اتصل بنا عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي في الأسابيع الماضية، والتي احتجب فيها الملف الثقافي، وقد أشفق بعضهم، أن يكون هناك غياب للملف كما غابت بعض الملفات الثقافية، وهو أمر يحزننا.. لا لأن المسألة أصبحت مهنة لنا، ولكن لأننا منذ أن عرفنا الصحافة السودانية فإن صفحات الأدب والثقافة لم تغب عنها، ولأننا تعلمنا في مدرسة الصحافة الثقافية وهي التي قدمتنا كما قدمت غيرنا للقراء. ولكن الذي يحدث أن هناك مسائل تجبر الصحيفة على تغييب بعض صفحاتها، لأسباب قاهرة، ولا نحسب أن ادارات تحرير الصحف تفعل ذلك، إلا وهي مكرهة، والملفات الثقافية أصبحت جزءاً أصيلاً من صحفنا، وهي لها قراؤها الذين ينتظرونها في موعدها الأسبوعي وفي غيره من الأيام. فالصحافة الثقافية هي سجل لنبض الحركة الثقافية، ونذكر أن بعض الرسائل العلمية قد نوقشت في جامعات خارج القطر السوداني، وهي تتناول الملاحق الثقافية في بعض صحفنا، ومن يرجع إليها يكتشف ثراء وحيوية هذه الحركة.. خلاصة القول ان هذا الغياب قد كشف عمق الارتباط بين الملف وقرائه.. ونأمل أن نكون عند حسن ظن القراء بنا. ونأمل أيضاً أن ينتبه الكتاب الذين ظلوا يرفدون الملف إلى ضرورة الاقتصاد في الكتابة، لأن طبيعة الصحافة لا تحتمل المواد المطولة، وهذه مكانها الطبيعي الدوريات الثقافية، والتي نأمل أيضاً أن تحتفظ بمواعيد صدورها الدورية، وهذا أساس استمراريتها ونجاحها.. شكراً للقراء على اهتمامهم بأمر الملف الثقافي، وشكراً للكتاب الذين ظلوا يواصلون جهدهم معنا في أريحية وود.