* ما إن ذاع خبر اعتقال السلطات المصرية للمواطن المصري حسام سلام منوفي من مطار الأقصر، الذي كان يستغل طائرة شركة بدر للطيران، حتى ذهب الخيال بالبعض لتنسيق مفترض تم بين شركة بدر للطيران والمخابرات المصرية للقيام باعتقال المواطن المذكور عند الهبوط الاضطراري للطائرة بمطار الأقصر، بعد انطلاق جرس إنذار الحريق الداخلي للطائرة، ولكن بعيداً عن الخيال، وقريباً من الواقع ما هي الإجابة المفترضة للسؤال الموضوعي قبل ذلك عن موقف السلطات السودانية في حال علم السلطات المصرية بوجود المواطن المصري المذكور بالسودان، وقدمت طلباً لاستلامه؟ هل كان يمكن للسلطات السودانية أن ترفض طلباً للسلطات المصرية وأي شواهد تعزز هذا الافتراض؟ * لقد سبق للسلطات المصرية أن أرسلت فريقاً أمنياً لاعتقال مصريين من داخل الأراضي السودانية من بعد إخطار السلطات السودانية بذلك، ولم تكتف فقط بطلب استلامهم، واستجابت أيضاً لطلبات سابقة كانت السلطات السودانية في فترات مختلفة قد أبعدت العديد من القيادات المصرية والعربية من أراضيها نتيجة لصغوطات حكوماتها، بل مضت أكثر من ذلك بتسليم بعضهم إلى سلطات بلادهم ومن بينها مصر، وعليه – في تقديري- إن كانت مصر تعلم مسبقاً بوجود مواطنها المطلوب عالي الذكر على الأراضي السودانية، فإنها ما كانت تحتاج في طلب استلامه أو القبض عليه هبوطاً اضطراريا لطائرة بدر على أراضيها بادعاء الحريق، ومن ثم إرسال الطائرة المعنية من مطار الأقصر لمركز الصيانة في أوربا وإبدالها بطائرة أخرى لإكمال الرحلة إلى مدينة إستانبول بتركيا ! * ليس من العقل ولا المنطق ما يجعل شركة بدر تتورط في عملية خيالية كهذه تكلفها إرسال طائرة بديلة إلى مصر وإرسال الطائرة الأساسية إلى أوربا للصيانة في الوقت ذاته، وتخسر في سبيل ذلك المال والسمعة، ولأجل مواطن أوقعه حظه العاثر في يد سلطات بلاده التي كانت تقيد اسمه في كل مطاراتها، ولو كانت ذات السلطات تعلم من قبل بوجوده في الخرطوم لشحنته في طرد إلى القاهرة عبر الخطوط المصرية مع كامل موافقة ومساعدة السلطات السودانية، ودون حاجة في ذلك إلى بدر أو غيرها ! * نعلم المعركة الدائرة على أرض مطار الخرطوم التي تهدف إلى إبعاد شركة بدر من المطار والأجواء بعد السمعة الكبيرة التي حققتها على الأرض والسماء معاً، ومنها نيل حق الامتياز بالهبوط على مطار دبي الدولي أحد أبرز وأكبر وأنشط المطارات في الدنيا؛ لذا جاءت حرب الذهب في مواجهة بدر التي خاضت معاركها وكسبتها الواحدة تلو الأخرى، وهي تقوم بواجب عجزت عنه السلطات أحياناً، واليوم يستهدفون بدر في مجال آخر، ولكن (هيهات)، فالمسافة بعيدة ما بين الثرى والثريا!