*ومع اقتراب موعد مباراة المريخ والهلال فى الدورى الأفريقى « البطولة الكونفدرالية » فقد بدأت الحرب النفسية التى عادة ما تسبق لقاءات القمة حيث يعمل كل جناح على « تكبير كومه » وتصوير فريقه بأنه الأكثر جاهزية وأن الفوز سيكون من نصيبه وبالطبع فان كل هذه لا تعدو أن تكون مجرد «خطرفات» لا علاقة لها بواقع المباراة . *وكما عودتنا مباريات القمة فهى لا تعترف و لا ترضخ لأى حسابات ولا يمكن التكهن بنتيجتها ويظل الفائز فيها مجهولا الى أن يعلن حكم اللقاء عن نهايتها ويبقى كل ما يقال حول هذه المباراة ما هو الا « حمى » تصيب « المهووسين » بها . *فالهلالاب مثلا يرون أن فريقهم هو الأكثر جاهزية و« بالطبع فهم أحرار ولهم ما شاءوا برغم أننا لا ندرى مصدر هذه الرؤية » وما نعرفه أن الهلال يعانى خللا كبيرا وضعفا واضحا ونقصا فى خط ظهره والدليل أن شباك الهلال ظلت تستقبل هدفا بمعدل كل مباراة وحتى الفرق التى لم تنل من شباك الهلال كان بامكانها هزها أكثر من مرة من خلال السوانح الذهبية التى تتاح لهذه الفرق غير ذلك فالمستوى الذى ظهر به الهلال فى مبارياته الأخيرة أمام « الأهلى العاصمى والنسور وجزيرة الفيل وأهلى شندى فى المباراة الأفريقية وأخيرا مباراته أمام الرابطة » لم يكن جيدا بل أقل من الوسط وبرغم أن الهلال فاز فى كل هذه المباريات الا أن ماقدمه من عرض يعتبر ضعيفا . فالانتصارات على الفرق الصغيرة والمظلومة والتى لا قواعد جماهيرية لها لا تعنى بأى حال القوة بالتالى فان كل ما يقال فى الصحف عن قوة الهلال وجاهزيته للمواجهة القادمة ما هو الى تكبير لواقع صغير وصناعة لوضع وهمي لا وجود له على أرض الواقع . *المريخاب يحسب لهم أنهم اختاروا الصمت ولم يتحدثوا عن المواجهة القادمة كثيرا ويبدو أن فى صمتهم « كلاماً » وواضح جدا أن الاعلام المريخى وضع استراتيجية محددة للتعامل مع هذه المباراة تقوم على نقاط بالغة الأهمية والحساسية ولهذا فضل الابتعاد « عن الضجة والهرجلة والكركبة الفارغة ». *وبقراءة لواقع فريق المريخ ومن خلال أدائه فى المواجهات الأخيرة اضافة لنوعية اللاعبين وامكانياتهم وخبراتهم وقدراتهم زائدا على ذلك وفرة البدلاء فان وضع المريخ يعتبر هو الأكثر أفضلية وجودة لا سيما والاستقرار النفسى والادارى الذى يعيشه النادى يضاف الى ذلك فان حجم الدافع الذى سيدخل به المريخ اللقاء القادم من واقع أنها مباراة الصدارة بالنسبة له فكل ذلك يعنى وبوضوح أن المريخ هو الأكثر جاهزية والأوفر قوة والأقرب لتحقيق الفوز ولكن برغم ذلك فلا أحد يستطيع أن يجزم بأن المريخ سيفوز. *هناك من يفسر « الجعجعة والهضربة » التى تسبق لقاءات القمة بأنها « خوف ورعب ورجفة » ويقول هؤلاء ان الفريق الأقوى والأكثر ثقة هو الذى يختار الصمت وينتظر ساعة النصر، فيما يرون أن الفريق الذى يعانى من ضعف هو الذى يحاول أن « يتمها موية » عبر التحديات الجوفاء والشائعات والحديث « المجانى » الخالى من الموضوعية. *مؤكد أن موعد اللقاء سيحل وستقام المباراة ولن تخرج نتيجتها من الاحتمالات الثلاثة الثابتة والمعروفة « فوز المريخ - انتصار الهلال - أن تنتهى المواجهة بالتعادل » ولا يوجد احتمال رابع وبدلا من « الجرسة والتكهنات والمضحكة والترشيحات الساذجة والوهمية » فلماذا « التسرع والشفقة » وكما يقول أخواننا المصريون « المية تكضب الغطاس » . *وكما قلنا من قبل فان مباراة الثامن عشر من هذا الشهر محكومة ومراقبة من طرف الاتحاد الأفريقى لكرة القدم بمعنى أن الاتحاد العام لا علاقة له بها من حيث الجوانب القانونية وكل مسئوليته تنحصر فى التنظيم والاشراف فقط هذا من جانب ومن اخر فان حكامها ليسوا محليين ولا يعرفون شيئا عن اللغة العربية بالتالى فان التهديد والوعيد واساليب التخويف لن يكون لها وجود وهذا فى حد ذاته سيقلل من حدة التوتر ،أما الأكثر أهمية فهو أن المباراة المقبلة هى مباراة الهلال والمفترض أن كل الجمهور الذى سيشهدها هو جمهور الهلال و بناء على ذلك فان أى شغب فيها سيحسب على الهلال وربما لا تكتمل حالة وقوع أى انفلات، وعلينا أن نضع فى الحسبان قضية رئيس الهلال والتى تخطت حاجز المحلية والقارية ووصلت للمستوى العالمى . *سبق وأن قلنا ان المباراة المقبلة تعتبر بالنسبة للمريخ مصيرية من منطلق أن فوزه فيها سيجعله يعتلى عرش صدارة المجموعة وربما يقوده الى التأهل بنسبة تفوق « 99%» حيث أن المريخ سيلعب من بعدها مع أهلى شندى مرتين قبل أن يغادر الى أنقولا وفى حالة انتصار المريخ فان ذلك سيشكل لديه دافعا معنويا كبيرا سيجعله يحقق التفوق فى مبارياته المقبلة خاصة مباراتيه أمام الأهلى، واذا قدر له الفوز وهذا وارد وبنسبة كبيرة«بإذن الله» فعندها سيحصل على اثنتي عشرة نقطة وسيكون قد ضمن احدى بطاقتى التأهل للمرحلة قبل الأخيرة ولكل ذلك نقول ان اللقاء القادم هو لقاء الصدارة والصعود بالنسبة للمريخ. *أعود لأصل الموضوع وأقول ان لقاءات قمة كرة القدم السودانية هى بطيخة مقفولة لا يجدى معها التلويح بالكروت ولا ابراز النجوم والحديث عنهم وكأن الواحد منهم خارق، وان كان عشاق الأزرق يرددون اسم سانيه وأكانقا فان المريخاب يرون فى وجود ساكواها وادكو وكلتشى والعجب ورمضان عجب وقلق والباشا قوة لا تقهر وهجوم لا تنفع معه السدود لا سيما وضعف دفاع الهلال واهتزاز مستواه. *فى سطور *فى اخر مباراة جرت بين الفريقين انتهج مدرب الهلال الاسلوب الدفاعى لدرجة الصريح حيث لعب بتسعة مدافعين وظل الهلال فى منطقته طوال التسعين دقيقة الا مرة واحدة وقد وجد المريخ من الفرص ما كان كفيلا بان يحقق أكبر نصر له فى التاريخ ولكنها « أبت » والغريب أن الهلال خرج فائزا فى تلك المباراة - هل سيلعب الهلال مدافعا هذه المرة؟.