تناول الأستاذ الجليل / الهادي حمد في مقاله عن دستور السودان الدائم ودعا فيه بالأخذ بأصول القرآن لأن منهاج القرآن التعبدي والتطور التشريعي فيه يعد أكبر ضامن لحقوق الإنسان في كل زمانٍ ومكان بشرط الفهم الصحيح للشريعة والدين ودعوته لكل المتعلمين والمثقفين بأخذ دور الريادة في نشر الأفكار والمهتديات لإخراج دستور دائم للبلاد، وعليه يجب علينا أن نبدأ بالمفردات لقيام ثورة في مجال التعليم في كل مجالاته حتى نعرف ونتثقف بقضايانا الراهنة في كل المجالات الإجتماعية والاقتصادية والسياسية وأهم مقومات هذه الثورة التعليمية في مجال التعلم هي المرتكزات الأساسية لتنظيم الحياة وتطوير المجتمعات، وهذا يتطلب أن نبدأ البداية الصحيحة بالرجوع إلى الأصول إذا كنا فعلاً نريد أن يكون تعليمنا نافعاً ومثمراً لنا في مقبل أيامنا ويمس جوهر قضايانا الراهنة والقادمة لأن وسائل التعليم الحالية ونقصد بها المناهج يجب أن تخاطب الأصول وتخرج من الوسائل القديمة وأن يكون التعليم الأخلاقي هو الحقيقة التي يجب أن نبدأ بها مرحلة التعلم لأن معرفة الأخلاق والتدين تساعد الفرد والمجتمع على التخلص من تبعة الجهالة والظلامة التي تعيش فيها مجتمعاتنا الآن لأن المتعلم الواعي والراشد لا يحتاج للتعامل بالقانون ولوائحه ويسيطر عليه ضميره بمنعه من الوقوع في شراك الجريمة لأنه هنا في هذه الحالة يصبح مرجعه الأخلاق التي تقيه من كل ما هو جائر وظالم لنفسه ومجتمعه وهنا تظهر المسئولية الفردية الأخلاقية، وتأثيرها الإيجابي. وعلى المجتمعات أن تتجه في مجال التعليم المهني بتنمية المواهب والأفكار عند الأطفال ليكون كل منهم بارزاً في مجاله الذي يختاره حسب مقدراته ومواهبه التي اكتسبها لنحقق الطفرة المرجوة من التعليم في كل مجالات الحياة، والنشاط الاجتماعي في مجال الهندسة والطب والقانون لأن تنمية العقول هنا تأتي بالبداية الصحيحة بصيغته الأخلاقية والمهنية وبلا شك هذا ينعكس لنا خيرا ونفعا في كل مجالاتنا الثقافية والعدلية حيث يكون المتعلم العاقل هو الذي ينظم الحياة بفطرته الأخلاقية دون اللجوء إلى النظم لأنه بطبعه وبتدينه أصبح نافعاً وهنا يصدق علينا صحيح العبارة التي تقول "الضبط الاجتماعي قبل الضبط القانوني" وهذا ما تنشده كل المجتمعات وبهذا يخرج لنا الدستور الاسلامى الذي يحقق العدالة الاجتماعية المنشودة وقيام الدولة الرسالية التى تعانق اشواق الحادبين على التطبيق الاصلي لقيم الدين والشريعة فى دولتنا الفتية وبالله التوفيق. بقلم/ محمد حمد الشيخ إدريس