(1) يا سد مأرب بالأمس ملأ سد الروصيرص جبين النهار هبط الرئيس البشير في المطار فهبط الغيم واخضرت الجروف وسكن العزم النفوس وتحررت الإرادة (2) خرجت المدينة عن بكرة أبيها وما جاورها، ومن جاءها من بعيد خرجت البيوت والحقول والنساء والرجال والأطفال كل فتاة بمنديل أزرق وكل فتى بساعد أخضر وكل قلب أبيض (3) السدود من لدن ذي القرنين إلى أسامة عبد الله.. رحمة والبشير على خطى الأزهري الخلف الفالح والسلف الصالح طوبة فوق طوبة وخطوة إثر خطوة إيد على إيد وسد على سد الاستقلال السياسي يحتفي بالاستقلال الاقتصادي الاستقلال السياسي والاقتصادي، وجهان لعلم واحد، يرفرف فوق السارية.. (4) الروصيرص حانة الماء أدخل.. عبِّ كأسك واصبر دقايق قصيدة الخليل، تشارك في الاحتفال بالذكرى السابعة والخمسين للاستقلال، بعنفوان وقوة، ومعها كراسة النشيد الوطني، من لدن الحركة الوطنية.. والموسيقى والمشاعر والألحان.. (5) الروصيرص.. حانة الماء أدخل بسلام وقبِّل الأرض عشراً واعتصر من جمالها رحيقاً واملأ كأسك واصبر دقايق سد الروصيرص يضيف للعمر عمراً وللتاريخ سطراً، وللوطن أبهة وعافية (6) النيل الأزرق الأزرق الدفّاق الأزرق الرئاسي الأزرق الملكي الأزرق سيد الألوان الأزرق حبيب البلد والدمازين عاصمة الماء وكنز الحلم المخبوء (7) - بالأمس - كتب النيل الأزرق قصيدته الباذخة قصيدته الموزونة والمرسلة والمنثورة والمقفاة قصيدته المترعة بالخيال والحكمة والإرادة والعزم الأكيد من عند واليها الهادي إلى عموم مواطنيها.. بشرى قصيدة.. مترعة بالأساطير والحكايا المثقلة بعناقيد الشجن وحب الانعتاق واشتهاء التنمية.. (8) النيل الأزرق يتساءل: - بعد أن وضع البندقية - لماذا لا تخضر الأرض، من غير سوء.. يظللها الندى لؤلؤاً، والعناقيد غطاءً؟! لماذا لا تهدأ الخواطر وتهنأ النفس - تعبت في مرادها الأجسام -؟! لماذا لا يكون الزمان، كما ينبغي سلاماً ومرحاً وهناءً.. والحياة كما تنبغي بذلاً وعطاءً ونماءً وإنجازا وإعجازاً ونخوة وكرامة؟! (9) النيل الأزرق يتساءل: كيف يموت القطن والبرسيم والنعناع بلا سبب مفهوم؟! كيف تضاءلت الحبة في سنابل القمح كيف إحمضّ البرتقال واحطوطب العشب وانقرضت مراع؟! (10) الأزرق سريع العدو لا تدركه الخيلُ شمَّر عن ساعديه وشدَّ إزاره ورفع غطاءً صخرياً عن ماء مكتوم دخل النيل الأزرق من بوابة السد وخرج طاهراً وطهورا رشاشاً ورذاذاً مرحا يرفع التيمم ويغسل وجوه المصلين وسواعد العاملين وأرجل الترابلة والمزارعين يمنح الشوارع الإضاءة والمكاتب الإنارة والبيوت الدفء والمصانع الحرارة والمدارس النور والمسيرة الضياء.. (11) التحية.. إلى الرئيس البشير والوالي الهادي بشرى وأسامة والحضري والكاروري وبقية العقد الفريد ولعموم السودانيين بالعيد المجيد ** [email protected]