الكرة الطائرة لعبة جميلة وممتعة وكنت أمارسها الى جانب كرة القدم في المراحل الدراسية المختلفة واذكر وبحكم طول قامتي وتفوقي تم اختياري للمنتخب الذي يمثل مدرسة 24 القرشي الابتدائية وذلك عن طريق الاستاذ الرياضي بدرالدين الجعلي وفي المدرسة المتوسطة كان هناك استاذ لا يقل فهما في الرياضة عن الجعلي الا وهو الاستاذ عبدالغني عبدالرحمن الطاهر والذي حبب لي ولزملائي الرياضة أكثر وخصوصا منشطي كرة القدم والكرة الطائرة وفي ذلك الوقت كنت اتابع ومن على البعد منافسات الكرة الطائرة بالعاصمة القومية عن طريق وسائل الاعلام وعند حضوري من الجزيرة الخضراء الى الخرطوم في الاجازات كنت أحرص على متابعة فريق مركز شباب السجانة للكرة الطائرة في ذلك الوقت وحقيقة كان هناك عمالقة في هذا الفريق وكان التنافس محتدما بين السجانة والمجد والاخير للاسف اختفى كما اختفى من بعده فريق القادسية ليسجلا خسارة كبيرة للكرة الطائرة . في مدرسة حنتوب الثانوية وجدت هناك شعبة متكاملة للرياضة فيها اساتذة متخصصون وطنيون وكذلك من مصر الشقيقة وفوق ذلك كان هناك عدد كبير من الاساتذة وفي مقدمتهم المدير يهتمون بالرياضة والتنافس الرياضي بين الداخليات وحقيقة كنت من المحظوظين أن أكون ضمن زملاء اعزاء في داخلية المك نمر التي كان يشرف عليها استاذ الاجيال عثمان عبدالرحمن رئيس شعبة اللغة الانجليزية والرياضي المطبوع الذي اهتم كثيرا بالنشاط الرياضي والثقافي في داخلية المك نمر ونتيجة لذلك حصلت على العديد من الكاسات والجوائز الرياضية والثقافية وكان من اقيم تلك الجوائز هو الفوز بالمركز الاول واحرازكأس الكرة الطائرة بعد التغلب على داخلية ابوعنجة التي كان يقودها ايضا رياضي أصيل الا وهو الاستاذ أحمد بابكر (جو) وهو المدير الحالي لمدارس المركز الاسلامي الافريقي ولأن الاستاذين الجليلين كانا يعرفان تماما أهمية الرياضة ودورها الكبير في التحصيل الاكاديمي فقد نجحا في تعبئة وحشد كل الطلاب لمشاهدة المباراة النهائية وبدلا من ان ينحصر التشجيع بين المنتمين للداخليتين (المك وعنجة) امتد ليشمل كل الطلبة بداخليات حنتوب العشر فطلبة الداخليات الشرقية التي تنتمى لها داخليتنا (المك نمر) وقفوا الى جانبنا وطلبة الداخليات الغربية التي تنتمى لها (أبوعنجة) وقفوا ليؤازروها وكان حقيقة التشجيع روعة وبأدب رفيع وحتى المداعبات والمشاغلات لم تخرج عن قيم واخلاق الرياضة وبعد مباراة حماسية ورفيعة المستوى حققنا الفوز على منتخب أبوعنجة وأذكر أن مدرب منتخب حنتوب للكرة الطائرة الاستاذ نهرو اشاد بلاعبي المك نمر وحقيقة كانوا هم يمثلون حنتوب في الدورات المدرسية في ذلك الوقت وهم : احمد اسماعيل شنبول - يوسف محمد احمد عروة - عثمان السلاوي - اشرف مهدي - شخصي الضعيف - نزار -توماس -وبهاء الدين العباسي . ماساقني الى هذه الذكريات الجميلة في الكرة الطائرة هو متابعتي ومن داخل صالة أيرلس كوورت الضخمة بلندن لمنافسات الكرة الطائرة في اولمبياد لندن الاخيرة للرجال والسيدات وحقيقة استمتعت جدا بالمباريات التي كنت أحرص على متابعة ثلاث مباريات يوميا لاكثر من 12 يوما وذلك بحكم قرب مكان اقامتي من ملاعب الكرة الطائرة وشاهدت عمالقة بحق وحقيقة ضخامة اجسام في غير ترهل وأطوال فارعة ومستويات رفيعة من الاداء وفي المدرجات تشجيع مثالي واغاني واناشيد مفرحة وملهبة لحماس اللاعبين واللاعبات وحتى في المباريات النهائية لم اشاهد تعصبا ولم أرَ احدا من المشجعين خرج عن النظام وكان الختام مسكاً، ففي نهائي السيدات كانت الغلبة للبرازيل على حساب الولاياتالمتحدةالامريكية وفي نهائي الرجال فاز الدب الروسي بعد تأخره بفارق شوطين عن البرازيل لينتفض ويكسب ثلاثة اشواط متتالية لينال الميدالية الذهبية . الكرة الطائرة في السودان ورغم توفر الخامات والمواهب الا انها لم تجد الاهتمام والدعم اللازم من الدولة ورغم ذلك وبجهود شخصية من محبي المنشط حقق انتصارات لا بأس بها ولكنها ليست في مستوى الطموح واستطيع أن أقول اذا وجد مشروع العمالقة الذي طرحه الخبير حسين امام قبل سنوات الاهتمام والتمويل المطلوب من الممكن جدا أن يتأهل المنتخب الوطني للكرة الطائرة الي اولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل عام 2016 . الكرة الطائرة ايضا تحتاج من القائمين على امرها ابعاد تلك المجموعة التي درجت على افتعال المشاكل في بعض المباريات والتي بافعالها جعلت الكثيرين يبتعدون عن هذا المنشط والذي بدلا من أن يكون جاذبا اضحى طاردا جراء تصرفات البعض البعيدة كل البعد عن قيم واخلاق الرياضة .