في غنائية رائعة وأنس محضور يدغدغ المشاعر، يتأرجح بين جدل الانهزام والاستسلام ورفع راية الحب البيضاء، وبين صورة مدهشة ينوء بها الاطار، ولوعة ولوحة ومروج وروضة عشاق، يطل (أحمد ود الفكي حمد) ويأتي في ركاب الصبابة المفجوع بالصدود، ويقطر من دوحة العشاق عسل وشهد ودموع في مفردات عالية القيمة وعميقة الحس تنساب إلى مقامات التسامح والعفو والصفح الجميل، ويتناجى في روضته بوتر الغناء المشدود على حبال الصبر، يشكو فراق الأحباب وجور الزمان والصبر الذي شح وانعدم. يقول: بعدها سلمى بعد الليم سلبني الصحة حائر وقلبي طائر من مكانو أتنح ثلاثة أشياء على سبب السهاد والوحة جور الزمان وفراق أحباب وصبرا شح ويمتد ألق الابداع ويبلغ الحديث المدى ويتناجى العشاق فوق ربوة (بريق) التي تجملت بكل معاني الحسن والماء والوجه الحسن، ويضج المكان بالحبور والسرور والوصل الانساني النبيل، فما كان للكلمة إلا وان تنساب من روضة العشاق فيقول: بريق يا مجمع العشاق سحابك هجعة لعلع وانتحب صبح بلابلك سجعة جسوماً لدنه كانت في رباك مضجعة تبقى مقيمة والله حدودة نجعت نجفة وفي روضة العشاق فسحة ومقاصد أخرى للملامة وجبر الخواطر وعتاب الأحباب الهامس الذي لا يشف ولا يكسر. وتتجدد أواصر اللقيا وتتحرر اللهفة من قيود الصمت الطويل وأرصفة الانتظار، وتوثق اللحظة بكلمات تقول: تريس يا عظيم لا تبقى آثم أصبت فؤادي بالصمصام وحاسم عليك الليك عيون ريل وجرة قاسم تعال قرب تعال كلمني باسم وكعادة العرب دائماً منذ الجاهلية، ما أن يجمعهم محفل أو يستجيبوا لداع فالفخر بالنسب العزيز يشكل حضوراً، وفي ذات درب الأولين سارت روضة العشاق، فرأت في تلك الفتاة العربية التي تمشي الهوينا، عزة قوم تنتمي إليهم فجاءت الأبيات تجسد هذا المعنى. أهيلك يا أم وشاح ما بين جياد وعكاظ جحافل قوم وليهم تنسب الألفاظ أسرني هواك سحقني وفي بق شواظ أريت كان قبيل سمعت فيك نصيحة الوعاظ لله درك أخي ود الفكي حمد، وأنت تعطر المجالس بهذا الفوح الجميل. محمد علي عبد الجابر سنجة 17 يناير 2012م