** هيئة تحالف قوى المعارضة التي يرأسها فاروق أبوعيسى ، إحدى عجائب السياسة السودانية .. نعم ، تلك الهيئة في واد والقوى المتحالفة تحتها في واد آخر ، هكذا حالها منذ نيفاشا وحتى يوم السبت الفائت .. ولها أكثر من موقف يتناقض مع مواقف القوى السياسية ، ولكن خذ الموقف الأخير للهيئة من الإنتخابات المرتقبة نموذجا..حيث قالت البارحة ، على لسان رئيسها أبوعيسى نصا : سنعمل لإسقاط رموز المؤتمر الوطني التي عرفت بعدائها الشديد للديمقراطية ، بجانب العمل لإسقاط العناصر التي إنسلخت من أحزاب المعارضة وأصبحت أبواقا للمؤتمر الوطني وسياطا على ظهر القوى المعارضة .. هكذا قالت الهيئة بالبارحة ..!! ** والإشارة إلى سقف طموح الهيئة - في ثنايا النص أعلاه - ليست بحاجة إلي تلسكوب .. فالطموح تقزم بشكل مخيف عما كان عليه قبل نصف عام فقط ، حيث الهيئة - على لسان أبوعيسى ذاته - كانت تعد قواعدها بإسقاط المؤتمر الوطني وهزيمته وإقصائه نهائيا من سوح العمل السياسي عبر صناديق الإقتراع ، أوهكذا كان الطموح الموثق بأرشيف الصحف .. ولكنه تقزم فجر البارحة ، بحيث لم يعد يعمل لإسقاط المؤتمر الوطني ، بل لإسقاط بعض مرشحيه ، بجانب إسقاط رفقاء الأمس وخصوم اليوم ، وهم مرشحو قوى الأحزاب الموالية للمؤتمر .. هكذا حال طموح الهيئة منذ البارحة .. إسقاط بعض عناصر المؤتمر ، وليس المؤتمر ، ثم إسقاط عناصر أحزاب موالية للمؤتمر ..!! ** ولتحقيق هذا الطموح المتواضع ، تقرر هيئة التحالف - على لسان أبو عيسى - ما يلي : نعكف على وضع خارطة بمقترحات أسماء للترشح في مستويات البرلمان والولاة ، وبناءً عليها سنضع التوجيهات المتعلقة بسحب المرشحين لصالح المرشح القوي ، والمركز سيكون لديه كلمة كبيرة في إختيار هذا المرشح القوي في الدائرة المعنية .. هكذا تتحدث الهيئة عن خطتها التي تجاوزتها خطط القوى المتحالفة تحتها ، وهنا مكمن التناقض الذي يظهر ( رقص الأطرش في الزفة ) .. كيف ..؟.. حسنا ، أخبركم كيف تلعب الهيئة خارج أرض الملعب ، بمظان أنها جزء من اللعب..أقوى قوى المعارضة أعلنت عن مرشحييها ثم سلمتهم دوائرهم قبل نصف شهر تقريبا ، وأعني بالأقوى قوى الأغلبية في إنتخابات حكومة إبريل .. نعم تلك القوى وزعت كوادرها على دوائرها ، علما بأنها إنتظرت المؤتمر الوطني في مرحلة توزيع الكوادر ، ثم وزعتها عقب توزيع المؤتمر الوطني لكوادره ، ولشئ في نفس يعقوب تفادت قوى المعارضة توزيع كوادرها القوية في الدوائر التي وزع فيها المؤتمر الوطني كوادره القوية ، وهي الكوادر التي تسميها الهيئة اليوم بالرموز المعادية للديمقراطية .. !! ** نعم لشئ في أنفس زعماء المعارضة ، لم ينازلوا المؤتمر الوطني كما تتمناه هيئة فاروق أبوعيسى التي تتمنى إسقاط الكوادر المعادية للديمقراطية وقواها بعناصر التحالف القوية..هذا التمنى لا وجود له على أرض الواقع ..على سبيل المثال ، تأملوا خارطة التوزيع وأشيروا إلي من ينافس نافع على نافع - في دائرة شندي الشمالية - من قوى المعارضة ..هذا نموذج ، وكنموذج آخر أشيروا إلي من ينافس عوض الجاز - في دائرة الجيلي - من قوى المعارضة .. وهكذا ، كل عناصر المؤتمر القوية في دوائر خلت من عناصر التحالف القوية..علما بأن المؤتمر أعلن عن عناصره قبل أسبوع ونيف من إعلان قوى التحالف عن عناصرها ، ومع ذلك لم تفكر قوى التحالف في منازلة ( القوي بالقوي ) و ( الضعيف بالضعيف ) .. لماذا ..؟..هكذا نسأل الهيئة التي تطالب قواها بإسقاط كودار المؤتمر القوية ، رغم أنها تعلم بأن نيل المطالب ليس بالتمني ، بل ذاك النوع من النزال ..!! ** وثمة سؤال برئ على سبيل المثال أيضا .. لماذا رفع مولانا الميرغني كادره القوي حاتم السر إلي حيث المنافسة في رئاسة الجمهورية عقب ليلة سياسية شهيرة أعلن فيها حاتم ذاته بأن العالم سيتابع أم المعارك في دائرتي شندي ( الشمالية والجنوبية ) ...؟..ثم مولانا ذاته هو الذي بارك ترشح الفريق صلاح عبد الله في دائرة مروي ، عندما قصده مستأذنا ، باركه وأذن له رغم أن حزبه في تحالف هيئة أبوعيسى التي تتمنى إسقاط كوادر المؤتمر القوية.. هكذا حال الزعماء وقواهم التي يرأس هيئتها فاروق أبو عيسى .. بؤس الحال يغني عن السؤال ، ولكن لايخفي ملامح قادمات الأيام الحبلى بالطبخات والصفقات التي تسمى في عالمنا الثالث - والأخير - بالإنتخابات ..!!