٭ ما أن أعلن عبد الله مسار وزير الإعلام قراره القاضي بايقاف عوض جادين بحجة ان هناك تجاوزات في سونا تستحق المحاسبة، ما ان أعلن ذلك حتى ارتفعت أصوات جوقة دائبة لصراخ ولو أن عدد أفرادها محدود نسبياً تنتقد مسار في صميم عمله. وكانت تهمة بعض هذه الأصوات ان الوقت غير مناسب لإيقاف جادين وهو ما يسلب الوزير في رأي تلك الجوقة حقه في أن يمنع أحد المديرين التابعين له من أن يدير منبراً يتمتع بالرزانة والاحترام. ٭ أشهد الله أن ليس لدي أية علاقة تربطني بمسار ولكن الاخلاق تجعلني أقف معه لأن الحجج التي صاغتها بعض الاقلام غير عقلانية ومعادية للمنطق معاداة واضحة وصريحة وكانت المفارقة بان يكون قرار السيد الرئيس مع عوض جادين. ٭ كان من الافضل للمعالجة في هذه القضية ان تحل بطريقة مختلفة تماماً عن الطريقة التي جاء بها القرار الرئاسي الأمر الذي جعل الوزير يبحث عن ما يحفظ به ماء وجهه فلم يجد غير تقديم الاستقالة.. ٭ من هم الذين أقنعوا الرئيس بأن مسار يزيد الحالة الراهنة كدراً وطيناً بهذه المحاسبة لأحد أركان الاعلام الإنقاذي فلا بد من الزامه بأن لا يتخطى الخطوط الحمراء حتى ان منحه منصبه الدستوري ذلك.. ٭ نعم مثل هذه القرارات تشجع في الواقع كثيراً من المديرين على التمرد على الوزراء خاصة ان كان المدير مسنوداً بجهات عليا.. ٭ أما في الجانب الآخر فإن إعفاء الأستاذة سناء حمد العوض فقد هز نفس اي إعلامي وطني وذلك بما نعرفه لسناء من مواقف وطنية عظيمة أشهر من أن تحتاج الى دليل. ٭ فهي التي كانت تربط الليل بالنهار وتتحدث لكل القنوات بنبرتها الرنانة واسلوبها الساحر وعقلها المتفتح مدافعة ومنافحة عن قضايا السودان الوطنية والسيادية. ٭ نعم لا يشوه أداء الكاتب في مسيرته الصحفية شيء قدر ما يشوهه الصمت حيث تقتضي الضرورة الحديث عن إبعاد شخصية شهد لها الجميع بالنجاح في أداء مهامها على الوجه الأكمل. ٭ يكفي سناء فخراً بأن لديها ولاء فطري للحركة الاسلامية.. ويكفيها فخراً انها تحمل الفطور والشاي والقهوة والسكر من منزلها يومياً وتزيح من أمامها ما توفره الوزارة في هذا الجانب انها شخصية نادرة في زمن نادر. ٭ إنها دائماً في قلب الانفعالات الوطنية تشريفاً وظهوراً بعيد كل البعد عن تضخيم صورة الذات.. إمرأة بهذه الصفات ما كان لها أن تكون ضحية في صراع وزير مع مدير ما زال في وجهة نظرنا الاتهامات تلاحقه ما لم تتكون لجنة واعية ونزيهة تبرئه للرأي العام. ٭ ان النتائج التي انتهى اليها الصراع في وزارة الاعلام بارجاع عوض جادين من غير محاسبة وقبول استقالة مسار وإعفاء سناء ستكون دافعة للاحباط فيما يتعلق برغبة الحكومة في محاسبة منسوبيها وستكون هذه النتائج دافعة للتشاؤم بصفة عام لدى الاحزاب التي تشارك المؤتمر الوطني في حكومة القاعدة العريضة. ٭ ما زلت على قناعة تامة بأن هذا الصراع كان يمكن ان يتم انهاؤه بشكل أفضل يحفظ للوزير كرامته، التي حافظ عليها بالاستقالة، ودوره في القيام بمسؤولياته التي كفلها له الدستور. ٭ كان يمكن للسيد الرئيس ان يكلف النائب الاول وان يعيد تشكيل لجنة التحقيق لمحاسبة المدير الموقوف ان كان يظن انها غير مؤهلة للتحقيق. ٭ اما ان يتم ارجاع عوض جادين بدون محاسبة وتقبل استقالة الوزير بهذا الشكل فهذا ما لا ارى فيه منطقاً سليماً ولا موقفاً مشرفاً.. ٭ نعم هذه الطريقة جعلت مسار يكسب وجادين يخسر في نظر الرأي العام. ٭ إن صراع رجال الحزب الحاكم مع قادة الاحزاب المشاركة كصراع وزارة الاعلام يجعل الاعلام يصور هؤلاء الرجال بأنهم يمتغتون الاحزاب المشاركة وينعون بعض مظاهرها مثل ما يسمى بالاحزاب الصغيرة او جدادة الخلاء.. وهذا ما يضر المؤتمر الوطني كثيراً فلا بد من المراجعة واحترام الآخر لأنَّ التاريخ لا يرحم.