تبدأ القصة بكلمة لتتحول الى شائعة . . سرعان ما تكبر وتتضخم وتصير واقعا مؤلما . . ومشكلة الغاز بولاية الخرطوم بدأت عند تعثرت مفاوضات البترول مع حكومة الجنوب وسرعان ما تلقف البعض من هواة اقتناص الغنى القصة ليضيفوا اليها بعضا من خيالات الربح في ليل غياب الرقابة لتبدأ مسيرة التخزين من قبل بعض ضعاف النفوس ، وينضم بعض المستهلكين الى ماراثون تخزين اسطوانات الغاز ليزاد الامر سوءا ، « الصحافة » كانت داخل صفوف الأزمة التى الهبت نيرانها المضاربين والمستهلكين على حد سواء . تقول الحاجة ام سلمى محمد من ضاحية الحاج يوسف انها ظلت على مدى 7 ايام تبحث عن اسطوانة غاز ، مؤكدة انعدام الغاز من كل انحاء المنطقة التي تسكن بها ، مشيرة الى انها تحصلت اخيرا على اسطوانة غاز من السوق المركزي الخرطوم بفضل مجهودات زوجها الذي يعمل بالقرب من السوق المركزي ، بينما تقول ستنا عوض من منطقة جبرة انها على مدى يومين ظلت تحاول ملء اسطوانتها بيد انها لم تجد الحل لمشكلتها الا في منطقة الشجرة ، مشيرة الى عدم توفر الغاز بمحلات الغاز . وفي محاولة للوصول الى حقيقة ما يجرى حاولنا الوصول الى غرفة الغاز بيد ان كل المحاولات تبخرت في الهواء كما هو الغاز . . من اتحاد الصناعات الذي افادنا بانها لا تتبع لهم ، الى الغرفة التجارية التي نفت تبعيتها لها ، بينما اشار لنا البعض انها قد تتبع لغرف النقل ، غير ان المواطنة سميرة الموظفة في احدى شركات المساهمة الخاصة عرضت علينا رسالة نصية وصلتها من احدى شركات الاتصالات تؤكد فيها « غرفة موزعي الغاز بالخرطوم التزامها ببيع الغاز حسب الاسعار المعلنة من الحكومة وشركات البترول « . وكان مواطنو الولاية يتخوفون من عمليات الصيانة السنوية التي تجرى من قبل مصفاة الخرطوم على ان المصفاة اكدت انها لن تعمد للصيانة هذا العام في ظل تخوف البعض من ذلك ، وتفيد مصادر ان البعض من تجار الغاز عمدوا الى تخزين كميات من اسطوانات الغاز لضخها الى السوق مرة اخرى باسعار اعلى ، ويوضح المواطن ايمن الشريف ان الغاز من ضروريات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، مشيرا الى انهم مضطرون الى دفع مبالغ اضافية تلافيا لعملية البحث المرهقة التي تتطلب زمنا طويلا . ويؤكد معاوية محمد انه بحث عن الغاز في 4 محلات تقع بالقرب من مكان سكنه بالكلاكلة لم يعثر فيها على اسطوانة غاز ، مشيرا الى انه يحاول ملء اسطوانة احتياطية خوفا من انتهاء اسطوانة الغاز العاملة حاليا . والشاهد ان تضارب الانباء حول مخزون الغاز ، جعل الكل يسرع في الحصول عليه مما شكل ضغطا على الجميع وساهم البعض طمعا في الارباح او خوفا من انقطاع تمويناته الى اخفائه ومن ثم رفع سعره من البعض.