أكاد أجزم حد اليقين .. أن الصاروخ الصينى التائه .. أو المنفلت كما يسميه البعض .. سيهبط في مكان ما على الكرة الأرضية دون أن يخلف خسائر مهولة كما يصور البعض .. ويخشى البعض الآخر .. والأدلة على ذلك كثيرة .. لنأخذ فقط الساعات الأربع والعشرين الماضية .. ليلة أمس الأول .. وما أن رشحت أنباء عن سقوط الصاروخ صبيحة أمس السبت .. إلا وضجت وسائل التواصل الاجتماعي .. تتسابق في تداول ونقل أخبار الصاروخ .. محددة موقع سقوطه وزمانه .. حتى أن بعض متابعي تلك المواقع .. ظنوا أن الصباح لن يصبح عليهم .. إلا وهم وما يملكون رماد تذروه الرياح ..! غير أن ما لفت نظري .. أن صباح الأمس .. وهو الموعد الذى اعلن أولا أن الصاروخ الصيني سيرتطم فيه بمكان ما في الكرة الأرضية .. أن الساعات الأربع الأولى من ذلك الصباح .. وهي ساعات عالية المشاهدة .. قد خلت فيها كل الفضائيات الكبرى فى العالم .. من أية معلومات أو اخبار عن الصاروخ الصيني .. إلا من خبر واحد يتيم أوردته إحدى الفضائيات العربية .. يفيد أن الصين قد أطلقت صاروخا جديدا من ذات النوع التائه فى الفضاء ..!!! كانت أخبار العنف الإسرائيلي المفرط ضد الفلسطينيين العزل في محيط الأقصى .. ثم محادثات فينا حول الاتفاق النووي الإيراني تتصدر الأخبار .. بجانب التصعيد الحوثي الذى يهدد عملية السلام المتعثر في اليمن .. وحتى الانتخابات السورية .. إذن لم يكن الصاروخ الصيني صباح الأمس من شواغل الإعلام العالمي .. مما يشي بأن ثمة حملة مصنوعة .. و يعزز قناعة البعض أن أمر الصاروخ الصينى قد حمل اكثر مما يحتمل .. وأن من يقف وراء الحملة غير معني بسلامة الأرض وسكانه .. بقدر ما هو معني بمعركة أخرى .. وجد فى الصاروخ الصيني ضالته ليوظفها لصالح معركته تلك .. وهو ليس معنيا بالتأثير السلبي لحملته تلك على سكان العالم ..! ولئن كان الجيل المعاصر يذكر الحملة الشرسة التي أطلقتها الاستخبارات الأمريكية ضد الصين عقب ظهور كوفيد 19 .. وكيف أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب .. قد قاد المعركة بنفسه .. فإن الأجيال السابقة لابد وأنها تذكر جيدا .. أزمة صواريخ أخرى .. حين قررت واشنطن إسقاط نظام فيدل كاسترو الشيوعي فى كوبا فقامت بتجنيد ودعم عناصر كوبية .. لتنفذ ما عرفت بعملية خليج الخنازير.. ولكن الغزو الأمريكى فشل فشلا ذريعا .. لتهب موسكو بعدها لنجدة حليفها الجديد .. لتفاجأ واشنطن بصواريخ روسية قد نصبت فى كوبا .. الجزيرة التي يقال إنها تجلس على خاصرة الولاياتالمتحدة .. ليستيقظ العالم كله في ابريل من العام 1962على شفا الحرب العالمية الثالثة .. ليسيطر الرعب على كل شيء .. تماما كما يحدث الآن .. ولم يحدث شيء ..! ولكن .. يبدو أن عقدة الصواريخ .. خاصة تلك القادمة من الشرق .. ما تزال تسيطر على المخابرات الأمريكية .. فوجدت فى الصاروخ الصيني فرصة لتأليب العالم على الصين .. المارد القابع فى الشرق .. مستثمرا في الأخطاء الأمريكية .. أما الصينيون فمن جانبهم يقولون .. ما يحدث ليس بدعة فى صناعة الفضاء .. ننتظر لنرى ..!