قال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم امس انه يجب على الاممالمتحدة فرض عقوبات الان على السودان لعدم التزامه بقرار مجلس الامن الداعي لانهاء الاعمال القتالية واستئناف المفاوضات بين الخرطوموجوبا بشأن النفط والنزاعات الحدودية، بينما عبر السودان عن اسفه لتصريحات باقان. وبدأ وفد الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الافريقي برئاسة ثابو أمبيكي امس لقاءات مكثفة مع رؤساء اللجان وأعضاء وفد الحكومة للتفاوض مع جنوب السودان برئاسة ادريس محمد عبد القادر للاتفاق على وضع جدول زمني مقترح سيعرض على قيادتي البلدين بهدف استئناف مفاوضات أديس أبابا. واكد باقان في مقابلة مع رويترز امس، ان جوبا مستعدة لابرام «اتفاق تجاري عادل» مع الخرطوم بشأن رسوم مرور صادرات النفط لكنها ستطالب بضمانات دولية لمثل هذا الاتفاق «لمنع السودن من سرقة او تحويل مسار نفط الجنوب». واضاف «يجب ان يكون مجلس الامن التابع للامم المتحدة هو الضامن» بمشاركة الصين والهند وماليزيا وهم اكبر ثلاثة مستثمرين في الصناعات النفطية المنفصلة حاليا في السودان وجنوب السودان. وتابع «انهم اطراف معنية. . . يجب ان يضمنوا أنه اذا أخذ السودان برميل نفط واحدا من جنوب السودان فسيدفعون ثمنه». وقال باقان، ان الخرطوم لم تلتزم بالقرار الصادر في الثاني من مايو الجاري والذي يمهل البلدين اسبوعين لاستئناف المحادثات بشأن خلافاتهما والتي احتدمت وتحولت الى اشتباكات على الحدود الشهر الماضي. واضاف باقان انه في الوقت الذي لمح فيه جنوب السودان الى استعداده لاستئناف المفاوضات على الفور شن السودان هجمات جوية بعد الثاني من مايو ولم يتحرك لاستئناف المفاوضات. وقال «لقد انتهكوا الجدول الزمني». وحث مجلس الامن على «فرض عقوبات الآن واتخاذ اجراءات ضد الخرطوم». وانتقد كلا من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لعدم تعاملهما بحزم مع السودان ، الذي قال انه يتحدى دائما المجتمع الدولي، وتابع «اذا لم تتحرك الاممالمتحدة ستحكم الانسانية عليها وسيفقد شعب جنوب السودان الثقة فيها. . سنسألهم ماذا ستفعلون؟». واكد ان عدم سحب السودان لجنوده من أبيي رغم انسحاب القوات الجنوبية يعد انتهاكا يجب ان يرد عليه مجلس الامن بعقوبات. وانتقد الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي بسبب ما وصفه بالتخاذل عن اتخاذ اجراء حيال الهجمات السودانية المتكررة. واضاف ان المجتمع الدولي لم يتحرك الا عندما احتلت قوات جنوب السودان من منطلق الدفاع عن النفس - على حد قوله - منطقة هجليج. من جانبه ، قال متحدث باسم وزارة خارجية السودان، ان تصريحات اموم «مؤسفة» ، واتهم الجنوب بانتهاك قرار مجلس الامن بمواصلة «العدوان» على اراضي السودان. وقال العبيد مروح المتحدث باسم وزارة الخارجية، ان مجلس الامن والاتحاد الافريقي لديهما آليات للمراقبة وهما من سيحدد الجانب الذي ينتهك القرارات. واضاف انه من الافضل للجارين جعل المفاوضات اولوية. وفي الأثناء أعربت إيطاليا ، عن قلقها إزاء التوتر بين الخرطوموجوبا. وابدت تقديرها للنهج المعتدل الذي تبناه وزير الخارجية علي كرتي «شخصيا»، باصراره على تنفيذ قرار مجلس الأمن «2046». من جهته ،اجرى وفد الآلية مساء امس مشاورات بهذا الخصوص أيضا مع النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه، ويلتقي الوفد مع الرئيس عمر البشير اليوم. وسيتوجه الوفد إلى جوبا غدا الاحد للقاء وفد الجنوب المفاوض والرئيس سلفاكير ميارديت، ليعود الى الخرطوم الثلاثاء المقبل للقاء الرئيس البشير مرة ثانية ومن ثم يعلن عن نتائج مشاوراته بكل من الخرطوموجوبا والجدول الزمني لاستئناف المفاوضات المرتقبة. وفي روما ، أعرب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي لنظيره السوداني علي كرتي عن القلق إزاء التوتر القائم بين دولتي السودان وجنوب السودان. وقال وزير الخارجية الإيطالي لدى لقائه كرتي امس ،انه يأمل في استئناف الطرفين المفاوضات الثنائية في أقرب وقت لحل جميع القضايا العالقة بين الخرطوموجوبا. وإعراب تيرسي عن التقدير للنهج المعتدل الذي تبناه وزير خارجية السودان شخصيا، حيث أصر على ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2046، وتسهيل عملية الوساطة البناءة من قبل الاتحاد الأفريقي بين الطرفين. وأكد تيرسي أن بلاده ستستمر من خلال الاتحاد الأوروبي في دورها الفاعل بشأن تعزيز استقرار المنطقة. في السياق ذاته، طلبت الحكومة النيجيرية امس من الخرطوموجوبا التوصل إلى حل سلمي دائم ينهي النزاع بينهما على مناطق الحدود. وقال نائب رئيس مجلس الشيوخ النيجيري ايكي ايكويريمادو لدى لقائه نائب رئيس بعثة السودان في أبوجا مورتالا شريف، «إن بلاده منزعجة من التوتر الذي يحدث من حين لآخر على الحدود بين البلدين الإفريقيين»، وطالبهما بالعمل على وضع حد للنزاع فورا. من جانبه، قال شريف إن زيارته لنائب رئيس مجلس الشيوخ النيجيري تهدف إلى إبلاغ المجلس بآخر التطورات ببلاده والحصول على تأييد أبوجا لإيجاد حلول دائمة.