عندما تجف الدموع في الجفون.. ورنين الكلمات يتحول إلى صدى ،تضيع الصور بين صفحات الذكريات..ويمضي الوقت بعيدا يتوارى عن أنظار الزمن يتلاشى سراب الحلم ويحيا الواقع عميقا ..صافياً دون غبار ،بين طيات الذكريات يولد الحنين..حنين الوطن..كلهفة طفل وحيد لحضن دافئ . مركب تسير دون شراع تجابه الأمواج وتتحدى العواصف لترسى في أمان.. ومهما حاول العابثون أن يلوثوا هواءك لطالما كنت وستظل الملاذ الأول والأخير.. بكل عبرة حنين ..أصرخ بآهات مغترب ينادي اسم وطنه بأنين مشتاق ،لكل سواد وبياض لكل طيبة وقسوة ،للنور والعتمة لكل بسمة ودمعة . وكما يقال إن من علامة الرشد أن تكون النفس إلى بلدها تواقة ... إن الحنين ( أصل أصيل ) من تداعيات المفارقة ...وهي تداعيات كثيرة تنمو في القلوب الوفية والعقول الرشيدة. وكثير ما يعيش الإنسان في موطن ارتحل إليه وأصاب فيه سعة من العيش ومتعة في الحياة ومع ذلك فهو يتشوق إلى بلده الأول ويعاوده حنينه إليه بين حين وآخر. كلما جاءت مواسم الفرح والأعياد يزداد ألم الغربة وتزداد لوعة الحنين إلى الوطن ، وفي هذه الفترة التي يمر بها السودان تزاد الآلام حيث كنا نقول من حلفا إلى نمولي لكن ربما سيصبح من حلفا إلى جوده « حدود الشمال مع الجنوب « . ومع كل ذلك من يضئ طريق المغتربين المعتم بظلمة اليأس والإحباط؟ و جهاز المغتربين وحده ليس كافياً لإنارة الطريق لان هنالك سياسات كثيرة يفترض فيها الترابط حتى يحدد خط سير المغتربين. وكل مغترب يفكر بالعودة النهائية للوطن سوف تكون العقبات هي أول المرحبين به ، وهذا ليس تشاؤماً لكنه الواقع المعاش ، وسيواجه بعناء البحث عن وظيفة أيًا كانت لكن دون جدوى وسيجد نفسه خارج شبكة التوظيف ويصاب.. بالندم واليأس وكل عوامل التحطيم المعنوية وسوف يندم على اليوم الذي عاد فيه إلى السودان. لذا يحدونا الأمل في هذه المرحلة الجديدة «التحول الديمقراطي» أن يجد المغترب السوداني التفاته من الحكومة بشرط ألا تكون عكسية كزيادة الضرائب لتعويض ما فقد من إيرادات البترول في حال الانفصال وتكون رجعت ريما لعادتها القديمة .