أرجو تفضلك بنشر التعقيب على حروف كروية التي امتعت بها قراء وعشاق الرياضة ما نقلته بمهنية عالية و رصينة وأمينة عن المشهد الرياضي هذه الأيام بمقارنة السنوات الماضية التي حفلت بنبلاء و عظام الإداريين في الحقل الرياضي و بعض رموز الجيل الجديد صلاح إدريس و جمال الوالي والأمين البرير و إشاراتك البليغة عن المجتمع الفاضل مع تغيير الحال والمناخ حالياً وولوج الساحة الرياضية اليوم بمشجعين وصحفيين متفلتين إلى آخر ما وصلت إليه في كلمتك التي تعبر عن دروس مفيدة للأوساط الرياضية قاطبة ... إن كانوا يستوعبون الدروس والعظات و لكن أرجو السماح لي أن أتصدى بعجالة و باختصار مقتضب أن هناك إخفاقات أخرى في الصحافة الرياضية سواء إن كانت الصفحات الرياضية بالصحف السياسية القومية أو غيرها من الصحف المتخصصة فى هذا الشأن . أولاً : من الاسباب الرئيسية التى اعلمها كما عشتها إبان عملي في العمل الصحفي محترفاً بالخرطوم أن المادة الرياضية وغيرها كانت تخضع لمراجعة من سكرتير التحرير آنذاك .. و لكن رغم هذا كان رؤساء أقسام الصحف الرياضية على درجة عالية من الرقابة الذاتية .. والذين عملت معهم عمر عبد التام وأبو طيارة في الأيام وكذلك كوركين اسكندريان وعمر حسن في الرأي العام وأدهم و مبارك خوجلي و طه المجمر في السودان الجديد رغم هلاليته الصارخة كان أبو الصحف أحمد يوسف هاشم يوجه سكرتير التحرير بمراجعة مادة الرياضة و ليس هي فقط بل كل الصفحات التخصصية . و تعاقبت أجيال أحمد محمد الحسن و ميرغني أبو شنب و محمود شمس الدين و مأمون الطاهر و عوض أبشرو حسن مختار وغيرهم كانت الصحف القومية تهتم أيضاً بأخبار الأقاليم وهناك مراسلون مشهود لهم أمين عبدالمجيد و دبورة بعطبرة و ود القرشي و أخيراً الرشيد يوسف بالأبيض و كوستي عبدالساوي و بودمدني أبو سيف و شخصي الضعيف و بكري عبدالدائم و عبدالله بخيت و عثمان نور الدائم و آخرون بقائمة الشرف . اليوم الصحف الرياضية بأجمعها لا تهتم بالأقاليم بل بهلال – مريخ و متابعة أخبار الإداريين بل وصل الحد للتخصص في نقل التمارين و الدليل على ذلك أن أخبار الدوري الممتاز الذي تلعب مبارياته بالاقاليم لا يجد حظاً و مرات سطور معدودة تلغرافية . كما ان الصحف القومية الرياضية تفسح مجالات واسعة لاخبار الاداريين فى الخرطوم فقط و حتى اخبار الموردة الضلع الثالث المهم في العاصمة لا تجد مجالاً رغم الموردة تلعب . ثانياً الصحف الرياضية أصبحت تفتح المجالات للاقاويل و اخبار المدربين الذين يتصيدون المواقف و يعرضون انفسهم للتسويق بالملايين و يتحولون كالحرباء من فريق لآخر. ثالثاً : كنت أرجو أن تشير فى كلمتك الرقيقة إلى نبلاء و عظام الإداريين في الأقاليم و الضابط من ينسى المهندس محمود محمد جادين و الضابط العظيم ما لك أمين نابري و المهندس عثمان النور مصطفى هذا في و ودمدني عاصمة الجزيرة . و في كردفان .... الرجل العظيم سليمان دقق الذي خبرناه عن قرب فاخجل تواضع الجميع لسماحة روحه و خلقه . و هناك في بورتسودان اصحاب النظام و منهم كير و على عيسى و هناك اداريو الاندية الكبار عظمة و نبلاً هذه الكوكبة الفريدة في عصرها عملت مجندة في الاتحادات الرياضية بالاقاليم و في انديتها العامرة التي كانت تمثل الاندية الشاملة التي يتحدثون اليوم عنها في المؤتمرات الأكاديمية و الترفيه و إن كانت تذكر بلا شك كيف أنجح اتحاد كرة مدني الدورة الإفريقية السابعة بمدني 1970 كراسي المقصورة محجوزة بالأرقام حتى إذا لم يحضر صاحبها تظل شاغرة و قد أشاد د. عبدالحليم محمد بذلك عندما وزعنا برنامج الدورة من ثلاث لغات الانجليزي و الفرنسي و العربي على رؤساء البعثات الأربع مجموعة مدني و قال حليم لفؤاد التوم و حسن أبو العائلة هذه هي مدني . أما المشجعون بالعاصمة معلومون للجميع عبدالكريم و الدابي و حسن الفتاة و الفاضل ... و لا أنسى عمنا ظريف المجالس عثمان المشلى أما في عطبرة فكانت لكوندة و مقهى سكوتولي يتبارى حرفاء الطاولة مع قفشاتهم عن الرياضة و هنا في مدني كان المشجعون ملهمون و ظرفاء عمر أيوب و صقر و مهدي حاج صالح و حامد ابوزيد و الجيلي و احمد سينما يزينون ستاد مدني بهجة و روحاً وكان موسى الثعلب يتنقل مع أندية مدني أينما ذهبت . و بعد ... عزيز مجيد ... الحال تغير فيه كل شيء ... بل كل شيء غير مستحب يمكن تحقيقه و لما لا فقد تغيرت فيزياء و الثقافة الرياضية إلى الانفلات ... و هذا عصر الانفلات السياسي و الاقتصادي ... و لكن الكارثة ألمت بالنسيج الاجتماعي . حسبنا هذا اليوم يامجيد و إلى لقاء آخر ،،، أخوكم حامد محمد حامد ودمدني 0122135230