تم إختياره من قبل وزارة الصحة - برنامج مكافحة الإيدز وفق هذا اللقب لجهوده في العمل العام والمحاضرات العامة والمجادلات وفق منطلقات فكرية وإسلامية وسطية ومعتدلة ومرنة. ولكن حقيقة الأمر أكبر من ذلك فالرجل عبر جهوده في حزب الوسط الإسلامي ومركز مراجعات لقد كان شخصية العام 2012 في عدد من المجالات بلا منازع. وغير مكافحة التطرف والغلو ومحاولاته لتعزيز أدب الخلاف أحرز الكودة قصب السبق السياسي في مبادرات تقريب وجهات النظر عبر وثيقة (الإطعام من الجوع والأمن من الخوف). وسأبسطها في عمودي مع ملاحظاتي عليها: وثيقة السودان السياسية - (إطعامٌ من جوع وأمنٌ من خوف) (1) السودان دولة مدنيّة ولاشك أن ذلك لا يتعارض مع الإسلام. (2) نبذ العنف أيّاً كان طريقاً للتعبير. (3) إعتماد الطرق السلمية تداولاً للسلطة. (4) كل وسائل الديمقراطية من إنتخابات وبرلمانات وإعتماد لرأي الأغلبية هي آليات لتحقيق الشورى في كافة مناحي حياة الناس. (5) المرأة إنسان كامل مكلف كالرجل تماماً ولا بد من إكتشافها من جديد للوقوف على مدى الخسارة التي جنتها الأمة جرّاء غيابها عن ميدان الحياة العامة. (6) إطعام الناس من جوع وتأمينهم من خوف من أولويات الأنظمة الحاكمة. (7) العدل وبسط الحريات والمساواة أساس الحكم. (8) المواطنة هي أساس توزيع الحقوق بين المواطنين. (9) الإنتماء للسياسة والجماعات أمرٌ مباح طالما أنه يسود بين تلك المجموعات التعاون والإخاء ليصُب الجميع داخل الإنتماء الأعظم ألا وهو الإنتماء للأمة. (10) غير المسلمين في بلادنا هم تحت جوارنا وأمننا وبِرّنا وقِسطنا، والدمُ المعصوم لا يباح بالشك ولا بالضعيف من الأقوال. (11) التواصل مع الغير من أهل الديانات والملل الأخرى ضروري للتلاقح والحفاظ على الهوية. (12) أهل القبلة جميعاً يعاملون وفق ما طلب الشرع من معاملة المسلم لأخيه المسلم حسبما تطلب الأمر من محبة أو نصح أو توبيخ. (13) الجهاد في سبيل الله لا يعني القتال فقط وإنما له معاني ومدلولات أخرى كثيرة، فهو أعم من القتال والقتال أخص منه. (14) يكفي في إثبات محاربة الفساد ما كان من قرائن ولا تشترط فيه من قواعد إثبات كما هو الحال في بقية الجرائم الجنائية الأخرى من شهود أو إقرار أو غير ذلك، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لي على كل خائن أمينان الماءُ والطين). د. يوسف الكودة – رئيس حزب الوسط الإسلامي. تعليقي: بالتأكيد لقد إستوعبت الوثيقة نقاطا عامة تصوب نحو قضايا خاصة ومثال ذلك حديث الوثيقة عن مكافحة الفساد وتطرقها لأسلوب محاربته بما يفتح بابا مشروعا لنقد الأساليب الحالية التي يعتبرها الناس مجرد (شعارات) و (دعايات) ... ومن باب تمام الفائدة أرى أن تحوي الوثيقة أمرين: الأول حديث يصب في مصلحة تأمين السيادة الوطنية من التغول الخارجي عبر شعارات ودعايات العدالة الدولية والأمن والسلم الدوليين. حسب تقديري أن الموجة الإستعمارية الحديثة لديها أدوات ومن ضمنها ما يسمى بالجنائية. الثاني علاقة السودان بالجنوب ... وهو أمر تتقارب فيه وجهات النظر ولكنه يحتاج إلى مقدار من المناقشة بين القوى السياسية لأن بعضها يعتقد أن التقوي بدولة الجنوب ضد الشمال جزء من مشروع الوحدة بين البلدين. عزيزي الكودة تهانينا على السبق وسنلتئم معك لمزيد من التواصي على الحق وعلى الصبر. ولو تعقل المؤتمر الوطني لأجاب إلى هذا الحلف المدني عضوا ضمن الأعضاء إذ ليس بالضرورة أن يؤهله حجمه الكبير للقيادة إذا فاته حزب الوسط بالمبادرة والمقبولية.