نظم مركز طيبة برس بالتعاون مع مكتب شركاء التنمية (بارتنرز) ، ورشة تدريبية حول (التغطية الإعلامية للمفاوضات)، استمرت الورشة لأربعة أيام شارك فيها إعلاميون من مختلف الوسائط . خلع العباءات الورشة أكدت أن الإعلاميين يساهمون في صناعة السلام بالتالي يجب عليهم خلع عباءاتهم الحزبية والتمسك بالمعايير المهنية أثناء تغطية المفاوضات، مشيرة إلى أن النقل الخاطئ يمكن أن يكون له آثار سالبة، ويمكن أن يؤدي إلى انهيار التفاوض. ولفتت الورشة إلى أنه لا يوجد فريق إعلامي مدرب في تغطية المفاوضات، وبعض الإعلاميين يذهبون إلى مقر التفاوض خاليي الذهن، بالتالي لا يستطيعوا أن ينقلوا الصورة للرأي العام بالدقة المطلوبة، مشددة على ضرورة إلمام الإعلاميين بالموضوع المراد التفاوض حوله، وغيره من المواضيع. ماذا قال عميد الصحفيين؟ عميد الصحافة السودانية محجوب محمد صالح قدم ورقة خلال الورشة حول (قواعد التفاوض واستراتيجياته ونماذج من التجارب) أشار فيها إلى أن السودان واجه الصراع المسلح منذ وقت مبكر، لكن أصبح الجميع مقتنعين بأن التفاوض هو الحل، لافتاً إلى أن الصراع يمكن أن يكون عالي الحدة ويتم فيه استخدام الأسلحة، وآخر متوسط وخفيف الحدة، وقال إن الصراع يمكن أن يكون حول الموارد، أو يكون صراعاً اقتصادياً، أو لأسباب إثنية وغير ذلك . صالح لفت إلى أن التفاوض يجب أن تسبقه مرحلة تحضيرية وهي مرحلة دراسة الخصم أو الطرف الآخر ومعرفة مراكز القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة تاريخ النزاع لمعالجته جذرياً، مؤكداً أهمية الإعداد للمواقف لوضع الأجندة لتحديد أبعاد المشكلة ووضع خطة للنقاش ومن سيحضر ومكان عقد المؤتمر، مشيراً إلى مرحلة ثالثة وهي مرحلة طرح الحلول، وقال إنها تشهد مناورات فكل طرف بسقف مرتفع للمطالب. الملف السياسي عضو الحركة الشعبية برئاسة عبدالعزيز الحلو، د.محمد يوسف قدم ورقة حول الإحاطة بالمشكلة موضوع التفاوض وجذورها التاريخية ومواقف الأطراف ونقاط الاتفاق والاختلاف، واكد خلالها ان التفاوض من الاليات المعتمدة لدي الحركة، مشيراً إلى أن البعض يريد أن يُعبئ المواطنين تجاه الحركة وأطلقوا شائعات بأنها تريد تغيير المجتمع السوداني، ويصورونها لهم كمهدد حقيقي لهم، وقال إن الحركة مهتمة بالمحافظة على المجتمع وتريد إحداث تحول في المجتمع، تحول في الرؤى والفكر والمعارف، مشيراً إلى أن الحركة لا يمكن أن تفرض رؤيتها بالقهر، موضحاً أن العمل السياسي المباشر لاستنهاض الجماهير من وسائل نيل الحقوق بالإضافة إلى النشاط الدبلوماسي المكثف للضغط على القوة التي لا تريد التحول، موضحاً أنها حققت الكثير من المكاسب، ولديها بعض الإخفاقات، متمنياً أن يصل التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية شمال المقرر انعقاده بجوبا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري إلى غاياته، وقال خلال تجربتنا في التفاوض تتعلق بتعريف المشكلة، مشيراً إلى أن الحكومات السابقة بما فيها الحكومة الحالية تعرف المشكلة أمنية، فيما ترى الحركة أن