مع عصر العولمة والتقدم التكنولوجي السريع الذي أحاط بالعالم أجمع وجعله مملوكاً له ما بين طرفة عين وانتباهتها، نجد أن هناك كثيراً من الأشياء تم الاستغناء عنها أو أصبح التعامل معها يتلاشى شيئاً فشيئاً مع عصر الحداثة والتطور ومن بينها إستديوهات التصوير التي كانت في الماضي تعج بزائريها من مختلف الأنحاء بغرض التقاط صورة جماعية للعائلة للذكرى أو التقاط صور خاصة بمناسبة الزواج أو الخطوبة وغيرها، إلا أنها في الآونة الأخيرة لم تصبح قبلة الكثيرين بعد أن طغت علي المشهد الموبايلات الحديثة ذات الجودة العالية لتعتمد عليها الأغلبية في التوثيق للأحداث المهمة. (1) وليد حسن -صاحب إستديو – قال ل(كوكتيل): (في الماضي كان يتم إحضار الطفل للاستديو وعمره أربعون يوماً لتصويره، الآن يتم تصويره في المنزل وتأتي أسرته بالكرت فقط لطباعته، وكذلك مناسبات الأفراح كان التصوير يتم في الإستديوهات ولكن الوضع تغير اليوم)، ويواصل: (حقيقة تأثرنا كثيراً بكاميرات موبايلات التصوير التي أصبحت تنافسنا كما أن هناك عادة دخيلة علينا وهي (الاوت دور) وهو التصوير خارج الإستديو (الفنادق، شارع النيل) ذلك النوع الذى يطلبه الكثير من الزبائن وهو ما لم نعتاده في السابق ما يحجم و يقلل دور الاستديو)، مشيراً: (نحن كمصورين أصحاب إستديوهات نستخدم تقنيات عالية في التصوير (هادفيدشن) ونستخدم كاميرات أكثر إحترافية تمتاز بعدسة معينة نقوم بحلها و ربطها ونستخدم عدسة 50 داخل الإستديو حتى تخرج الصورة بالمواصفات والمقاييس المطلوبة لكن الآن التصوير أصبح مكلفاً جداً -(الكاميرا و الورق)- إلى جانب المحليات التي أصبحت تطالب بمبالغ كبيرة ورخص ورسوم نفايات ورسوم زكاة وضرائب لكننا رغم ذلك لم نتوقف عن العمل فهناك من يأتون لتصوير الباسبورت السريع وتخاريج رياض الأطفال والمدارس والرقم الوطني والجواز وتسجيل الأجانب أي أن العمل مستمر لكنه ليس كالسابق)، مختتماً: (أكثر الزبائن الذين يرتادون الاستديو من الفنانين ومن بينهم ندى القلعة وميادة قمر الدين وأفراح عصام ومن رجال الدين الشيخ الكاروري وعدد من السياسيين ومديري أقسام الشرطة وغيرهم). (2) صاحب محل إستديو سابقاً -فضل حجب اسمه- قال: (الإستديو الذي أملكه كان من أرقي وأشهر الإستديوهات في العاصمة منذ بدايات الثمانينيات حتى العام 2013 وهو ممتلئ بالزبائن من كل الأنحاء حتى فكرت في إنشاء فرع آخر لكن أتت الرياح بعكس ما أريد و ذلك بظهور الهواتف الذكية التي يمتلكها الغالبية العظمى وذات التقنية العالية ما كان له الأثر السالب علي مهنتي التي بدأت في التراجع وأصبح الإقبال ضعيفاً جداً فاضطررت إلى تغيير الإستديو ل(ملحمة) وبيع خضروات ورغم تهكم الآخرين على ما قمت به إلا أنني الآن مرتاح البال (نفسياً و مادياً). (3) من داخل جامعة السودان أكد عدد من الطلاب عدم اعتمادهم على الإستديوهات في التصوير وذلك لاقتنائهم لهواتف ذات تقنية عالية تغنيهم من الذهاب للإستديو ويعتمدون عليها في مناسبات الأعراس وأعياد الميلاد والرحلات، أما يوسف عبدالله صاحب إستديو (المها) فقال ل(كوكتيل): (ستظل إستديوهات التصوير باقية رغم ما طرأ من تغيرات باعتبارها (الأصل) ويمارسها محترفون حقيقيون)، مضيفاً: (في بعض الأحيان تكون هناك حالة من الكساد كحال الكثير من المهن الأخرى فيما يكون الإقبال الأكبر في المناسبات والأعياد إلى جانب (الباسبورتات) التي يتم استخراجها بصورة يومية لاستخدامها في استخراج الأوراق الرسمية).