كشفت المعارك الدامية في شرق إثيوبيا التي خاضها جيش الدفاع الوطني الإثيوبي ENDF وقوات إقليم الصومال الخاصة "ليو بوليس"، أن المقاتلين الإثيوبيين تحتل أعدادهم المرتبة الثانية بعد الصوماليين. وهناك أنباء لم تؤكد بعد عن وجود مقاتلين عرب. أمريكا تحذر وقال مسؤول أمريكى رفيع المستوى: "قامت مجموعات منسقة من قبل حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، بالتوسع انطلاقاً من دولة الصومال الفيدرالي إلى إثيوبيا والتي تم احتواؤها إلى حد كبير"، وحذر من ان الجماعات الإرهابية كانت تخطط لمزيد من مثل هذه الهجمات في الأشهر القادمة. عبر ما يزيد عن 500 مقاتل من حركة الشباب الى شرق إثيوبيا الأسبوع الماضي للمرة الثانية خلال أقل من عشرة أيام واشتبكوا مع القوات الإثيوبية على طول الحدود. وتشير التقديرات الأمريكية إلى أنهم توغلوا إلى 150 كيلو متراً قبل أن يتم إيقافهم. وقال الجنرال ستيفن تاونسند القائد السابق للقيادة الأمريكية في أفريقيا لراديو صوت أمريكا – باللغة الصومالية – إلى مجموعة كتاب الدفاع ومقرها واشنطن: "يبدو أن الإثيوبيين احتوا إلى حد كبير هذا التوغل وهزموه". لماذا ينقل تنظيم الشباب معاركه داخل إثيوبيا؟ وقال عمر محمد أبو عيان، المسؤول السابق في تنظيم الشباب، والذي يعيش حالياً في السويد: "إن الجماعة الإسلامية المتشددة التي تقاتل الحكومات الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي منذ عام 2007، تريد أن تظهر أنها قادرة على العمل في إثيوبيا وكذلك الصومالوكينيا". وأضاف أبو عيان: "إذا رفعوا علمهم فسيكون ذلك نصراً لهم. لقد كانوا يحلمون منذ فترة طويلة باختراق إثيوبيا ورفع علمهم. سيعني انتصاراً كبيراً. سيشجع هذا الجهاديين العالميين على دعمهم". إن الهجوم الذي قام به تنظيم الشباب يشير لبداية مبادرة استراتيجية كبرى لتأسيس وجود جهادي نشط في إثيوبيا عبر إقليم اوروميا ذي الكثافة السكانية العالية من المسلمين الذين يشكلون قوام جيش تحرير الاورومو OLA. على الرغم من تعرض الجماعات الجهادية لبعض الهزائم التكتيكية، إلا أنها حقّقت بعض الأهداف المهمة، لا سيما لإثبات قدرة تنظيم الشباب للمرة الأولى على القيام بعمليات عسكرية كبيرة داخل إثيوبيا. كما أنّ الصراعات الداخلية الإثيوبية والتي جعلت معظم القوات الإثيوبية المسلحة في التمركز بشمال إثيوبيا لقتال الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي TPLF، جعل الوقت مناسباً لتنظيم الشباب ليشن هجوماً داخل إثيوبيا. الوضع خطيرٌ للغاية، فقوات الأمن المحلية في الإقليم "ليو بوليس" ليس بمقدورها مواجهة الشباب، لذا جرى تعزيزها بوحدات قتالية من جيش الدفاع الوطني الإثيوبي، لأن هجمات التنظيم وقوته أكبر من تحتويه "ليو بوليس"، لذا تعمل قوات الجيش الإثيوبي على إقامة منطقة عازلة تحديداً بين إقليم الصومال الإثيوبي وإقليم اوروميا، لأنه ما لم تتمكن إثيوبيا من نشر قوات كافية من الجيش، فقد يتمكن تنظيم الشباب من تأسيس وجود عسكري في إثيوبيا للمرة الأولى في تاريخه. اهتمام تنظيم الشباب بإثيوبيا تأسس التنظيم في الصومال قبل 15 عاماً إثر انشقاق مجموعة من تنظيم الدولة الإسلامية، وأعلنوا مبايعتهم لأبي بكر البغدادي، ولطالما اهتم وعمل التنظيم على تصدير نشاطه من التطرف الإسلامي للبلدان المجاورة. وشنت هجومًا مميتًا واحدًا في أوغندا عام 2010 ولها حضور مكثف في كينيا. يساهم كلا البلدين بقوات في قوات الاتحاد الأفريقي التي ساعدت الحكومات الصومالية في محاربة حركة الشباب داخل الصومال منذ عام 2009. حاولت حركة الشباب ترسيخ وجود لها في إثيوبيا من قبل، ولكن دون جدوى. ووقع أول توغل مسلح في أوائل عام 2007، عندما قاد القائد العسكري عدن أيرو وحدة إلى إثيوبيا رداً على دخول القوات الإثيوبية إلى مقديشو لدعم الحكومة الفيدرالية الانتقالية في ذلك الوقت بالصومال، لكن تم صد التوغُّل على الفور. ثم بدأ زعيم الجماعة الراحل، أحمد عبدي جودان، بتدريب وحدة خاصة تسمى الجبهة، أو الجبهة الإثيوبية، مهمتها تنفيذ هجمات في إثيوبيا. ووفقاً لأبي عيان، فشلت الوحدة في تحقيق الكثير بسبب الاستخبارات الإثيوبية القوية في ذلك الوقت. وحاول جودان تنفيذ عملية كبرى، تضمّنت تفجير ضخماً في ملعب لكرة القدم بأديس أبابا العام 2013 وهجوماً انتحارياً ضد مركز تجاري كبير في أديس أبابا العام 2014، لكن الاستخبارات الإثيوبية وقتها استطاعت تفكيكه قبل أن يحدث.