: منذ زمن بعيد نناضل ونجاهد ونبحث عن الارتقاء بالفن السوداني الاصيل، وما ان تأتي الفرصة والسانحة للمبدعين السودانيين وما اكثرهم الا وتجد العقبات تتوالى على المسرحيين بالرغم من انهم بسطاء وفي اشد الحاجة للدعم والمؤازرة. ومن ملاحظاتي على المسرحية التي تعرض حالياً «النظام يريد» بالرغم من كثافة الاقبال عليها، الا ان هذا الريع يذهب للضرائب واهل القاعة والاعلانات وغيرها، ويخرج المسرحي السوداني صفر اليدين » ولا من تعبه»، والحق يقال فإن مثل هذا العمل المسرحي يجد فيه المتلقي ضالته كثيراً، وهو عبارة عن متنفس للحكومة والمشاهد البسيط معاً، وقد تلاحظ ان القفشات التي يطلقها المتلقي سواء أكانت علناً أو سراً في المسرح أثناء المشاهدة هي اقوى بكثير عما هو موجود في النص، وكأنما الاخراج والسيناريو اثقل للمتلقي. وكم كنت اود ان تكون هنالك شخصيات مكملة لهذه المجموعة التي ادت المسرحية، كالفادني وعبد المنعم والشعراوي وغيرهم ليكتمل العمل بالصورة التي نريد.. وكلي ثقة في قدرات هؤلاء المسرحيين، وكم كنت اود ان يكون هذا العمل دون حذف من جهات ويكتمل النص بالصورة المطلوبة، وكم كنت اتمنى ان لا يتأثر بذلك النظام، ومثل هذا العمل مؤكد انه متنفس للجميع من مضايقات واختناقات لا تمسنا نحن ابناء السودان فقط بل تمس كل دول الربيع العربي، وكان يمكن لهذا العمل المسرحي الرائع ان يجد طريقه بكل يسر وسهولة لكل الدول العربية والشرق الاوسط وخاصة دول الربيع العربي، وهكذا يمكن لرأس المال السوداني ان يتدخل في تمويل هؤلاء المسرحيين، ولكن بشرط ان ترفع الدولة يدها عن هذه الأعمال ويترك الامر لوزارة الثقافة والاعلام، ويقيني اننا نملك من الكفاءات المسرحية الكثيرين ولكن «العين بصيرة واليد قصيرة».