نعتقد جازمين أن الشورى هي عماد العمل التنظيمي و السياسي والتنفيذي. سورة قرآنيه كاملة باسمها وأمر للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بها وثناء من الله عز وجل على المؤمنين لالتزامهم بها، كل ذلك يبين قيمتها وعظمتها. بل نعتقد أن فيها صلاحا للعباد أفرادا وجماعات. وفى تركها أو الالتفاف عليها فتنة وضرر بليغ. ما حدث في مجلس شورى الحركة الاسلامية بولاية الخرطوم ومعظم مجالس شورى محلياتها أفرغ الاسم تماما من قيمته ومعناه .ونؤكد هنا –كما أشار البروف ابراهيم – أن ما يسمى بمجلس التنسيق – على كافة المستويات – ليس من مكونات البناء الهيكلي ولا مرجعية له بل هو اجتهاد خاص في ولاية الخرطوم في عهد واليها الحالي الاخ الكريم د.الخضر. ونحن نستحسنه لما يحدثه من انسجام وتناغم بين مختلف الاذرع بشرط أن يتم تشكيله بعد تمام البناء الهيكلي لكل دورة جديدة وبالذات للحركة الاسلامية لخصوصيتها وافتراض خلوص صفها . أما كيفية ضمان ترشح اهل الولاء وما يلزم من شروط اخرى لقيادة الحركة في مختلف مستوياتها فتلك قضية اخرى يمكننا أن نتعرض لها في مقال آخر. من واقع التجربة العملية لهذه الدورة فإننا نأخذ على مجلس التنسيق ما يلي: اولا- تغوله الفج على مصطلح ( الأمرة التنظيمية) بحيث يصبح رأيه أمرا تنظيميا يتنزل على أعضاء مجلس الشورى الجدد ولا سيما القطاعات الفئوية التي يسهل السيطرة عليها رأسيا . . . وهذا هو قمة التضليل و الاستغلال . ثانيا-كيف لأمين عام –منتهية ولايته- ومن معه من هيكلة وهياكل اخرى –مع احترامنا للجميع-أن يتحكموا في تشكيل قيادة مجلس الشورى الجديد وأمانته العامة ؟ ولاسيما اذا كان المرشح الجديد هو نائب الامين العام السابق نفسه ؟ هذا بالضبط ما حدث وهو يلقي بظلال من الشك والريبة ويتأكد ذلك اذا علمنا أن كل الاستكمال - تقريبا – لعضوية مجلس الشورى قد تم تجييره لصالح هذا الاتجاه مما يؤكد تبييت النية، فما أبأس الثمن اذا كان ذلك يوغر الصدور ويذهب المحبة ويوشك أن يشق الصف . ثالثا- يخشى الأخ الكريم عثمان الهادي من اختطاف قيادة الحركة الاسلامية اذا لم يقم مجلس التنسيق بهذا الدور، وهذا نوع من الوصاية المرفوضة وكأن أعضاء مجلس الشورى أيتام أو قصر أو فاقدو أهلية عقلية . . . كيف ذلك اذا علمنا أن المنافسة معروفة ومحصورة سلفا بين أخوين كريمين معروفين تماما للجميع بتاريخيهما الممتازين والخالصين داخل الحركة؟ اذن الامر ليس كما يزعم بل هي تصفية الحسابات والانتصار للنفس والدخول من الشباك بعد أن منعت اللائحة الترشح بعد دورتين بل أن الكارثة الاعظم هي اعدام الشورى وكبت حرية الرأي والاختيار الحر المبني على تقوى الله وليس وصاية أي جهة أيا كانت. رابعا- ما هي قيمة مجالس الشورى اذا صادر مجلس التنسيق هذا أهم وأخطر صلاحيات مجلس الشورى في عملية البناء الهيكلي لكل دورة جديدة ؟ أليست اللجان المركزية للأحزاب الشيوعية بأفضل حالا لما توفره من جهد ووقت ومال بدلا عن بناء فارغ منزوع الصلاحية؟. . . بل أن الأمر يصبح أكثر ضررا وأسوأ حالا لأنه يتدثر بلباس الدين فتصبح مجالس الشورى مجرد مسارح هزلية لإضفاء الشرعية على أمر تم تبييته بليل في منزل مسئول كبير أو مكتب رفيع ونحن نؤكد أن معظم محليات الولاية قد أصابها نصيبها من هذا التهريج . نوقن أن الأمين العام للولاية – وهذا يحمد له- يشعر بأنه لم يأت في جو شوري صحي وأنه لابد من معالجة فيها تقوى ورشد لجمع الصف وتنفيس الاحتقان. بحكم وجودنا داخل مكتب الاتصال التنظيمي الاتحادي وبإشرافنا على ولاية شرق دارفور ومحلية شرق النيل فقد توفر لنا من التجربة والعلم بالبناء التنظيمي ما يمكننا من ابداء الملاحظات حول كثير من قضايا هذا البناء التنظيمي وهنا لابد من ازجاء التحية للبروف ابراهيم والاستاذ علي عثمان لصدقهما ووفائهما وحزمهما في الحق وكذلك التحية للمايسترو المهندس حامد صديق الذي تفتقت عبقريته عن هذا التصميم الجديد للبناء الهيكلي. والشكر موصول أيضا لكل اللجان وكل من ابلى لإعادة الحركة الاسلامية سيرتها الاولى بإذن الله. والله يغفر لنا أجمعين . د.محمد الصديق الخضر أحمد. الاستاذ المشارك بكليات الطب. e-mail:( هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته _mobile:(0912913574) *من المحرر: ما قاله الأخ الدكتور وهو قيادي عامل فاعل يحتاج لرد من المعنيين حتى لا يحكم الرأي العام بوجهة نظر واحدة، وإلى ذلك الحين فإن ثقتنا في الدكتور تجعلنا نخشى على الصف من التصدع بسبب (المطابخ) وصدق الله تعالى القائل في محكم تنزيله:( وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ .. (92) ...الآية) والدخل هو الخدعة !