التمدد الروسي اقتصادياً في السودان أصابت واشنطن بالقلق إضافة إلى توسيع التعاون العسكري الجاري بين موسكووالخرطوم. هذا الحراك في تنامي التعاون الاقتصادي والتجاري الكبير بين الخرطوموموسكو شعرت به واشنطن خاصة بعد النجاحات التي أحدثتها روسيا في سوريا وليبيا والسودان مؤخراً. ومع انعتاق السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بات مكان سباق للشركات الأمريكية والروسية والأوروبية للبحث عن مصالحها وفرص الاستثمار في مجال الطاقة والتعدين والكهرباء والزراعة والثروة الحيوانية والمعادن . وبالرغم من أن السودان يعاني حالياً من أزمة اقتصادية خانقة وبلغت الديون الخارجية (60) مليار دولار ويحتاج بشكل فاعل إلى مساعدات مالية لإعادة تنظيم اقتصاده، لكن مازالت الديون تحد من إمكانية حصوله على قروض خارجية من صندوق النقد الدولي. الشركات الروسية أبدت رغبتها للاستثمار في السودان في مجال الطاقة والتعدين والكهرباء والمعادن، وقال مدير الغرف التجارية الروسية فيكتور شميدانوف إن هنالك أكثر من 40 ألف شركة روسية في مجال الطاقة ترغب في الاستثمار في السودان، وأن روسيا على استعداد لتقديم خبراتها في مجال الطاقة النووية والتعدين والحفريات وأعمال الغاز الطبيعي. ويرى الخبراء أن الحكومة الانتقالية تسعى لجذب الاستثمارات الأجنبية اللازمة لزيادة إنتاج الكهرباء والبترول والزراعة والاستفادة من فرص التمويل الدولية خاصة وأن المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث كان قد أعلن في وقت سابق أن شركات جنرال الكتريك وبيكتيل وبوينج تتطلع للاستثمار في السودان . الشركات الروسية حاولت عدة مرات في وقت سابق الدخول في الاستثمار في السودان ولكنها فشلت بسبب صعوبة الاستثمار في تلك الفترة ولكن الآن يمكنها إذ إن هناك نوعاً من الاستقرار وتغيير في السودان بعد عودته للمحيط الدولي بعد إزالة اسمه من قائمة الإرهاب. يذكر أن السفير الروسي بالخرطوم فلاديمير جنلتوف قال في وقت سابق إن التبادل التجاري بين بلاده والسودان بلغ نحو (450) مليون دولار بالمقارنة مع الميزان التجاري بين روسيا وبعض الدول الأخرى وأن روسيا تعمل في المستقبل القريب على تنويع مجالات التعاون الثنائي مع السودان حتى لا ينحصر الاستثمار في مجال التعدين فقط بل يشمل تطوير الحوار السياسي والاقتصادي والعسكري.