*وضح تماما أن فريق المريخ يفتقد لعنصرى الانسجام والتفاهم ولازال فى طور البناء وأنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يصل لمرحلة الجاهزية المطلوبة وأنه مازال فى « سنة أولى » بالتالى فهو فى حاجة لجهود خرافية حتى يبلغ المستوى المطلوب ويقدم الكرة الجماعية المؤسسة القائمة على ثوابت اللعبة وقواعدها، وهذا بالطبع هو واجب الجهاز الفنى قبل اللاعبين على اعتبار أن هذا هو واجبه الاساسى بحكم أنه الذى يضع الاستراتيجية العامة « طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى »، ونرى أنه من الغريب ألا يصل فريق المريخ للدرجة المطلوبة من الجاهزية قياسا على ما وجده من اهتمام ومتابعة وصرف فاق حد التصور وفى ظل حرص رئيس مجلس الادارة على توفير كافة الاحتياجات المطلوبة. *فالمريخ وكما هو معروف فقد بدأ الموسم بمعسكر اعدادى أقامه بالعاصمة الكينية نيروبى وبعد رجوعه ظل فى حالة تدريبات متواصلة وأدى ثلاث تجارب قوية أمام كل من - حرس الحدود المصرى وزيسكو الزامبى والفريق البرازيلى ثم لعب أربع مباريات فى الممتاز امام كل من « الأمل - الموردة الرابطة كوستى - النيل الحصاحيصا » وأدى مباراته الأفريقية فى هرارى ثم عاد ولعب أخيرا أمام هلال كادقلى وخلال كل هذه المواجهات لم يظهر أى أثر للاستقرار الفنى ولا ثبات فى المستوى العام للفريق وظل أداء اللاعبين متأرجحا وغير ثابت ويسجل تدنيا واضحا وهذه بالطبع مسئولية الجهاز الفنى وواجبه الأساسى من واقع أنه المعنى بصناعة فريق متكامل منسجم يجمع بين أفراده التفاهم والجماعية والشمولية والانسجام . *لا يختلف اثنان على جودة نجوم المريخ وامكانياتهم الفنية والمهارية العالية وخبراتهم وهم كأفراد يعتبرون الأفضل ولا مثيل لهم فى الساحة ولكنهم كمجموعة لا أثر لهم ، والقاعدة الفنية تقول ان المدرب الشاطر والناجح هو من يستطيع توظيف قدرات لاعبيه بما يخدم الفريق ويصنع منهم كتلة واحدة و فريقا مترابطا منسجما ومتجانسا وقويا ومتكاملا يلعب الكرة الجماعية السهلة و يقدم العروض الجيدة ويحقق الانتصارات المقنعة، والعكس فان المدرب الذى يعتمد على الامكانيات الفردية للاعبى الفريق واجتهادهم فهو يعتبر من الفاشلين. *ليس لدينا رأي سالب فى المدرب ريكاردو ولا نملك التأهيل الفنى المطلوب حتى نحرر فيه شهادة فشل ونعترف بأنه متخصص ونحفظ له أنه مدرب محترف وله سيرة ذهبية ولكننا نحكم عليه بشكل وأداء الفريق ومستواه العام وعروضه ونتائجه وقياسا على واقع فريق المريخ اليوم فاننا نرى أن ريكاردو مازال غائبا و لم يستطع وحتى هذه اللحظة فرض رأيه وكلمته واسلوبه على فريق المريخ واللاعبين والدليل السلبيات العديدة التى ظلت تصاحب أداء الفريق ومنها « غياب الجماعية وعدم استقرار المستوى العام والتدنى والتأرجح الواضح فى مستويات معظم اللاعبين وانعدام التعاون بينهم ولجوء غالبيتهم للفردية وفقدانهم للروح القتالية المطلوبة وعدم قيامهم بواجبات الضغط على الخصم، وفى الوقت نفسه عدم تحملهم لضغط الخصم عليهم « كما قال أحد المدربين الكبار » واستسلامهم الكامل للرقابة التى تفرض عليهم اضافة لتقليدية الأداء والفشل فى استثمار الركنيات وتفكك الخطوط و السبهللية واللامبالاة وعدم الجدية التى ظلت طابعا ثابتا لأداء كل اللاعبين واللعب بدون شراسة و بلا روح أو مسئولية وتفشى ظاهرة الأنانية بين اللاعبين خاصة المهاجمين يصورة مزعجة » كل هذه نواقص وسلبيات يتحمل مسئوليتها الجهاز الفنى بحكم أنه المسئول عن تطوير الفريق ورفع كفاءة أفراده وتوظيفهم بما يحقق الهدف . *لا نخفى تشاؤمنا ولا نستبعد أن يتعثر المريخ و ينتكس فى حالة اصرار جهازه الفنى على الاسلوب العقيم الذى يتبعه حاليا ويتعامل به مع اللاعبين ونرى أنه وقياسا على الوضع الراهن لفريق المريخ فانه يمكن أن يودع المنافسة الأفريقية مبكرا ولا نستبعد أن يخسر مباراته الأفريقية المقبلة أمام بطل هرارى الخطير. *ونؤكد من جديد أنه ليس لدينا رأي مضاد فى البرازيلى ريكاردو بل نعتبره مدربا جيدا وله رؤية وخيال ونرى أنه يملك كافة العناصر التى تجعله يحقق النجاح مع المريخ لا سيما وأنه يعرف جيدا طبيعة اللاعب السودانى ومزاج عاشق اللعبة هنا من واقع عمله فى السودان من قبل فقط نأخذ عليه لجوءه للتبريرات غير المقنعة وحديثه المستمر عن فقدان الفريق لبعض اللاعبين بسبب الاصابة وغياب شخصيته داخل الملعب وهذا ما يؤكده عدم تقيد اللاعبين بالانضباط التكتيكى ولجوء بعضهم لممارسة الخرمجة وتعمد الأنانية وعدم التعاون مع زملائهم والأداء الخالى من الروح القتالية العالية والمطلوبة.