أكره، ما أكره، الإجتماعات الرسمية التي يتحدث فيها الحضور (من ريسانهم) دون الرجوع لأي مستندات أو أوراق.. وهاك ياحكي.. فلان قال وأنا قلت ليهو.. ومحمدين مشى علشان يقابل حسنين وجد عربيته مافي إفتكره لسه ما رجع من الحلة.. لا أنا كلمت صمدين يراجع شغل نورين ويجيب لينا تقرير (أكيد تقرير شفاهي).. ذات مرة خاطبت كتابةً- زميل- كبير مهندسين!!، بخصوص صيانة آليات بمليارات الجنيهات.. تصوروا الرد كان شنو؟ رفع سماعة التلفون وسألني: أنت من الناس البيكتبوا؟؟ ساعتها لم أك أكتب بالصحف.. ففسرت كلامه على الوجه اليقين؛ وهو إستياؤه من (مسألة) الكتابة الرسمية.. هذه.. وجمعتنا ظروف العمل في تجميل وتأهيل ودمدني من نحو عشرين عاماً، بالإلتقاء بأعلى مستويات السلطات التنفيذية ب(دولة) ودمدني.. كثرة النضمي بالإجتماعات أصابتني بالقرف الشديد.. فهداني تفكيري بالإستقواء بمعتمد محلية ودمدني الكبرى آنذاك سعادة اللواء (الرائع)/ الفاتح الجيلي المصباح؛ حيث وضحت له (قرفتي هذه) وطلبت منه أن يمنحني أول فرصة للحديث بعد أن ينتهي كل الكبار (من نقتهم وإستعراض مقدراتهم) ومن ثم السماح لي بالإستئذان والمخارجة بعد ذلك، بدعوى اللحاق بإجتماع ثان.. تذكرت كل ذلك وأنا (أراقب) تبعات ورطة مؤسسة الرئاسة بمصر الشقيقة في أمر (تسفير) النائب العام سفيراً بالفاتيكان بعد تبرئة المتهمين في موقعة الجمل الشهيرة.. في المؤتمر الصحفي لنائب رئيس الجمهورية (وقف)- خد بالك من وقف دي- المستشار مكي وتكلم كثيراً (من راسه) محاولاً تبرير قرار مرسي ب(تطفيش) النائب العام: الريس بعت حد يشوف رأي النائب العام في قبول المنصب الجديد، وإختار أحد أصحابه ليبلغه رأي الرئاسة.. الراجل وافق.. بعد كده عرفنا أن (الراجل) ماوافقش!!.. وهكذا.. وأضاف، سيادته، أن الإعلام هم سبب خروج الشارع المصري- من المؤيدين والمعارضين!!-.. وهاكم ياصحفيين.. صحفية (بت لذينة) حاضرة بالمؤتمر الصحفي وحاضرة البديهة وشجاعة (وياربي شيوعية ولا حاجة!)، جهجهت ليك نائب الرئيس (المصري).. أنت، دلوقتي، أخطأت في كذا وكذا وكذا.. والإعلام مالوش ذنب في اللي بيحصل في مصر.. وهاك يا أسئلة.. بأمانة عجبتني.. (مولانا المستشار) إتكل على المنضدة وعرق ووشه إحمر وقال: أسئلة حضرتك كثيرة وأنه قد نسيها ولن استطيع الإجابة عليها!!.. فخاطب الصحفية مستدركاً موقفه (المهزوز): إبدأَ حضرِتِك من الأول.. وكاد أن يطلب ورقة وقلم علشان يرتب (أفكاره).. سيادته عاد يكرر: فلان لم يُقال وعلان ما إستقال.. إلى أن إنتهى المؤتمر الصحفي بإعلان عودة النائب العام لموقعه معززاً مكرماً.. فالقوانين التي تحمي القضاة المصريين مكتوبة ومسجلة بالغازيتة الرسمية.. ولا تخضع ل: قال لي وقلت ليك وقالوا ليهو.. دي سياسة وشغل.. ولا لت وعجن؟؟