كشفت جولة للصحافة بأسواق العاصمة القومية عودة الأوضاع التدريجية إلى الوضع الطبيعي لها في اليوم الثالث للاقتراع االانتخابي بعد أن تقلصت وتيرة الحركة بها في اليومين الأولين من عملية الاقتراع بدافع بعض الهواجس التي سيطرت على الكثيرين بأن ثمة ما يعكر الصفو الطبيعي ربما يحدث جراء بعض التفلتات الأمنية التي ربما تنشب ابان سير عمليات الاقتراع، غير أن شيئا من هذه الهواجس لم تتنزل إلى الواقع مما حدا بكثير من التجار المرجفين في المدينة من العودة أدراجهم إلى متاجرهم لممارسة حياتهم الطبيعية بالرغم من أن البعض من التجار ما زال يصر على إغلاق متجارهم غير أنه يمكن القول إجمالا بأن الحياة في أسواق العاصمة عادت إلى وضعها الطبيعي لا سيما بعد تمديد الاقتراع ليومين بجانب إثبات الواقع أنه ليس هناك ما يدعو للخوف والوجل . الميناء البري: نشاط المسافرين يعود سيرته الأولى ففي الميناء البري بدأت نسبة المسافرين من وإلى الخرطوم في العودة إلى طبيعتها تدريجيا حيث زاد عدد السفريات من وإلى الخرطوم عما كان عليه في اليومين السابقين ،فأوضح لنا أحد المسؤولين للميناء فضل حجب اسمه أن الأمور بدأت في العودة إلى وضعها الطبيعي وأن الميناء البري يعكف على تقديم خدماته بالصورة التي ترضي عنه في كل المحافل وتحت كل الظروف ويسعى القائمون على أمره على إيصال رسالته في بسط يد المدنية والرقي والتنظيم ونفى أن تكون أسعار الدخول مبالغ فيها مقارنة بما يقدم من خدمات تتطلب أموالا طائلة للتسيير. وفي الصالة رقم خمسة توقفنا عند الطيب محمد الهادي المتجه إلى طابت الشيخ عبد المحمود فقال إن المواصلات متوفرة غير أن المسافرين ما زالواغير كافين لتسيير الرحلات في الوقت المعتاد لها وأرجع السبب في انخفاض نسبة المسافرين إلى انشغال الناس بالتصويت بالإضافة إلى تخوف البعض من حدوث تفلتات أمنية شبيهة بتلك التي صاحبت رحيل قرنق وهجوم حركة العدل والمساواة على أمدرمان إلا أنه عاد بقوله إن المسافرين ازداد عددهم مقارنة بما كان عليه في اليومين الماضيين . السوق العربي عودة الحياة من جديد : وفي شارع السيد عبدر الحمن تكشف لنا الجمود الذي أصاب الحركة الاقتصادية بالعاصمة في اليومين الماضيين بدأت سحبه تتبدد وعاودت الحياة مسيرتها الطبيعية فعاد الاكتظاظ إلى الشارع بالسيارات لا سيما عند التقاطعات وعلى جنباته الممتدة عاود عدد كبير من المتاجر بمختلف ضروب أنشطتها مزاولة نشاطها الطبيعي حيث كان لايبدو عليها أي مظهر من الحراك في أيام الاقتراع الأوائل. وفي السوق العربي توقفنا عند التاجر رحمة عبد الله الناشط في بيع الكريمات والذي أقدم على فتح متجره فأوضح لنا أن حركة البيع والشراء ضعيفة غير أنه أفضل مما كان عليه في ايام الاقتراع الأولى حيث تبددت التوجسات التي كانت تسيطر على كثير من التجار والمواطنين على حد سواء من حدوث بعض التفلتات الأمنية التي تعصف بالاستقرار ،غير أنه عاد بأن الحركة في السوق بدأت في استعادة وضعها الطبيعي تدريجيا بعد أن تأكد للجميع أن الأمور تسير بصورة عادية وأن ليس هناك أي مظهر يدعو للخوف والتلكؤ إذ اقدم بعض التجار على فتح متاجرهم بعد أن اتضح لنا أن الأوضاع هادئة ومستقرة وعن الأسعار يقول رحمة الله إن الأسعار لم تتأثر بالحالة التي يمر بها السوق من قلة مرتادين لا سيما من الجنس اللطيف . وفي الاتجاه المعاكس لمتجره توقفنا عند تاجر العطور الحسن محمد أحمد الذي أوضح لنا أن حركة البيع بالسوق بطيئة أو تكاد تكون معدومة بالرغم من الأحوال هادئة وليس هناك ما يعكر صفو المزاج. وقال إن الحالة التي عليها السوق اليوم من قلة رواد وإغلاق لكثير من المتاجر السبب فيها توهم حدوث تفلتات أمنية إبان الاقتراع غير أن الأوضاع على ما يرام بل بالعكس تماما فهنا الأمور أدعى للطمأنينة أكثر من الخوف والهلع فالشعب السوداني شعب واعي وتوقع أن تعود الأوضاع إلى صورتها الاعتيادية يوم غد بعد أن تبين للجميع أنه ليس هناك ما يبعث على الخوف والوجل. وغير بعيد منه توقفنا عند تاجر الأجهزة الإلكترونية متوكل الهادي إدريس والذي أوضح لنا في مبتدر حديثه أن الإقبال على السوق ضعيف بالرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها بعد أن فضل كثير من التجار إغلاق متاجرهم في اليومين الأولين للاقتراع بجانب إحجام المواطنين عن ارتياد الأسواق بسبب الاقتراع واعتبر أن هذا دليل عافية يعني أن الناس مقبلون على صناديق الاقتراع بكلياتهم مما يدل على حرصهم على انتخاب من يرونه مناسبا لتقدم صفوفهم التنفيذية والتشريعية حتى أن البعض ذهب للولايات ليتمكن من ممارسة حقه الدستوري .