طالب الزميل عبد الباقي الظافر في عموده اليومي بالزميلة (التيار) المشير عمر حسن البشير بالتنحي واختيار خلف له من الحزب ليخوض المنافسة الرئاسية في الانتخابات القادمة، وقد بحثت عن مبرر مقنع في مقال الظافر يستدعي المطالبة فلم أجد، فهو يرى أنه الوقت المناسب للتنحي مكتفياً بما حققه من إنجازات على رأسها السلام، ثم يقفز للحديث عن إمكانية ظهور مذكرة عشرة جديدة داخل الوطني، المهم إنني اندهشت لما كتبه الصديق عبد الباقي الظافر عن رجل قدم نموذجاً لحاكم لا تختلف عليه حتى الأحزاب المعارضة باستثناء الشعبي المعلوم السبب، ولم يظهر صوت واحد داخل حزبه يقول ما قلت بحكم أن البشير هو صمام أمان الحزب والدولة للمرحلة المقبلة بقناعة الجميع بالحزب.. فالرجل أخي عبد الظافر الذي أعفى نفسه قبل أيام عن قيادة الجيش يدخل الانتخابات مسنوداً على الانجازات التي اعترفتَ بها، تاركاً الشعب بما فيهم أنت ليختار من يراه مناسباً للرئاسة، وهنا تكون مطالبتك لا معنى لها مادام الأمر كله قد تُرك للشعب والذي سيتنحى البشير بأمره، لو قال له كفى واختار غيره وسيستمر إن رأى أن الانجازات التي تحققت بحاجة إلى تعزيز، بعد أن رفض الاستمرار مثل الرؤساء الكُثر الذين حكموا بالبندقية ويصرون على الاستمرار عليها حتى موتهم، وأقول أخي الظافر إن مذكرات العشرة قد انتهى زمانها، فالرأي الآن قد صار رأي أهل السودان - الملايين-، فالبشير ليس مرشحاً للرئاسة لوحده فهو لم يمنع د. الترابي من منافسته لو تقدم للمنافسة أو يقول للصادق المهدي دعني وحدي، أو يطلب من الميرغني ألا ينافسه، أو حتى يقول للدكتورة فاطمة عبد المحمود لا تنافسي كإمرأة، أو يطلب من مبارك الفاضل أن يتركه لوحده، بل فتح المجال للمنافسة وطرح نفسه لأهل السودان في منافسة حرة نزيهة مع وجود إعلام حر قلت أنت من خلاله ما قلت عن البشير وطالبته بالتنحي، وهذه منتهى الحرية، وكذلك ستكون الانتخابات تحت عيون الأحزاب ورقابتها.. كما أن البشير الذي اختاره المؤتمر العام لحزبه مرشحاً سيكون منافساً لا يمنع من يرى من أعضاء حزبه التصويت لغيره، إن رآه لحظة الدخول لصناديق الاقتراع التي لا يعلم فيها تصويت الفرد إلا الله، ومن هنا نقول إن صديقنا الظافر لم يكن موفقاً في مطلبه توقيتاً ومبرراً، ويقيني أن البشير وتحت أية رقابة دولية ومحلية للانتخابات القادمة سيفوز بالرئاسة، وهذا ليس علماً بالغيب وإنما استناداً للوعي الذي عم كل مناطق السودان، والذي يجعلها تنحاز لأصحاب الانجاز عفيفي اليد واللسان، حيث يتفق أغلب الناس على أنه الأنسب لجمع الناس والأقدر،.. وعلى هذا يراهن الوطني على البشير دون غيره، ويرى فيه الشارع صمام الأمان للبلد، وهذا ستؤكده كل نتائج الانتخابات أخي عبد الباقي ولك الود.