من المنتظر أن يصل اليوم الى مطار الخرطوم عبر طائرة عسكرية أمريكية إبراهيم أحمد محمود القوصى أحد المعتقلين السودانيين (14) عاما فى غوانتنامو ،بعد الإفراج عنه لقضائه المدة المقررة . إبراهيم القوصى ، هو إبراهيم أحمد محمود القوصى من مواليد مدينة عطبرة بحى السوق عام 1961 وقد تنقلت أسرته الكبيرة بأحياء المدينة مابين حى السوق وحى الدرجة حيث تسكن الآن ،درس القوصى الأولية والوسطى بعطبرة ثم معهد الكليات التكنلوجية سابقا (جامعة السودان حاليا) كلية التجارة وتخرج منها محاسب تكاليف عام 1987 عمل فور تخرجه بالأعمال الحرة بالخرطوم ،ولكن كيف وجد القوصى نفسه موظفا مقربا لأسامة بن لادن ؟ يقول شقيقه محمود أحمد محمود القوصى عميد كلية الجريف التقنية بالخرطوم أن إبراهيم يتميز بأدبه الجم وسلوكه الراشد والأمانة والجدية فى العمل ولذلك إختارته شركات الإستثمار العربية بالخرطوم عام 1988 للعمل لديها محاسبا فور تقدمه للعمل لديها ،ثم بشركة وادى العقيق بالسودان محاسبا أيضا بداية التسعينات وقد ظل يعمل بها حتى بعد أن تمت تصفية شركات وأملاك بن لادن ،ثم سافر إلى باكستان عام 1998 للعمل والدراسة إلى أن قبضت عليه الحكومة الباكستانية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية (سى آى إيه) . وقال ل(الصحافة) محمود القوصى شقيق المعتقل ، أنهم علونا بالخبر عبر تقرير مصور بتلفزيون الجزيرة عام 2004 إستعرض فيه المعتقلين ،فرأينا رجلا من الخلف ولم يكن وجهه ظاهرا لنا ولكن مقدم التقرير ذكر أن إسمه إبراهيم القوصي وكانت هذه هي المرة الأولى التي علمت فيها الأسرة بمكان ابنهم إبراهيم، وقد تكتمت المخابرات الأمريكية على الحادثة (ثلاث) سنوات إلا أن معلومات قد تسربت جراء المعاملة اللا إنسانية والتعذيب ،حتى تكشفت المعلومات رويدا رويدا عقب محاكمة أحد مساعدى بن لادن فى غوانتنامو ،وفعلمنا أن شقيقنا وقتها ضمن المعتقلين بإرشاد وشهادة زور وبهتان من قبل معلومات كاذبة أدلى بها جمال الفضل السودانى (جاسوس ) ويعمل ضمن برنامج يهودى ومن الذين أصبحوا (شهود ملك) لدى المخابرات الأمريكية ونعتبر أن جمال هو من ورط شقيقنا وألبسه هذه التهمة التى نحسبه بريئا منها، إلا أن وفد من المحامين الأمريكيين المفوض بالدفاع عن إبراهيم القوصي برئاسة المحامية سوزان لاكير سجل زيارة الى أسرته بعطبرة ، قال عنها شقيق المتهم أنها جاءت بغرض التعرف على بيئة ونشأة المعتقل ومراحل دراسته وعلاقاته الاجتماعية لتقديمها كوثيقة دفاع عنه،وقدمت المحامية سوزانا رئيسة الوفد شرحا وافيا للأسرة عن أوضاع ابنهم إبراهيم القوصي من الناحية القانونية وأكدت انه حتى الآن لم يتم إثبات أي تهمة محددة تجاهه لعدم كفاية الأدلة فضلا عن ذلك فقد طمأنت الأسرة على وضعه الصحي وأكدت انه يتمتع بصحة جيدة . من جانبه أوضح أحمد المفتي مدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان وعضو هيئة الدفاع عن القوصي ل(الصحافة) فى وقت سابق عقب زيارته لموكله بغوانتنامو أنهم قرروا الجلوس مع هيئة الاتهام للوصول إلى تسوية بالاعتقال لفترة محددة أو إطلاق سراحه لتعرض على المحكمة بعد ذلك لتقرر بشأنها، إلا أن المفتى شكك فى نزاهة المحكمة التي ستحاكم القوصي خاصة وأن وزير الدفاع الأمريكي قام بتشكيلها ، وإبان أنهم قدموا أكثر من (10) دفوعات تصب في عدم قانونية نظام المحاكم العسكرية الأمريكية لأنها تخالف مبادئ حقوق الإنسان والدستور الأمريكي نفسه،إلا أن هيئة محلفي المحكمة العسكرية