترة اطول من الحيوانات الصغيرة، مثلاً الفيل يعيش أطول من الذبابة، والدب يعيش أطول من الصرصور وفرس البحر يعيش أكثر من الناموسة. ٭ ثمة ملاحظة أخرى تقول: إن قلوب الثديات تدق بطريقة تتناسب سرعتها مع أعمارها، بمعنى أن التي يدق قلبها بسرعة أقل تعيش أطول من التي يدق قلبها بسرعة أكبر. ٭ فالفيل الذي يدق قلبه «03» ضربة في الدقيقة، يعيش أطول من الحصان الذي يدق قلبه «04» ضربة في الدقيقة. والإنسان الذي يدق قلبه نحو «07» مرة في الدقيقة، يعيش اضعاف ما يعيشه الفأر الذي يدق قلبه نحو «006» مرة في الدقيقة، ومتوسط عمر الفأر ثلاث سنوات. ٭ وأصغر الحيوانات الثدية وهو (الزبانة) يتراوح وزنه بين 2 4 جرامات (ومع ذلك فهو يلد ويرضع صغاره مثل بقية الثدييات) هذا الحيوان لا يعمر اكثر من عام، ولكن قلبه خلال هذا العام يدق بمعدل «0331» مرة في الدقيقة. ٭ ويبدو أن هذه الملاحظات دفعت بكل من يحس بأن دقات قلبه (بدأت تزيد) ان يخطف رجله لأقرب اختصاصي قلب. ٭ قلت لأحد الزملاء: أحس هذه الايام ان قلبي (يدق) قال لي: أو تريد له ألا يدق؟! ٭ صدقوني أن هذا القلب الذي لا يريد له أحد إلا يدق، لا يريد له أحد في ذات الوقت أن يدق أكثر مما ينبغي. ٭ ويقول الشعراء: دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني ٭ وهذا الذي قال به الشعراء يجد عمقاً له عند علماء البيولوجيا، فلعلماء البيولوجيا معنى آخر للزمن، غير هذا الذي يتحدث به الشعراء. ٭ للبيولوجيين معنى آخر للزمن يطيلقون عليه (الزمن الفسيولوجي)، ومفاده أن الحياة ما هى إلا خفقان الفؤاد وتتابع الأنفاس في الصدور، وإنك لتسمع الطبيب يقول عن من توقف قلبه وخمدت أنفاسه إنه (مات)، أى خرج من دائرة الزمن، فلا معنى للوقت عند غير الأحياء. ٭ وطبقاً لمفهوم (الزمن الفسيولوجي) لا يقول علماء البيولوجيا إن الفأر يعيش حياة (أقصر) من الفيل، بل يفضلون أن يقولوا بدلاً من ذلك إن الفأر يعيش حياة (أسرع) من الفيل. ٭ ووجد علماء البيولوجيا أنه رغم اختلاف أعمار الحيوانات، فإن كلاً منها يحظى في حياته على وجه التقريب بنفس العدد من (الأنفاس) وذهبوا إلى أنها نحو «002» مليون نفس. ٭ وإذا أخذنا عدد الأنفاس معياراً للأعمار، يرى بعض العلماء أن الفأر الذي يعيش نحو ثلاث سنوات يصيب من حلو الحياة ومرها وأنفاسها ما يصيبه الفيل الذي يعيش نحو قرن من الزمان. ٭ بعبارة أخرى ووفق حساب الأنفاس، يرى بعض العلماء أن كل الأفراد مُنحوا كؤوساً متماثلة من الحياة، غير أن بعضهم يأتي عليها (سريعاً) وبعضهم يشربها على مهل. ٭ وتوصل هؤلاء العلماء إلى معادلة حسابية تقول إن عدد سنوات الحياة = 059*(ع) 78، حيث (ع) هى عدد ضربات القلب. ٭ ولكن لاحقاً توصل العلماء إلى أن هذه المعادلة وإن صدقت على بعض الحيوانات التي تمت دراستها، لا تصدق (البتة) على الجنس البشري. ٭ بمعنى آخر، قل لي عدد ضربات قلبك، أقل لك كم تعيش، لا تصدق (البتة) على الإنسان. ٭ وعليه.. لا عليك زادت ضربات قلبك أو قلَّت، فكل شيء بيد الله.. والأعمار بيد الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.