٭ بداية العام الدراسي وأنا خارج من منزلي متجهاً لمكان عملي وحقيقة مكتب التعليم ملاصق لمنزلي وجواري أيضاً مدرستان واحدة للاولاد والثانية للبنات. الكل يشتكي ويبكي والاطفال هم الخاسرون والمديرون ومجالس الأباء التي لا يعرفونها يتسلطون على هؤلاء المساكين بطلب مبالغ باهظة ولا تساوي دخلهم الثانوي، طفلة إمام المسجد الذي بجواري تدمع لأن اخواتها وجيرانها بدأت بهم الدراسة وهى حرمت وطلب منها ما لا يستطيع والدها دفعه والذي يتغاضاه من إمامته للمسجد لا يرقى لأن يكون كافياً لسد قوت أسرته الصغيرة فكيف يطلب منه سداد هذا المبلغ لقبول ابنته الصغيرة التي لا ذنب لها وأن تبدأ سنتها الدراسية بهذا الاحباط. رغم سماعنا لتوجيهات وزارة التربية بعدم طرد أى طالب لم يسدد الرسوم المقررة والتي تتراوح بين 052 جنيها و003 جنيه ما الذي يجعلها تصل الى (0051 جنيه) وهنا يخطر بالبال تماماً أين تذهب هذه الأموال. ولماذا تسمى مدرسة حكومية؟. وما الفرق بينها وبين المدارس الخاصة؟. وما هى معالجة من لا يستطيع دفع هذه الرسوم؟. وأين المتابعة من دوائر التعليم مكتب التعليم/ المحلية/ المنطقة/ مدير التعليم/ الوزارة وغيرهم.؟ وهل هناك في يوم من الايام أحد حاسب أو طلب محاسبة المديرين أو المعلمين بالمدارس وهل مهمة اللجان الشعبية أو مجالس الآباء الاهتمام بمدارس معينة دون الأخرى بربكم أجيبوا على أسئلة هؤلاء الضعفاء من كبيركم الى غفيركم.؟ التعليم حق من حقوق الانسان بالدول كافة وعرفنا أنكم ادخلتموه كالسلع العادية وميزتموه طبقات وفصلتموه لفئات مما ولد الاحقاد ولا أحد يحاسب أحد وهذه قمة المهزلة وهذه أجيال المستقبل يسألكم الله سبحانه وتعالى عنها ولن ينصلح حال البلاد ولا العباد ولن يكون المستقبل حليفنا ما دمنا نعامل أطفالنا بهذه الصورة التي تولد الاحقاد وتضعف الآباء أمام صغارهم وتذهب الأموال الى من هم ضعاف النفوس للبحث عن سبل إرتزاق بهذه الصورة. اذا كان هذا إمام مسجد لتنوير المجتمع يعامل هكذا فما بالك بمن هم دونه وهم كُثر.... واذا كان هذا هو حالنا فماذا نريد من المستقبل والى متى نظل ندفن رؤوسنا في الرمال. لا خير في أمة لم تساعد أجيالها على التعليم والمعرفة. ولا خير في أى مسؤول يحرم طفلاً من حقوقه البسيطة ولا خير في من تعلم ولم يعلم قال صلى الله عليه وسلم (اطلبوا العلم ولو في الصين). لا تحرموا أبناء المستقبل من التعليم ولا تغضبوا الضعفاء ولا تستضعفوهم أكثر من ذلك. ابو عبيدة وهب الله