٭ ألجمتني الدهشة بعدما علمت «بعمق العلاقة» بين الأستاذ عبد الباقي الظافر والدكتورة شذى عثمان عمر الشريف في «أمور السياسة» فقد كان الأستاذ عبد الباقي يستمد بعض معلوماته من الدكتورة في كثير من الأحيان.. والدكتورة الاتحادية «المشاركة» في مركز دراسات المستقبل الذي يرعاه الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية.. فقد كان الأستاذ العائد من الغرب بعد طول مُكث وهو يخوض الانتخابات العامة تحت مظلة الدكتور كامل الطيب إدريس «المرشح الرئاسي» في تلك الانتخابات «والتي خسِراها معاً» كان في حاجة إلى استشارة الدكتورة شذي قبل كل لقاء أو ندوة.. ولم تكن تبخل عليه بما عندها من معلومات أو أفكار .. وعندما رضي الأستاذ عبد الباقي «من الغنيمة بالإياب».. وبعدت عليه شُقة البرلمان .. أو المجلس التشريعي عاد إلى قواعده سالماً ليمارس مهنة الصحافة «هذه المرة من غير منازلهم» حيث استقر «أخيراً بأخيرة آخر لحظة» واحتل بالتراضي مكتب على فقير عبادي .. وطفق يعايرنا بصحوة الضمير «المتأخرة».. فإن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي مُطلقاً!! ٭ مصدر دهشتي هو أن مستشار تحرير «آخر لحظة» والذي تولَّي كبر حديث الإفك ضد الأستاذ عثمان عمر الشريف وزير التجارة.. يقصد الإثارة.. فكتب بالخط العريض «عاصفة مخالفات مالية» فقد «ظفر» الظافر!! بمذكرات داخلية بين الوزير والوكيل حملتها إليه موظفة صغيرة موتورة، فلم يكلف الظافر نفسه بمكالمة هاتفية مع الدكتورة المعنية ببعض ما في المذكرات .. إن لم يكن من قبيل الواجب المهني فعلى أقل تقدير احتراماً للعلاقة التي تربطه بالدكتورة دون تدليس أو تلبيس أو تسييس.. مع أن المذكرات خِلو من المخالفات وملتزمة بالإجراءات.. وما كان ليعجز الوزير الكبير أن يُكمل تعيين كريمته وزوجها في وظائف تتبع له عُرفاً وقانوناً بعد مُضي أكثر من ستة أشهر عليهما وهما يؤديان عملاً رسمياً في ديوان الوزارة.. ومازلت عند قولي بأن من تجب محاسبته ومعاقبته هو «سارق المذكرات» وبطل التسيبات.. فقد كان بإمكان المراجع الداخلي وقف ما يراه مخالفاً للوائح والإجراءات بدلاً من اللجوء للإعلام في أمرٍ لا يرقى لأن يقال عنه جريمة وعاصفة وهلمجرا. ٭ كنت سأتبع سبيل الدكتورة «التي لم أكن أعرفها البتّة قبل هذه التسريبات» وأطنش الموضوع، إذ لم تكلف الدكتورة نفسها بأن ترفع التلفون وتقول «ده شنو السويتو ده يا عبد الباقي؟!» لكنني فضلت التواصل على القطيعة.. وهاتفت الظافر بعدما تناول سيرتي في عموده منافحاً عن «آخر لحظة» مع إنني قلت لزملائي فيها قولاً ليِّناً وذكرتهم بالمقولة الشعبية «الما دارك ما لامك» وأنا أكره المعارك بين الزملاء .. ولا أحب الخوض فيها.. فأنا كاتبٌ حر .. لا احتل مكتباً ولا تجُري علىَّ الصحافة راتباً .. بل «ولا تكرمني» بنسخة «إكرامية»، وقد استحل الأستاذ حسن البطري على مدى سنتين جهدي وعرقي.. وأنا عافيلو!!.. وعبد الباقي «أجير» بعقد.. والعقد شريعة المتعاقدين.. لازم يكتب !! ما المعايش جّبارة.. ثمَّ ما دفعتني للكتابة كثرة الاتصالات بين قادح ومادح.. من يقدحون في ما قلت هم «الإخوة في الله» وأنا حركة إسلامية منذ نعومة أظافري.. ومؤتمر وطني ملتزم.. لكن هذا لا يمنعني من تصويب سهام النقد نحو حكومتي ووزرائها بغرض المناصحة والتقويم وتعديل الإعوجاج.. وأرشيفي زاخر والحمد لله وأحفظ فيه مقالاً إيجابياً للأستاذ الظافر بعد إعفائي من القصر وعنوانه «غلطة الشاطر»، وكنت أقول «كفاحاً» للمسؤولين بعض ما أكتبه اليوم، فقد كان بإمكاني الالتقاء بأي مسئول لأقول له رأيي في أي أمر .. فلا يستقيم عقلاً أن أكتب في الصحف ما يمكنني قوله للشخص المعني وعيني في عينه!! والحمد لله فكل ما قلته .. لديه رقيب عتيد.. وكان ذلك في الكتاب مسطوراً .. بيد أن بعض إخواني .. في ضلالهم القديم .. وما أسوأ «بعض» الإخوان إذا ما انحرفوا عن السبيل وظنوا أنهم مصلحون!! فقد نقلوا إليَّ قديم أحقادهم.. واستدعوا من التاريخ معاركهم مع عثمان عمر الشريف .. حتى وهو يشاركهم ويتحمل معهم المسؤولية التاريخية في «سودان المليون ميل إلا ربع» وينسون ما يفعلون!! إذ بلغت تعيينات الأقارب «المئات» للمسؤول الواحد!! وتجاوزت المخالفات المالية «المليارات» عند البعض!! أما الشركات الكبيرة فحدث ولا حرج!! وإلا لماذا قامت آليه لمكافحة الفساد تتبع لرئاسة الجمهورية؟ وما يحس منها من أحدٍ ولا يُسمع لها رِكزاً.. «ولا ذكراً» والليالي حُبلى يلدن كل عجيب. ٭ عنوان هذا المقال مقتبس من أقوال الراحل الشريف حسين الهندي إبَّان الجبهة الوطنية المعارضة لنظام مايو، وكان الاتحاديون أحد أركانها مع الإخوان المسلمين «وقتها» وحزب الأمة.. ضد اليساريين الوالغين في دماء الشعب وماله «حينها».. وسبحان مغير الأحوال من حالٍ إلى حال.. طرب الاتحاديون مما اعتبروه دفاعاً مني عن أحد قياداتهم.. وليس الأمر صحيحاً على إطلاقه هكذا.. فأنا ضد التبعيض والانتقائية وازدواج المعايير.. فالسياسة عندي من فروع الدين لا توجب إيماناً ولا كفراً.. وليست من الأصول المعروفة من الدين بالضرورة التي تُخرج من ينكرها مِن الملَّه. ٭ أن تشارك وتنافح وتعارض وتنتقد فتلك «سياسة».. وأن تلتزم الحق والعدل فتلك «قداسة».. وأن تتصيد الأخطاء وتضخم الإخفاق وتقصد الإثارة فتلك «نجاسة» وأن تصلى خلف «علي» وتأكل مع «معاوية» وتعتزل الصراع بينهما فتلك «كياسة»، وأن تسعى بالنميمة بين الناس فتلك «خساسة»، وأن تبكي على اللبن المسكوب.. فتلك «مياصة». وهذا هو المفروض.