ظلت التطورات في منطقة أبيي تتراوح صعوداً وهبوطاً وفي اتجاهات مكوكية متعدده دون التوصل لتسوية حقيقية تنهي الصراع في المنطقة طيلة السنوات الماضية منذ نيفاشا، وقد شهدت القضية نزاعات حادة إلى أن وصلت درجة الاحتراب فعلياً كما لم تسلم منها ردهات محكمة العدل الدولية التي حبست الأنفاس وقتها ولم تفلح تلك المجهودات في طي الملف الى أن عاودت الوساطة الافريقية أمس الاول بمفاوضات أديس رميها بمقترح قديم متجدد لحل قضية أبيى بعد أن استعصت المشكلة على الحل. وينص المقترح بحسب مصادر مطلعة على تقسيم المنطقة غرباً وشرقاً على أن يؤول الجانب الغربى للسودان فيما يتبع الجانب الشرقى لدولة الجنوب ويعد هذا المقترح احد اهم المقترحات التى قدمتها الادارة الامريكية بواسطة مبعوثها السابق في السودان اسكوت غريشن على أن تقسيم المنطقة بعد أن اصطدمت الحلول السابقة باحقية المواطنين في استفتاء المنطقة وتمترس كل طرف في موقفه. قديم متجدد بيد أن المقترح ليس وليد اليوم وانما أمتداد لمقترح سابق قدمته الادارة الامريكية يقضي بتقسيم المنطقة غرباً وشرقاً على أن يؤول الجانب الغربى الى دولة السودان ويضمن في ذات الوقت قبيلة المسيرية للتجوال والرعى على طول المنطقة الغربية التابعة للسودان جنوباً وشمالاً فيما يتبع الجانب الشرقى لدولة جنوب السودان بيد أن اغلب حقول النفط تقع في هذا الجزء ومن ضمنها حقول دفرة فيما يعد هذا المقترح هو ذات الذى ينص على احقية الارض مقابل النفط اى توفير العلف لابقار المسيرية على طول الخط الغربى في منطقة أبيى وفى ذات الوقت ضمان تبعية آبار النفط لدولة الجنوب. ويعتبر معتمد ابيي السابق اللواء عبدالرحمن ارباب أن المقترح قديم جديد ويضمن للطرفين مصالح وهو يعد وفقاً لرؤية الارض مقابل النفط لكن ارباب يرجع في حديثه ل(السودانى) اصرار دينكا نقوك على الاستفتاء بان تقرير الخبراء ومحكمة لاهاى منحتهما افضلية وبالتالى يستعصب عليهم التضحية بالارض رغم صعوبة الاستفتاء لذا تخلى دينكا نقوك عن الاستفتاء ربما يرتبط بقناعتهم بتعويض مجزوفى المقابل وبذات القدر يلحون على المسيرية لضرورة مشاركتهم في اي استفتاء يقام لتقرير مصير المنطقة. ويلفت الى أن المسيرية تسمح لهم فترة اقامتهم التي تمتد لاكثر من خمس شهور بالمشاركة في الاستفتاء وترجيح كافة التصويت لحسم خيار الاستفتاء لصالحهم . ويرهن أرباب نجاح المقترح الجديد بقبول المكونات الشعبية والمجتمعية له مما يحتم ضرورة الجلوس للزعماء والمثقفين واهل الارض من الطرفين لتطييب الخواطر وطرح الحلول على الارض، مستبعداً أن يشكل لقاء القمة بين رئيسي البلدين حلا نهائياً للازمة بل يذهب الى أن اي حل لا يحقق رغبة الطرفين سيكتب عليه الفناء ، ويذهب ارباب الى أن القضية ذات ارتباط ببقية القضايا العالقة بين البلدين لاسيما الحدود والنفط. وفي ذات السياق يحتضن الجانب الشرقي معظم آبار النفط بحسب حديث ارباب لاسيما حقول دفرة الرئيسية. ويشير ارباب الى أن الحركة حريصة على حيازة البترول بعكس دينكا نقوك الا انهم حال الحصول على بترول اكبر في المنطقة ستكون لهم ميزه تفضيلية داخل الجنوب. وفى ذات السياق سارع ناظر قبيلة المسيرية مختار بابو نمر برفضهم لأي حل حول المنطقة لا يتضمن بحر العرب. وقال ل(السودانى) إن الحل برؤيتهم يتمثل أن يكون دينكا نقوك جنوب بحر العرب وشمالا يتبع للمسيرية معتبراً بحر العرب الخط الفاصل الذى يقسم المنطقة الى قسمين ، لكن ربما يدخل الامر في اطار المساومات بين البلدين. ولم يستبعد الكثير من المراقبين أن تشمل المساومات منطقة 14 ميل وابيى بيد أن البعض يتشكك في أن معالجة القضايا العالقة كحزمة واحدة سيقود الى خسارة فادحة. زوايا متعددة ويبدو أن الإشكالية الحقيقية تكمن في التعقيدات التي تكتنف القضية من زوايا متعددة ثنائية الصراع (مؤتمر وطني – حركة شعبية) وكذا (مسيرية – ودينكا نقوك) وما تلى ذلك من تصنيفات تمخض عنها إرداف الطرفين الأوائل للأخيرين رغم أن الأخيرين كمكونات اجتماعية لها امتداد تعايش سلمي قبل ميلاد الحزبين الأخيرين. ولم تقف الأوضاع عند ذلك الحد إلى أن وصلت إلى محطة انشطار الوطن إلى بلدين وأصبحت وتيرة الأحداث في أبيي تتصاعد بمتوالية هندسية إلى أن قامت القوات المسلحة بتحريرها في مايو 2011م عقب استيلاء الجيش الشعبي عليها ومنذ ذلك الوقت ظلت القوات المسلحة بها وحتى وصول القوات الأممية لها أو ما تعرف ب(اليونسيفا) التي تولت مهمة حفظ الأمن بها. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته