نائب رئيس حركة الإصلاح الآن د.حسن عثمان رزق كشف الأسبوع الماضي ل(السوداني) تفاصيل جديدة عن ذلك اللقاء، مؤكداً أنه تم بطلب من رئيس مجلس الوزراء القومي وقال إن الفريق أول بكري طلب من حركة الإصلاح الآن المشاركة في حكومة الوفاق الوطني (دون قيد أو شرط) إلا أن حسن رزق عاد قائلاً إن الإصلاح الآن لا يمكن أن تكون "ترلة" في قاطرة الحكومة، وأنها ما تزال متمسكة بالمطالب التي تنادي بتحقيقها المعارضة السلمية وعلى رأسها "حرية النشاط السياسي وحرية التعبير والنشر وتحقيق السلام"، إلا أن حسن رزق نفى يومها تقديم إجابة قاطعة عما إذا كانت الإصلاح الآن ستشارك في الحكومة أم لا، وردَّ قائلاً: "لا أستطيع القول إننا سنشارك أو لا، لأن المفاوضات حول الأمر ما تزال جارية والمفاوضات دائماً تفضي لمتغيرات فوق رؤى الأطراف، وبلا شك تكون دائماَ هناك نقاط التقاء". لكن بالمقابل ما هي المستويات التي سيشارك فيها غازي؟ وهل ستكتفي حركة الإصلاح الآن بتمثيل رمزي يقوده د.غازي في الحكومة المقبلة، كما تُشير تسريبات عدّة بذلك؟ أم ستكون هناك مستويات متعددة يستصحب فيها الرجل بعض قيادات حزبه؟ هذه التساؤلات أجاب عنها نائب رئيس حركة الإصلاح الآن د.حسن رزق بالقول إن حركته لن تقبل بتمثيل قيادي رمزي وأن مؤسساتها هي التي ستقرر إما أن تقبل المشاركة أو ترفضها، مؤكداً أن وجودهم في السلطة لا يمثل لهم أهمية كبيرة: "كنا فيها وخرجنا"، وإشار لإمكانية مشاركتهم على مستوى الأجهزة التشريعية مع الاحتفاظ بوضعيتهم في المعارضة، قائلاً إن هذه المشاركة ستمكنهم كمعارضة من إبداء آرائهم حول قضايا مهمة مثل الدستور الدائم والانتخابات. أماني وتصورات: وبالعودة للقاء يرى المراقبون أنه اكتسب زخماً كبيراً وحمل في طياته العديد من المضامين والرسائل السياسية العامة والخاصة، مردها أن الناحية الرسمية فيه كانت شخصية قيادية بوزن النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن بكري حسن صالح، بجانب وظيفته الحزبية كنائب لرئيس الحزب للشؤون التنفيذية وهو ما يوحي بأنه لقاء ما كان له أن يتم دون أن يكون بمشورة أو باقتراح من رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني المشير عمر البشير. ولذا وغيره ربما وجد د.غازي في سانحة لقائه برئيس الوزراء "فرصة مناسبة" أو ضالة تجعله أكثر اطمئناناً للحوار معه والتفاوض لا سيما أن غرماءه الذين مرروا قرار فصله من أروقة الحزب ما كانوا سيسمحون له بأداء دور حقيقي في الساحة السياسية إن كانوا على رأس المسؤولية القيادية والحزبية، ولكن الساحة الآن أمام غازي خالية بعد أن تراجع نفوذهم القيادي ولم يعودوا من صناع القرار في هذه المرحلة الجديدة. وربما توافق اللقاء مع متغيرات كثيرة في أفكار د.غازي الذي أبدى للعديد من المراقبين أنه "غير متحمس لقيادة تنظيم حركة الإصلاح الآن" وهو رأي يتفق معه المحلل السياسي د.حسن الساعوري، الذي يضيف إلى ذلك في تعليقه ل(السوداني) أن د.غازي عندما انشق عن المؤتمر الوطني، كان يتوقع أن تذهب معه أعداد كبيرة من عضوية الوطني، وعندما لم يحدث ذلك قام بمحاولة أخرى ليكون قائداً لمجموعة صغيرة من الأحزاب لكنها لم تكتمل أيضاً. ويعتقد الساعوري أن غازي شعر بأن قطار مخرجات الحوار الوطني سيفوته إن لم يلحق به. تراجع عن التوقيع: لكن الحركة لم تُوقِّعْ يوم أمس على "الوثيقة الوطنية" بل إن مفاجأة قوية كانت في انتظار رئيس الحركة د.غازي صلاح الدين حيث لم تُتَحْ له الوثيقة للتوقيع، وحظي هذا الحديث بتفسيرات واحتمالات كثيرة من قبل بعض المراقبين الذين حضروا إلى قاعة الصداقة لحضور لحظات توقيع الحركة، لكن الأمين السياسي للحركة د.فتح الرحمن فضيل أوضح في تعليقه ل(السوداني) أن د.غازي ذهب إلى هناك ونقل لهم تأجيل التوقيع، لأن هناك أحزاباً في التحالف غير مسجلة وأن أمانة الحوار "رفضت أن توقع معها". وأكد د.فضيل عدم وجود سبب خاص أو موقف من الحركة يمنعها من التوقيع. خيار مستبعد: وما بين تسريبات تقول إن رئيس الوزراء يرغب في مشاركة غازي في حكومة الوفاق الوطني وما بين التحفظات التي تبديها حركة الإصلاح الآن، تطل مقولة لطالما ظل د.غازي متمسكاً بها تتمثل في أن "توقيت اتخاذ القرار" مسألة مهمة جداً بالنسبة للسياسي، فهل يتخذ غازي قرار المشاركة، بعد توافر عوامل عدّة من بينها تراجع تأثير رافضي الحوار من مجموعة نداء السودان خاصة في ظل ما تشهده الحركة الشعبية قطاع الشمال من تطورات داخلية ومزاعم تتحدث عن اتجاه قوي لحركة العدل والمساواة التي يتزعمها جبريل إبراهيم للحاق بالحوار الداخلي، أم أنه سيفضل البقاء على الضفة الأخرى مع قوى المعارضة الرافضة للحوار والمطالبة باسقاط الحكومة؟ ويتوقع المحلل السياسي د.الساعوري عدم مشاركة د.غازي في الحكومة المقبلة ويرى أن غازي كرجل له ثقل سياسي قد لا يقبل الدخول لأجل الحصول على "وزارة" لكنه في ذات الوقت لم يستبعد مشاركة غازي إن كان هناك تفكير مسبق من قبل قدامى الإسلاميين بمساندة الحكومة والرئيس البشير ودعم مواقفه السياسية. ::: مصحح/حاتم