هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته دفع الله (المثقفاتي) وهذا لقبه الذي يطلقه عليه كل أهل الحي واصدقاؤه، وهو يحب اللقب جداً ويفتخر به، يتصدر كل مجالس الحي فهو على اطلاع واسع ويحب (القراية) لدرجة الجنون. وبينما دفع الله مستلقٍ على قفاه ويطالع في آخر دراسة أمريكية مطلع يناير الجاري أعدتها الباحثة الأمريكية الدكتورة ميشيل هاوزر، وهي طاهية معتمدة وأستاذة تغذية، وزميلة الطب الباطني باتحاد كامبريدج للصحة التابع لجامعة هارفارد تحت عنوان (نظام غذائي لسلامة القلب في العام الجديد). صادفت الدراسة هوى في نفسه وركز في تفاصيلها بشدة حتي يعرضها في مناسبة زواج ابن الحي والجيران أحمد في اليوم الثاني، وظل الرجل في حالته (الثقافية هذه) حتي خيوط الفجر الأولي، وفشلت كل محاولاته في ان يسودن الوصفة الغذائية ليقدمها لاهل الحي، لان أكثر من (90%) من مكوناتها غير متوفرة في السودان. ولكنه التفت لملاحظة مهمة للباحثة توصي بضرورة اجراء تغيير في الوجبات مرة واحد كل شهر وان يستمر الشخص في هذا النمط حتي نهاية العام 2013. ضحك دفع الله (ملء شدقيه) وقال انه وجد الوصفة المناسبة لتنفيذ الدراسة الأمريكية على الوجبات السودانية، واخرج ورقته وقلمه وبدأ بالكتابة، تقول الدراسة (في أشهر الشتاء، حاول في ليلة واحدة أسبوعيا من الشهر الأول، تناول حساء من المرق مليئا بالخضراوات وبالبقول قبل وجبتك الرئيسية، أو بدلا منها لخفض السعرات الحرارية والدهون المشبعة). وجد انسب وجبة سودانية تعطي هذه القيمة الغذائية لعدم توفر هذه المكونات بالبلاد هي ( السخينة بالعيش أو الكسرة). وتحدد الدراسة في الشهر الثاني (ابدأ يومك بتناول دقيق الشوفان الناضج في وجبة الإفطار؛ لارتفاع نسبة الألياف القابلة للذوبان التي تساعد في إزالة الكولسترول الضار منخفض الكثافة من الجسم)، استبدلها دفع الله ب(عصيدة دخن بملاح تقلية أو ويكاب أو كول). وفي الشهر الثالث تطالب الدراسة ( باستبدال الخبز الأبيض أو الخفيف بالخبز المصنوع من دقيق القمح الكامل أو الخبز متعدد الحبوب). وجد دفع الله (انو اساساً ما عندنا عيش أبيض)، وعمل حركة في شكل وردة ( استبدال عيش الفرن الآلي بالعيش البلدي المقمر). وفي أشهر الربيع، تطالب الدراسة (استعض عن الزبد الذي تستخدمه في الطهي بزيت الزيتون أو زيت الكانولا)، استعان دفع الله بكل معاجم اللغة و(العم قوقل) لقي انو نهائي في السودان مافي حاجة اسمها زيت الكانولا، فقام بحذف هذه الوصفة مستنداً على انو البلد دي (لافيها ربيع ولا حاجة الا ربيع طه الممثل). وتطالب الدراسة باستبدال اللحم بالاسماك مرتين اسبوعيا، وجد دفع الله (انو اللحمة ولا السمك ديل لو جاب سيرتهم لناس الحلة بدقوهو عديييييل)، لانو اللحمة بشوفوها من (الحول للحول في عيد الضحية ان وجدت). الدراسة لم تنس الفواكه وطالبت بإضافة فواكه طازجة إلى طبق الإفطار. بتجريب لون مختلف كل أسبوع، دفع الله المثقاتي ما لقى حاجة (غير البطيخ الأيام دي رخيص)، لكن تغيير اللون (جهجه باكاتو). دفع الله توصل لنتيجة مهمة ان (الفول) غير وارد (البتة) في الغذاء الصحي ومافي زول جاب سيرتو، مزق المثقفاتي ورقته بعد ان وجد صعوبة اقناع الناس بهذه الوصفة والتخلي عن الفول، وحمل بستلة وغادر الى عثمان سيد الدكان على صوت زوجته التي قالت بصوت جهور يا دفع الله الفول بكمل قوم امشي الدكان، حمل البستلة وغادر بسرعة لادراك بقايا قدرة دكان عثمان.