المشكلة سياسية وأصرت بأن يكون الملف السياسي على رأس الملفات، وبرر بأنه الأفضل حل الإشكالات السياسية التي أدت إلى الصراعات، وتلقائياً سيأتي ملف الترتيبات الأمنية، مشيراً إلى أنه في عهد الإنقاذ عقدت (22) جولة تفاوض. محمد يوسف أشار إلى أن التوقيع على إعلان المبادئ تم بعد (16) شهراً، ولم يستبعد أن يمارس وفد الحكومة ذات الطريقة السابقة في التفاوض، لعدم مغادرة ذهنها نوع التفكير بأن المشكلة أمنية، وكانت تسيطر عليه الهيمنة العسكرية، وقال نتمنى أن يكون وفد الحكومة هذه المرة (مصلح) ، حتى تختلف هذه الجولة عن الجولات السابقة. مجال المشكلة محمد يوسف أوضح أن وفد الحكومة المفاوض يعتقد أن التفاوض يجب أن يتم حول المنطقتين، مشيراً إلى أن الحركة تريد أن تتناول مشاكل السودان، معتبراً أن ما يحدث في المنطقتين تجليات للمشكلة. رافضاً النهج الحكومي في التفاوض بإعطاء الحركة الشعبية مثلاً عدداً من الوزارات، أي أن يكون التركيز على مبدأ الشراكة في الحكومة، مشيراً إلى أن هدف الحركة كيف يُحكم السودان وليس من يحكمه، وقال همنا أن تعمل الحكومة على نقل السلطة للشعب. جيش واحد عضو الحركة الشعبية شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو محمد يوسف أكد، أهمية وجود جيش واحد قومي، جيش ليس جهوياً أو حزبياً، مشيراً إلى وجود (80) ألف جندي بالجيش الشعبي، داعياً إلى أن يكون شرط الانتماء للجيش أن يكون سودانياً بالميلاد وسجله نظيف وغيرها من الشروط. محمد يوسف كشف عن ضغوط دولية مُورست عليهم للتخلي عن فصل الدين عن الدولة خاصة من بينها أمريكا، لكن الحركة تمسكت بهذا الأمر، وقال كانت علينا ضغوط خارجية لنقل ملف التفاوض من العسكريين إلى السياسيين، وأن يتم نقل التفاوض من جوبا، لكن الحركة رفضت، وأضاف : الضغوط مُورست علينا أكثر من الحكومة الانتقالية. ورداً على سؤال حول موقف الحركة إذا شارك في وفد الحكومة المفوض ممثلون لحركة الكفاح المسلح، أجاب قائلاً: (إذا شارك من اختطفوا اسمنا سيكون التفاوض في قاعات منفرده، وسينقل الوسيط وجهة نظر الطرفين). وقال إن اتفاق جوبا لم ولن يحل مشاكل السودان، لأن نصوصه هلامية ويصعب تحقيقه على أرض الواقع، وأضاف "الاتفاق لا يعنينا في شيء"، مشيراً إلى أن موقف الحركة الشعبية من الوثيقة الدستورية، إذا وافق عليها الشعب وقبلها فلن ترفض الحركة، وإذا رفضها فهي معه). أوراق الورشة الورشة تناولت عدداً من الأوراق العلمية، منها ورقة حول التغطية الإعلامية (رؤية مفاهيمية) قدمها المستشار بمجلس الوزراء فيصل محمد صالح، وورقة (خطوات التغطية الإعلامية وتحديد المصادر وبناء الثقة، تطبيقات عملية) قدمها الخبير الإعلامي عبدالمنعم أبو إدريس، وورقة (تنوير عن المشهد السياسي الراهن ومدى تأثيره وتأثره بالمفاوضات) قدمها مهيد صديق عضو مركزية الحرية والتغيير. مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون لقمان أحمد قدم ورقة (كيف نصنع رسالة إعلامية هادفة ورشيقة) ، فيما شارك في النقاش الكتاب الصحفيون محمد لطيف، ومحمد أحمد الفيلابي.