الاستثنائية في غوانتانامو ويم قررت عقوبة السجن (14) عاما على إبراهيم وقالت أنه طباخ ومرافق سابق لأسامة بن لادن ،وقد تم إعتقال القوصي في باكستان في ديسمبر 2001، وقالت أن القوصى اعترف بأنه غادر السودان في 1996 للانضمام إلى أسامة بن لادن في أفغانستان حيث عمل طباخا له ثم مساعدا لوجستيا وأحيانا سائقا، فاصدرت المحكمة العسكرية التي تنظر في قضية المعتقل السوداني ابراهيم القوصي حكماً بسجنه (14) عاماً والمطالبة بعدم احتساب السنوات الثمان التي قضاها معتقلاً في غياهب غوانتنامو, وذلك خلافاً للسوابق القضائية التي اعتمدتها المحاكم العسكرية نفسها في احتساب فترة الاحتجاز كجزء من مدة السجن التي تحكم بها. ومما جاء في الاعترافات التي أدلى بها القوصي تحت القسم أمام المحكمة تأكيده بأنه «قدَّم عن قصد دعما للقاعدة في أعمالها العدائية ضد الولاياتالمتحدة منذ عام 1996، وذلك عندما أصدر بن لادن أمرا لاتباعه بارتكاب أعمال إرهابية ضد الأمريكيين،وقال جو ديلافيدوفا، المتحدث باسم المحكمة أن القوصى إعترف بأنه كان منخرطا بأعمال عدائية ضد الولاياتالمتحدة، وذلك في خرق لقوانين الحرب، وأضاف ديلافيدوفا إن القوصي اعترف بأنه قدم دعمه للقاعدة وهو يعلم علم اليقين بأنها مجموعة إرهابية ، إلا أن سلوكه فى المعتقل يؤكد بأن القوصى كان محبوبا وسط زملائه المعتقلين فعلى الرغم من صغر سنه إلا انه يمثل دور العالم والأب الروحي داخل المعتقل وذلك لأدبه الجم وعلمه الغزير ، ويقول زملاءه فى الدراسة أن إبراهيم كان كان إسلاميا ولكن قدراته السياسية والتنظيمية كانت ضعيفة وفوق كل ذلك يشهد له هذا الرجل بأنه كان متسامحا وليست له عداءات مطلقا بل ملتزما بتدينه هناك ،وقد أكمل إبراهيم المرحلة الثانوية ولم يدخل الجامعة مباشرة حيث جلس لامتحان الشهادة الثانوية في العام 1980 1981م فقضي وقتا طويلا في الخرطوم وكان يأتي إلى عطبرة في الإجازات والمناسبات الأخرى. ولكن ماهو شعور الأسرة وهى تستقبل اليوم إبراهيم القوصى عقب (14) عاما قضاها فى المعتقل يقول محمود أن الأسرة بكامل أفرادها فى حالة لهفة وشوق وقد أكملت إستعداداتها بكل من عطبرةوالخرطوم لإستقباله بعد ،سيما بنتيه وزوجته وكافة أفراد أسرة الحاج أحمد محمود القوصي المؤلفة من (10) أبناء خمسة ذكور وخمس إناث ،فالوالد من مواليد عطبرة في 17/نوفمبر1931 يعمل بالتجارة وقد قدمت من دنقلا في بواكير القرن الماضي.. وتمتد أصول الأسرة إلى صعيد مصر.. ووالدة الأسرة امرأة فوق منتصف الستينات ، وأبان شقيق القوصى أن شقيقه إبراهيم متزوج من مواطنة مغربية منذ العام 2000 وله بنتان فى مرحلة الأساس يعشن مع والدتهن فى بيت الأسرة الكبيرة بعطبرة بحى الدرجة، إلا أن محمود يقول أن كل من الحكومتين الأمريكيةوالباكستانية قد نالت ما أرادت بتنفيذ حكم السجن على شقيقنا رغم الظلم الذى لحق به وليس فيع أى نوع من المصداقية والعدالة وقال أنهما ظلمت أسرتنا كما حرمت بنتاه وزوجته ووالديه منه طيلة (14) عاما ،إلا أنه عاد وقال ليس لدينا معها أى وعد أو إتفاق أو حديث فقد نالت ما أرادت ،ولكننا نشكر الحكومة السودانية لللمتابعة والإهتمام حتى إكمال المدة وإطلاق سراحه ،إلا أننا نؤكد بأننا كأسرة سوف نواصل مساعينا وإتصالاتنا لإطلاق ما تبقى من زملائه (3) ،وقد جاءت تباشير الإنفراج عن المعتقلين عندما أطلق الرئيس اوباما تصريحاته ابان فترة الانتخابات الرئاسة الأمريكية ،بأنه سيعمل على إطلاق سراح المعتقلين فى غوانتنامو واغلاق المعتقل .