ما أن يطِل شهر أكتوبر حتى يتهافت الشباب بكثافة نحو مكاتب التقديم للهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت ما يسمى ب(للوتري)، ذلك الحلم الذي يزور ذاكرة الشباب ليلاً ونهاراً، ويسيطر على أحاديثهم في كل جلساتهم، (كوكتيل) اقتربت أكثر مما يدور هذه الأيام في العاصمة وسط الشباب بخصوص (اللوتري) وزارت بعض مكاتب التقديم في العاصمة وخرجت بالحصيلة التالية: (1) منذ الأول من أكتوبر تًشرع تلك المكاتب أبوابها لاستقبال القادمين إليها من أجل التقديم وملء الاستمارات وإرفاق الصور ومطابقة كل الشروط مع دفع كل المستلزمات المادية (الرسوم) وبعدها يخرج الشخص من المكتب وعلى وجهه ابتسامة عريضة متمنياً أن تقع عليه (القرعة) في الاختيار وتلك المكاتب تستقبل شهر أكتوبر بفرح شديد وذلك لأنه الموسم الوحيد لكثافة عملهم حيث يعمل الموظفون بهذه المكاتب لعدد من الورديات ليلاً ونهاراً لاستقبال الأعداد الكبيرة من المتقدمين للهجرة. (2) (كوكتيل) كانت حضوراً داخل أحد مكاتب التقديم للوتري، ووفقاً لمشاهداتها رصدت ملاحظة غريبة بعض الشيء لهذا العام وهي أن هنالك تقديم لعدد كبير من فئات المجتمع في الوقت الذي كان الشباب فقط هم من يتقدم لتلك المنحة، وهذا بالضبط مارصدناه داخل ذلك المكتب تحديداً والذي كان يتواجد فيه عدد من المتجاوزين لسن الخمسين، وبالرغم من أن بعضهم لاتنطبق عليهم شروط المنحة إلا أن تلك المكاتب لاتأبه كثيراً لتنبيههم بذلك بل تقوم بالتقديم لهم وهي تعرف جيداً أن قبولهم بالمنحة أمر مستحيل. (3) من الشروط الأساسية للتقديم في الهجرة الأمريكية أو (اللوتري) هي حصول المتقدم على الشهادة الثانوية أو ما يعادلها، أو أن يكون الفرد قد تحصل على خبرة مهنية لمدة سنتين على الأقل في إحدى المؤسسات في وظيفة ثابتة، وكذلك لابد من أن يكون سجله العدلي نظيفاً بمعنى عدم ارتكابه لجرائم جنائية، كل ذلك إضافة إلى خلو جسمه من الأمراض المعدية وكذلك الأمراض النفسية، وآخر الشروط وأهمها هو الحصول على صورة فوتغرافية حقيقية غير مزورة خالية من التشويش وكذلك لابد أن تكون بمواصفات معينة توضح كل معالم الشخصية المتقدمة، وفي حالة الحجاب للأنثى لابد أن تكون الصورة واضحة الملامح. (4) بعد اكتمال كافة الإجراءات هذه يظل الشخص في انتظار النتيجة على أحر من الجمر وغالباً ما تأخذ وقتاً طويلاً فهي تظهر بشهر مايو من كل عام، ويتم فرز النتيجة على طريقة القرعة لذلك تكثر عبارة (إن شاء الله الحظ يحالف والقرعة تقع لينا في اللوتري) ، بالمقابل هنالك كثير من الشباب يؤكدون أنهم قدموا لهذا (اللوتري) أكثر من أربع أو خمس مرات ولم يحالفهم الحظ إلا أنهم لم يصابوا باليأس ويتجدد الأمل بداخلهم عند كل أكتوبر ولا يترددون في التقديم على أمل الخروج من البلاد لتحقيق أحلامهم.