شندي : عبد الوهاب جمعة: يجوبون مدن الولايات الرئيسة بعربات فارهة اثناء قضائهم فترة محكوميتهم بسجون الخرطوم لجرائم سابقة ارتكبوها.. وبمساعدة احد جوكية المدينة الذين يعرفون تجار المدينة جيداً يحتالون على تجار الولايات وبمساعدة طرف ثالث في الاغلب احد تجار المدينة المرابين لتكتمل دائرة النصب، آخر ضحايا تلك العصابات كان في مدينة شندي . بينما كان تاجر المغلق الشهير بمدينة شندي يقف امام منزله الجديد يسقي اشجار حديقته توقفت امامه سيارة فارهة، ابدى الزائر سعادته بزيارة مدينة شندي وتحدث عن كونه مدير المبيعات باحدى الشركات الشهيرة بالخرطوم. ولديهم فائض من الاسمنت يقدر ب «400» طن، ولضمانه تاجر المغلق قاموا بتنظيم زيارة الى مداخل مدينة شندي، حيث كانت تقف سبع شاحنات ضخمة تخص احد زبائنهم، ولم يدرك تاجر المغلق ان هناك فرقا في حرف «النون » بين الشركة الحقيقية مالكة الشاحنات وبين الشركة الوهمية التي إدعياها، وبعد ان تم عقد الصفقة سلم صاحب المغلق المحتالين شيكات عن قيمة الاسمنت وكان جزءاً من الصفقة بيع منزله لهما. يقول تاجر المغلق انه بعد حلول موعد تسليم الاسمنت لم يظهر المحتالان وبدأ رحله البحث عن امواله، فاكتشف ان الشركة مشابهة لاسم احدى الشركات المشهورة. وان مكتب الشركة الذي زاره من قبل كان مكتبا مستأجرا لعدة ايام بجانب موظفتين عملتا لعدة ايام فقط، لكن الامر الاكثر سخرية ان الشركة التي تم الاحتيال عبرها كانت مسجلة بالمسجل التجاري. ويؤكد تاجر مغلق شندي الشهير أن الشخص الذي قام بعملية الاحتيال وزاره في مدينة شندي وعقد معه الصفقة التجارية كان في تلك اللحظات سجيناً بسجن الهدى بمدينة امدرمان . وتوجه تاجر المغلق الى ادارة السجون التي وجهته الى سجن الهدى، وهناك وعد المحتال بارجاع الشيكات والمنزل اليه، بيد ان وعوده ذهبت ادراج الرياح، واضطر تاجر المغلق الى العودة الى شندي وايقاف الشيكات التي كان المحتالان تصرفا فيها بطريقة «الكسر»، ويقول تاجر المغلق ان شيك ب «50» مليون بيع ب «38» مليون، والشيك الثاني ب «70» بيع بقيمة «50» مليون الى احد تجار مدينة شندي الذي اشتهر بعقد صفقات ربوية. لكن التاجر المرابي كان قد تمكن من فك حجز الشيكات عن طريق الخطأ، وكانت النتيجة ان اودع تاجر المغلق السجن مطالبا بدفع 120 مليون وفقدان منزله الذي تبلغ قيمته 200 مليون جنيه. ربعد خروجه من الحراسة بالضمان بدأ تاجر المغلق محاولة استرداد ممتلكاته، وتمكن من القبض على المحتال الثاني «الجوكي » الذي خطط مع السجين العملية، وهناك اعترف بانه استلم نصيبه من العملية «20» مليون. تجار مدينة شندي صدموا بواقعة الاحتيال الى القت بظلالها على خاصية الثقة التي كان يتعامل بها تجار المدينة، وقال احد اعيان مدينة شندي ان تجار سوق المدينة باتوا متخوفين من تكرار تلك الواقعة، مشيرين الى عملية الكسر والربا التي باتت تمارس من قبل أحد سكان المدينة الذي تحول في غضون فترة وجيزة الى ملياردير المدينة الجديد، وابدوا خشيتهم من سوق «مواسير جديد» بمدينة شندي الوادعة. وحادثة الاحتيال على تاجر مغلق شندي الشهير تفتح عدة تساءولات: هل باتت السجون تفرخ مجرمين؟ وهل يزداد المجرم داخل السجن اجراما؟ وما هى الضمانات الواجب اتخاذها من سلطات السجون لضمان عدم استغلال السجين حقه الانساني في الذهاب لقضاء عزاء او لضرورة اجتماعية، وهل تحول الأمر الى ظاهرة ام انها تظل مجرد حالات فردية.