** بحمد الله قضينا رمضان والعيد وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، ولكن بنسبة أقل فلا زال في القلب حسرة، وفي العين دمعة، على من فقدناهم، وعلى ما يصلنا في الخارج من أخبار التردي المتواصل في كل شيء بدون تفصيل، ونبدأ بالحدث الرياضي، فقد فاز مريخ سوداكال المثقل بالمشاكل والإعداد الضعيف، على هلال السوباط المستقر صاحب الأعداد الأفضل. ** الصورة البهية للهلال والقاتمة للمريخ، صورها إعلام الناديين وصدقناها، ولكن بعد إشارة وصافرة حكم المباراة الضعيف الشخصية، تبدلت الصورة تماما، ورأينا فريقا يلعب برجولة وآخر يلعب بهرجلة. ** الهلال كان الأوفر هجوما ولكن بدون فعالية كما تشير الركلات الركنية العديدة، ولكن في المقابل لم يتعرض حارس المريخ لأي خطورة، وهذا من عجائب الكرة السودانية الذي يحير اي محلل فاهم، بينما كان حال محللينا كحال كرتنا. ** المريخ امتلك تشكيلة متجانسة من الشباب مع أصحاب الخبرة، ونجح مهاجمه سيف تيري في إحراز هدفين بينما أضاع مثليهما، كانت الأسهل، وصرف الحكم الضعيف ركلة جزاء. ** لأول مرة منذ سنوات اتابع مباراة قمة كاملة، ولاحظت تطورا في التلفزة والإخراج والتعليق من ابننا المعلق المظلوم حاتم التاج، كما كان إعداد القناة قبل وبعد المباراة معقولا، ولا أعرف هل اكتملت التلفزة بالفقرة التحكيمية ام كانت ولم انتبه لها؟ ** سنعود للمباراة ولكن ثمة ملاحظة عن برامج القنوات في العيد، والتي قدمت متقطعة فيما بعد بسبب الأحداث الدامية وسقوط شهداء ولكن وضح بأنها اي البرامج لم تكن في المستوى وغلبت علينا الاعادات. ** مرت علينا ذكرى ثورة مايو الخالدة، ووجدت الاهتمام في مواقع التواصل الاجتماعي ولم يهتم بها الإعلام، ربما يخشى من المقارنة بين إنجازات مايو واستقرارها ونزاهة قادتها وبين ما لحق بالوطن فيما بعد. ** افتقدت جاري العزيز السيد ابوالقاسم محمد إبراهيم هذه المرة فقد كنا نقضي معه وقتا جميلا في الخامس والعشرين من مايو، وكنا نسعد به ويسعد بنا اتمنى له الصحة والعافية. ** يا سلام على عطبرة وأهل عطبرة فقد أقام مواطنوها الأقباط احتفالا لشهداء المدينة العظيمة وقدموا لاسرهم اربع مركبات توك توك، لاعانتهم في مشوار الحياة، الست على حق حين أصر على تميز عطبرة والعطبراويين؟. ** بدأت مفاوضات جديدة في جوبا مع حركة الحلو، ليتها تنجح في توقيع اتفاق قابل للتنفيذ، لأن تجاربنا تشير بأن معظم إن لم يكن كل الاتفاقات السابقة لم تنفذ بالكامل، ولم تحقق أي رضا، وليت الأخ عبد العزيز الحلو يجيبني على سؤال، لماذا تحدث بالإنجليزية في افتتاح الجولة وليس بلغة عربية سليمة كما تحدث البرهان وحمدوك ولغته أفضل منهما، واعلم انه بارع في لغته العربية فقد حاورته عدة مرات في أبوجا ونيروبي؟ ** عودة ثانية لمباراة القمة الأخيرة، وعجبت للتصرف غير اللائق من النجم محمد عبد الرحمن بإلقاء شارة الكابتنية على الأرض، وليته سكت إن لم يعتذر، بدلا مما ذكره بأنه ألقاها كسبا للوقت، كلا فقد أضاع وقتا لالتقاطها وتسليمها لآخر، وكم يكن يحتاج الا لثوان فقط بأن يسرع نحو اللاعب البديل ويسلمها، يبدو أن مرض النجومية الصعب جعله يغضب من التغيير والخروج، وغياب الهتافات والتصفيق. ** مجلس السيادة أصدر توجيهات بحصر سفريات أعضائه، وتحديد عدد الوفد والايام والنثرية بألف دولار للفرد، وتحديد السبب وإعداد تقرير عن الزيارة، ولاحظت أن عضو المجلس الدكتور الهادي إدريس سافر السعودية بوفد تلبية لدعوة غير رسمية من الحكومة السعودية وعاد الرجل ولم نسمع بأنه التقى الملك أو ولي العهد أو أحد الوزراء ونتمنى ألا يكون ذلك صحيحا. ** مؤتمر باريس الأخير اختلفت الآراء حوله، فالذين شاركوا وصفوه كما شكارتها دلاكتها، بينما سمعت رأيا سالبا للصحفي الاقتصادي الكبير الأستاذ السر سيد أحمد زميلنا في جريدة الشرق الأوسط، اما الحزب الشيوعي، سيد العرس، فوصفه بالدلالة. ** أعود ثالثا لمباراة القمة، وقد سمعت تعليقات ظريفة من واحد مريخابي قال انت يا سيف تيري مافي زول مالي عينك؟ اما ملاحظتي عن خط دفاع الهلال فقد كانوا من نجوم المريخ، وزمان كنا نقول للمدافع الذي لا يجيد إبعاد الكرات بأنه (بالع سيخة، واستحق المدافع الطيب عبد الرازق لقب الطيب سيخة، مع الاعتذار للأخ اللواء طبيب الطيب إبراهيم محمد خير). ** فاتني وانا اعلق على اهتمام اخوتنا اقباط عطبرة على تكريم شهداء الثورة من أبناء المدينة، أن أذكر فقط بأن من أبرز أبناء عطبرة من الأقباط الذين برزوا عالميا الدكتور مجدي يعقوب رائد عمليات زراعة القلب في العالم، فهو من أبناء عطبرة وتعلم في مدارسها وسكن في بيوت السكة الحديد لأن والده الموظف في مصلحة مخازن السكة حديد، ولا تزال مجموعات من أسرته تعيش في عطبرة وأبرزهم اولاد الجندي ماركو ومينا وماريو الجندي الذي اشتهر بتميزه الرياضي ولقبه الأطرش، الا تلاحظون أنني لم استخدم عبارة الجالية القبطية لأنهم ليسوا جالية إنما مواطنون كاملو الدسم والمواطنة. ** عودة رابعة وأخيرة لمباراة القمة، ولكن بريحة عطبراوية، نجم المباراة هو عمار كمال طيفور محمد، وإن تربى في الخارج، لأن والده صديقنا وجارنا كمال طيفور مدير مكتب سودانير بروما، حين كان لناقلنا الوطني مكاتب في العالم، ونذكره بالخير فقد كانت داره قبلة للسودانيين والرياضيين، وتذكرت استضافته لبعض الزملاء عام 1991م حين لعب منتخبنا في كأس العالم للناشئين، حين كنا نشارك عالميا، واقمت معه وزميلي الراحل الأستاذ حسن عز الدين يرحمه الله. ** عمار طيفور عطبراوي رباطابي ومن أسرة رياضية تجاورنا عشرات السنين ، عمه الكابتن على طيفور نجم فريق النسر العريق، وأعمامه أحمد ومحمد وعز الدين والرشيد، لهم جميعا التحية. **نلتقي غدا من السبت إلى السبت، مع الحلقة 29 من سلسلة اهلا ومهلا أيها الموت .