لهيب انتشار الخبر زاده اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد بالسفير السعودي بالخرطوم علي جعفر ظهر أمس، بمقر وزارة الخارجية، وربطه البعض بأنه يأتي في إطار واقعة منع الصحفيين من السفر. وعلى الرغم من أنها لم تكن المرة الأولى التي يتلقى فيها صحفيون دعوة لزيارة بلد ما حيث ظلت بعض دول الجوار الإقليمي تقدم مثل هذه الدعوات كما في حالة سفر عدد من الوفود الصحفية والإعلامية إلى مصر بجانب زيارات عديدة ظل يقوم بها الصحفيون إلى إثيوبيا تلبية لدعوات رسمية ومتواصلة من إثيوبيا للوقوف على مشروع سد النهضة على سبيل المثال. انتقادات كثيفة سفارة المملكة العربية السعودية قوبلت بانتقادات عديدة لدعوة الصحفيين لزيارة السعودية، وكان لافتاً أن تلك الانتقادات أتت مصحوبة بقدر من الخلط السياسي، وأصوات لائمة لموقف المملكة العربية السعودية من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وعلى رأسها أزمة الوقود، خاصة بعد أن سيطر الإحباط على قطاع واسع من السودانيين نتيجة لتسريبات وشائعات انطلقت في الأسافير تفيد بإحجام السعودية عن عون السودان، وقد زاد من وتيرة تلك الانتقادات التصريحات التي أدلى بها وزير الدولة بالنفط الذي فند أخبارا زعمت توقيع اتفاق بين الخرطوموالرياض تقوم بموجبه الأخيرة ببيع المواد البترولية للسودان لمدة خمس سنوات. فيما فسر البعض دعوة الجانب السعودي لعدد من الإعلاميين السودانيين بأنها محاولة لامتصاص حملة الانتقادات الواسعة التي تتعرض لها؛ فيما اتجهت معظم الآراء المعتدلة للنظر إلى الدعوة بمنظور مغاير إذ يرى أصحاب هذا التوجه أن تقدم العلاقات السياسية والعسكرية بين الخرطوموالرياض ينقصه بعد استراتيجي مهم يتمثل في أهمية التواصل والمعرفة بين نخب البلدين وفي مقدمتهم أهل الصحافة والإعلام، ويرون في توجيه الدعوة للصحفيين أنه يصب في مصلحة تطوير وازدهار هذه العلاقة بأبعادها السياسية والاستراتيجية وأن العلاقات التي تقوم على معرفة وثيقة ستجعل الإعلام وحملة الأقلام في مقدمة من يحميها. أصل الحكاية رئيس تحرير صحيفة (الجريدة) أشرف عبد العزيز في حديثه ل(السوداني) أمس، أكد أنه تلقى ضمن عدد من الصحفيين دعوة من وزارة الإعلام السعودية، مشيراً إلى أن الوفد ضم إلى جانبه كلاً من رئيس تحرير صحيفة (التيار) عثمان ميرغني، والمدير العام لقناة سودانية 24 الطاهر حسن التوم ورئيسة تحرير موقع (باج نيوز) لينا يعقوب، ومدير تحرير صحيفة (الرأي العام) فتح الرحمن شبارقة. ونوه أشرف إلى أنهم عقب إكمال إجراءات سفرهم كانوا في طريقهم للطائرة المتجهة إلى مدينة جدة في الحادية عشرة من صباح أمس لتلبية دعوة وزارة الإعلام السعودية وحضور الإفطار السنوي للوزارة الذي تشارك فيه عشرات الدول العربية والإسلامية، إلا أنهم فوجئوا بإخطار مفاده أنهم غير مسموح لهم بالسفر. زيارة الاستعلامات الوفد الصحفي غادر مطار الخرطوم دون الحصول على إجابة عن اسباب حظر سفرهم للخارج، وأكدت رئيسة تحرير موقع (باج نيوز) الإخباري لينا يعقوب في حديثها ل(السوداني) أمس، أنهم عندما استفسروا في المطار عن السبب طلبوا منهم التوجه إلى مكاتب الاستعلامات برئاسة جهاز الأمن الوطني، وأضافت: وصلنا إلى هناك وسألونا عن وجهة سفرنا وعندما أخبرناهم بتوجهنا إلى المملكة بدعوة رسمية من وزارة الإعلام السعودية طلبوا منا كتابة خطاب يستفسر منع سفرنا وهي المهمة التي قام بها رئيس تحرير صحيفة (التيار) عثمان ميرغني إنابة عن الصحفيين حيث وعدونا عقب تسلم الخطاب بالرد خلال 24 ساعة. لقاء مع الوزير عودا على بدء ظل لقاء وزير الخارجية بالسفير السعودي عقب حظر سفر الصحفيين أمس، محل ترقب وانتظار، ومساحة زمنية مليئة بالفرضيات والتوقعات.. ولعل أبرز التفسيرات ذهبت إلى أن خطوة الخرطوم بمنع سفر وفد إلى السعودية وجدت عتاب الخرطوم لتجاوز الرياض الأعراف والتقاليد المتبعة في ظل العلاقات الثنائية ودور الإعلام في المحافظة على شكل العلاقات وتطويرها. وربما كان العتاب بزعم تلك التوقعات موجهاً بصورة للفت الانتباه لمراعاة القنوات الرسمية والإحاطة المسبقة التي تسبق توجيه الدعوات للإعلاميين بأن تكون الدولة ممثلة في وزارتي الخارجية والإعلام على علم بالزيارة وطبيعتها وأهدافها؛ لكن تلك التوقعات والفرضيات لم تمضِ كثيراً حيث أصدرت الخارجية بياناً خالياً من أي إشارة لحادثة منع سفر الصحفيين إلى المملكة. وأورد البيان أن سفير المملكة قدم للوزير التهنئة بمناسبة اختياره وزيراً للخارجية، وذكر البيان أن وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد، أوضح للسفير أن علاقات البلدين استراتيجية وأن التحديات الإقليمية والدولية الماثلة تتطلب تضافر الجهود والاصطفاف معاً لمواجهتها من أجل مصلحة البلدين والشعبين.