لاشئ على الاطلاق لا العالم ولا المسلمون ولا اي كائن كسب شيئا على الاطلاق . ذلك ليس مهما الان ولكن المهم هو هل تعلم العالم من 11 سبيتمبر التى مرت ذكراها امس درسا ملهما ؟ للاسف لا، فكل الممارسات التى اعقبت عملية البرجين اوضحت ان البشرية عموما ابعد من ان تتعلم من اخطائها والسبب ان العالم كان ولايزال تحكمه المصالح العمياء والاغبياء!!.اذا ما اضفت الغباء للمصالح الهائلة التى تدور فى ارجاء المعمورة بإمكانك رسم خريطة العالم.كان الرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش اغبى الناس طرا، جر بلاده لهاوية حروب شيدها على اكاذيب سرعان من انهارت على رأسه لانها حروب بلاغاية.كان ضحايا البرجين ثلاثة آلاف امريكى وبعبقريته ضاعف هذه الرقم اربعين مرة، اذ فقدت الولاياتالمتحدة فى حربى العراق وافغانستان زهاء ستة آلاف جندى وعشرات الآلاف من المصابين. الرجال الاغبياء وحدهم من يعظمون خسائرهم تدفعهم اوهام القيادة والنفوذ للحماقات ولايهمهم كم من الضحايا ستفنى اعمارهم واجسادهم من اجل تكرس زعماتهم، ولايعرفون اية اثمان باهظة تدفعها ملايين الارامل واليتامى والمعاقين بقية حياتهم. طارد جورج بوش بن لادن فى كهوف وجبال تورا بورا فقتل الالاف من الافغانيين بلاذبب وفى النهاية مات بن لادن وسقط جورج بوش ولكن من يذكر الضحايا الان؟تلك هى مأساة الحروب تخلف ضحايا لا احد يذكرهم او يعطف عليهم. المؤسف ان العالم لم يتعلم شيئا. لم يتعلم من الحرب العالمية الاولى فأعاد فظائعها بعد ثلاثين عاما فى الحرب الثانية، ولم يتعلم منهما شيئا فخاض حربا باردة كسبت تلك البرودة لانها كانت تخاض بالوكالة وتدفع اثمانها شعوب اخرى بدمائها الساخنة وليس بدماء الشعوب الاوروبية. انظر لخارطة الحروب فى عهد الحرب الباردة من اسيا لكوبا لحروب افريقيا الممتدة من روديسيا للكنغو الى جنوب السودان، جرت هذه الحروب تحت لافتة مضللة اسمها الحرب الباردة!!متى بردت تلك الحروب . بالفعل كانت بردا وسلاما على اوروبا وامريكا. العالم بعد سبتمبر اصبح اكثر قتامة واقل تسامحا مما كان قبله. اصبح اكثر تدهورا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مما كان قبلها.زادت معدلات الحروب والفقر والجوع وتضاعف عدد اللاجئين والنازحين، واشتعلت الحروب الداخلية فى اكثر من خمسين دولة بحسب الاممالمتحدة.رغم كل التكاليف الباهظة التى دفعت فى الغزوات من بوش لابن لادن واستمرار الحروب، فإن مصانع السلاح لاتزال تعمل بطاقتها القصوى ولازالت اسواق اسلحة الدمار منتعشة. بالله كيف لعالم يدعو للسلام ويزعم انه حريص على الامن والسلم الدوليين، ان ينفق 171 مليار دولار سنويا على الاسلحة بينما لاينفق على الجوع ربع هذا المبلغ!!. لم يتعلم العالم شيئا فهاهو من جديد يدق طبول الحرب ويتفرج على ساحات القتل وانهار الدماء تتدفق يوميا امام ناظريه.اسرئيل تقرع طبول الحرب و تسعى لفرض ارادتها على العالم بمهاجمة ايران بادعاء تهمة لم يصدقها فيها احد، و للاسف العالم ينتظرماسيفعله نتنياهو ليشجب ويدين بعد ان تزهق اروح ملايين الضحايا. يوميا عداد الموت لايتوقف لحظة فى سوريا والعالم يخرج من مبادرة كوفى عنان العقيمة ليدخل من متاهات الابراهيمى والدم لايتوقف.. نهر من الدماء والجنون تطفح به سوريا ولا عاقل واحد علمتة الحروب شيئا ينهض لايقاف المجزرة!! ماذا استفاد المسلمون من 11 سبتمبر؟ لاشئ، لاشئ مطلقا. لقد شاهت صورتهم فى العالم واصبحت صورة المسلمين مخيفة اذ هم مجموعات ارهابية تمارس تقتيل الناس بلاهدف.دفع كل المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها فاتورة ما فعله بن لادن ورهطه. اوطان افنيت وتدمرت بالكامل ، لايزال العراق ينزف ولا تزال افغانستان دامية ولا يزال قتل المسلمين على الاشتباه يجرى فى ارجاء المعمورة.قتل ستمائة الف امريكى فى سبتمبر ومابعدها، ولكن حتى الان تمت ابادة ستة ملايين مسلم ولايزال الحبل على الجرار.انتهى الاسلام فى مخيلة كثيرين من دين رحمة يدعو بالتى هى احسن، الى دين يقتل الناس بلااحسان ولا غاية، يدخل بعض منسوبيه حروبا خاسرة فتدفع الامة ثمن تطرفهم بلامعنى ولامردود.لم يتعلم المسملون من حروبهم القريبة والبعيدة درسا مستفادا، فلاتسلحوا ولا استعدوا للحرب كما يجب، ولا جنحوا للسلم. ظلوا هكذا لايحاربون بشرف ولا يصالحون برجولة كتبت عليهم الجهجهة الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.