وقال إن ما يدلل على وعي الشعب السوداني وحرصه على متابعة مجريات الأحداث في الساحة السياسة بالبلاد . الأمن يعيد المواطنين إلى التسوق : ونحن نهم بالخروج منه توقفنا مع عرفة حاج أحمد القادمة من جبل الأولياء لقضاء بعض حاجياتها فأوضحت أنها لم تشعر بالخوف والوجل بالسوق وأن الأوضاع هادئة وأبانت أنها سمعت بأن الحركة في اليومين الماضيين كانت ضعيفة وفيما يبدو أن آثارها ما زالت متأثرة بالرغم من هدؤ الأحوال ومسحة الاستقرار البادية على السوق. تجارة الموبايلات يمكن الشراء الآن : و بعمارة السلام الشهيرة التي تعتبرمن أكبر بقاع النشاط التجاري بالعاصمة لا سيما في مجال خدمات الاتصال وبيع وشراء اجهزة الموبايل فلاحظنا أن الغالبية العظمى من المتاجر التي كانت مغلقة تماما في اليومين الماضيين عاود كثير منها نشاطه وفتح أبوابه للعملاء الذين بدأت أعدادهم في التزايد والعودة إلى الوضع الطبيعي. وفي موقف المواصلات بالسكة حديد اتضح لنا تزايد عدد العربات والركاب به وكاد يصل إلى الوضع الطبيعي حيث بدأت ملامح الزحام معاودة الإطلالة من جديد بعد أن غابت في اليومين الماضيين سوق السجانة يعاود النشاط : وفي شارع الحرية طرد فتح التجار متاجرهم حالة السكون التي ضربته مؤخرا بسبب الانتخابات حيث لم يكن بمنأى عن التأثر بها كغيره من أرجاء العاصمة فعاد المظهر المعتاد الذي ألفه الجميع من تكدس للسيارات على جانبيه معيقة للحركة كما عادت الحياة إلى سوق السجانة أكبر مركز لبيع وتجارة مواد البناء والتشييد، فعاودت السيارات تنزيل ورفع مواد البناء بعد انقطاع دام لأكثر من يوم بسبب الهواجس من حدوث بعض التفلتات الأمنية بالرغم من سيطرة الأجهزة الأمنية والشرطية على الموقف الامني تماما بجانب وعي الناخب السوداني الذي دلل عليه بسلوكه الراقي أثناء ممارسته للعملية الانتخابية . الخضر والفواكه لم تنجُ من الكساد : وفي دوائر سوق الخضر والفاكهة يقول التاجر بسوق الخرطوم المركزي للخضر والفاكهة النور محمد عثمان إن حركة السوق ما زالت ضعيفة بالرغم من أنها أفضل مما كانت عليه في اليومين الماضيين، وأرجع السبب في ذلك لسفر كثير من الأسر من الخرطوم إلى الولايات بجانب حالة الخوف من نشوب بعض التفلتات الأمنية التي سيطرت على أذهان الكثيرين آثروا عدم الخروج إلى الأسواق بيد أن الأوضاع بدأت في العودة إلى وضعها الطبيعي لا سيما بعد إعلان تمديد ايام الاقتراع بجانب مرور الأيام الأولى للاقتراع بسلام دون أي معكرات لصفو الأمن العام. وعن الاسعار يقول النور إنها مستقرة ولم تشهد أية زيادات عما كانت عليه في الأيام الماضية ما عدا بعض الزيادات الطفيفة في الطماطم والبامية والعجور وبعض الفواكه. ظهور تجارة بمناطق الاقتراع : وفى جولة الصحافة ببعض مناطق الاقتراع خاصة تلك التى تقع على بعد مسافات طويلة لاحظنا ظهور بعض التجارة خاصة المياه الباردة والغازية محمولة على الحافظات الكبيرة بالاضافة الى الفول والتسالى قرب بعض الخيام المنصوبة لوكلاء المرشحين ،وقابلنا بعض الاطفال الذين يقومون بعرض بضاعتهم من المياه الغازية وقالوا ان الانتخابات صادفت وهم فى الاجازة الصيفية وبذلك لاضرر من القيام بمثل هذه التجارة البسيطة وتمضية الوقت خاصة واننا لاحظنا ان الكثير من الذين يأتون للتصويت يجوبون المنازل بحثا عن المياه ولذلك نحن نقدم لهم خدمة من اجل ربح بسيط جدا لايتعدى الجنيهات فقط بالاضافة الى تمضية الوقت. وبسؤالنا لهم عن حركة الانتخابات قالوا ان اليوم الثانى كانت الحركة فيه كثيفة ولكن اليوم الثالث ضعيفة جدا عكس امس ، وفى منحى آخر دخلنا الى صاحب متجر يقرب من مركز اقتراع بالحاج يوسف وقال ان الازدحام لشراء المأكولات والمشروبات يبدو انه اكثر من التصويت وقال منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا الى الساعة السادسة مساءا ونحن واقفون مع الزبائن وقال هذه فرصتنا لان التصويت فتح لنا ابوابا للرزق واننا فى فترات كثيرة نستعين بالدكاكين المجاورة من اجل جلب المياه والبارد فى حالة اكتمال الموجود بالثلاجة خاصة وان التصويت صاحبته شمس حارقة تؤثر على المواطنين.