٭ خيبات ونكسات العرب كثيرة، وذلك رغم أن كل مقومات التقدم والتطور و «القوة الضاربة» متوفرة، ولكن للأسف ظلوا متفرقين مشتتين ومعظمهم مرتمٍ في احضان الغرب.. الغرب الذي ظل يعمل بكل ما اوتي من قوه لتقوية دولة الكيان الصهيوني على حساب العرب، وللأسف يتم ذلك بأموال العرب الذين لم يتردد عدد كبير منهم في تقديم الدعم والعون وبطرق مختلفة إلى السادة في الغرب. ٭ على الصعيد الرياضي نشاهد ونتابع تلك الأموال الخرافية التي تحرك الى الدول الغربية عبر بعض الافراد لشراء النادي الفلاني في إحدى الدول الاوربية، وكذلك الرعاية وبناء الاستادات، وكل ذلك يتم بأموال إذا وجه جزء يسير منها الى الدول «العربية الشقيقة» لكفى فقراءها وأقام المشروعات الاقتصادية، ولقاد إلى تطوير الرياضة، ولكن للأسف لم يحدث ذلك في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه الدول العربية التي ارتضت لنفسها الارتماء في احضان الغرب. ٭ إذا حاولت هنا أن أحصي خيبات وانكسارات العرب فإن هذه المساحة لا تسع، ولكن اتعرض اليوم لمشاركتهم الرياضية في بطولة العالم لالعاب القوى التي استضافتها موسكو العاصمة الروسية في الفترة من 10 18 اغسطس الحالي بمشاركة 203 دول. ٭ العرب شاركوا في بطولة العالم لالعاب القوى، ولكن للاسف أموالهم لم تفعل لهم شيئاً، وحتى اللاعبين المجنسين الذين دفعت لهم ملايين الدولارات لم يستطيعوا مجاراة لاعبي الدول الاخرى، بل لم يتمكنوا من الفوز على لاعبي الدول الفقيرة مثل كينيا وإثيوبيا الذين احتلوا مراكز متقدمة مع الكبار، اولئك الكبار الذين يحظون بالدعم المادي من الدول العربية. ٭ كل الدول العربية التي شاركت في بطولة العالم لالعاب القوى لم تستطع احراز ميدالية ذهبية واحدة، وكان نصيبها فقط ميدالية فضية واخرى برونزية. ٭ المدرب العالمي الذي يتحدثون عنه ويتحسرون على ذهابه والذي تعاقدت معه احدى دول البترول بمبلغ كبير ماذا فعل في بطولة العالم بموسكو، لم يفعل شيئاً، وكل اللاعبين الذين اشرف على تدريبهم في تلك الدورة خرجوا صفر اليدين. ٭ كينيا احتلت المركز الرابع في بطولة العالم لالعاب القوى برصيد «5» ميداليات ذهبية، وأتت خلف روسيا وأمريكا وجامايكا وسجلت اسمها بمداد من ذهب. واثيوبيا ايضا لم تكن بعيدة وقالت كلمتها، أما نحن في السودان وبالرغم من أن لنا خامات ومواهب تستطيع أن تنافس في مثل هذه البطولات مثل كينيا وإثيوبيا، إلا أن القائمين على أمر الرياضة رفضوا أن يقدموا الدعم اللازم لألعاب القوى السودانية حتى تتمكن من رفع اسم السودان عالياً في المحافل الخارجية، ومن المؤسف أن هناك أموالاً خرافية تصرف في أوجه رياضية أخرى مثل تلك التي تصرفها بعض الدول العربية للرياضة في الغرب. ٭ على الجميع أن يعلم أن المنشط الأول الذي يستطيع أن يحقق الكثير للسودان هو منشط ألعاب القوى، ولذلك أرجو من الذين يقفون عقبة كأداء أمام تطوره أن يبتعدوا أو يُبعدوا حتى يصبح المناخ ملائماً لتطوير هذا المنشط الرياضي المهم.