دبلوماسيون غربيون داخل (الحوليات)..! الخرطوم: وجدان طلحة وصَفَت الإدارة الأمريكية، عبر السيد جوزيف استانفورد القائم بأعمالها في الخرطوم، العلاقات الدبلوماسية (الأمريكية- السودانية) ب(المتعثرة)، وأنها تواجه الكثير من التعقيدات. وأنهم ماضون لأن يطوروا علاقتهم الدبلوماسية الشعبية. والأمر يبدو جلياً بالزيارات المتكررة للدبلوماسيين الغربيين لمسيد الطرق الصوفية، وتفقد الخلاوي ومتابعة حلقات الذكر والنوبة والمديح النبوي الشريف بهدف توطيد العلاقات مع المشايخ بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة. احترام الأديان وفي هذا الشأن نلحظ زيارات متعددة قام بها سفراء عدة، منهم سفير الاتحاد الأوربي توماس يوليشني وسفير إيطاليا أرماندو باركو، لمقر احتفالات المولد النبوي الشريف بميدان الخليفة في أمدرمان؛ نال الحضور استحسان شيوخ الطرق الصوفية ومريديهم. السفراء عبَّرو عن سعادتهم للمشاركة في المولد النبوي الشريف، ومضى توماس في حديثه أن الشعب السوداني شعب مسلم ومسالم ومحب للرسول، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم يحترمون الأديان. كما تحدث سفير إيطاليا أرماندو باركو في خيمة الطريقة السمانية قائلاً: هذا الحشد الكبير يدل على التسامح والتفاهم والاحترام. قبول وتسامح أوضح الكاتب الصحفي بابكر فيصل في حديثه ل(السوداني) أن أمريكا وضعت ضمن خططها ثلاث أولويات؛ هي استكمال استحقاقات نيفاشا، وإيجاد حل شامل لقضية دارفور، ومحاربة الإرهاب في السودان. وهذا الملف فيه بُعد حكومي في التعامل مع الحكومة بخصوص الملفات الأمنية. يُتابع فيصل قائلاً: أن الدبلوماسيين الغربيين اكتشفوا فيما بعد أن هناك قاعدة عريقة عريضة، ورؤية متسمة بالقبول والتسامح مع الآخر، إشارة منه إلى (الصوفية) على النقيض من المدارس الأخرى. وحول ذلك يقول فيصل: نلاحظ أن السفير النرويجي مورتن أسيلاند درج مؤخراً على حضور حلقة الذكر السمانية بمسيد العارف بالله الشيخ قريب الله، وفيما يبدو أن استمتاعه بالذكر والنوبة بجانب الشيخ يُفَسِّر لنا هذا المنطق الذي يعكس أن هذه الجهات الدبلوماسية لديها رؤيتها للواقع السوداني المتغير. ومن جهة أخرى يرى فيصل أن هذه الدبلوماسية جاءت متأخرة مستدركاً (المهم أنها وصلت... أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي). دبلوماسية ناعمة (الدبلوماسية الناعمة). هكذا أسماها الناقد مصعب الصاوي في حديثه ل (السوداني) مشيراً إلى أن الدبلوماسي (الذكي) هو الذي يتعامل مع قوى (المجتمع الحية). أو ما يُسَمَّى (بمؤسسات المجتمع المدني) التي تشمل القطاعات الرياضية والمنظمات العاملة في الشأن الإجتماعي من تعليم وصحة، إضافةً الى الأنشطة الخدمية للفقراء والمسنين، والمنظمات الطوعية والإنسانية. ويشير إلى استهداف (الدبلوماسية الناعمة) كما أسماها الصاوي لفئة الشباب والطلاب خاصة عن طريق تصميم برامج التدريب المتقدمة؛ مثل كورسات اللغات وزيارات الطلاب للخارج، إضافةً إلى المنح الدراسية ودعم كل من علوم معينة بذاتها والمناشط. أسباب منطقية وعن أسباب اتجاه عدد من السفارات الغربية لبناء علاقات مع رموز المجتمع الصوفي، يقول الصاوي أنها أسباب عدة، من أبرزها أن الصوفية قطاع عريض واسع يضم أطياف سياسية واجتماعية مختلفة، كما أن الصوفية منفتحة على الآخر، أياً كان معتقده أو خلفيته أو لونه، وبالتالي وجد الدبلوماسيين في الصوفية خير تمثيل في الشخصية السودانية بتنوعها واعتدالها ووسطيتها. كما أن التجمعات الصوفية تعكس صورة حية للإسلام السوداني، وفيها تجسيد تفصيلي للشخصية السودانية، سلوكاً وأدوات وإيقاعاً ويشمل كذلك الزي، وهذه التفاصيل مجتمعة تعكس الجانب النفسي في تكوين الشخصية السودانية. حكومة مسالمة اما المحلل السياسي عبد الخالق الشايب فقال ل(السوداني) :(عندما حَدَثَت الثورة فى مصر واعتصم المتظاهرون فى ميدان التحرير، لم تستطع امريكا أن تتواصل مع الشعب؛ رفض الشعب التعامل معها لأنها لم تتخذ موقفاً واضحاً تجاه مبارك, وأضاف: أكثر من (20) سنة كان تركيز أمريكا متجها إلى تقوية علاقاتها مع بقية الدول، مع الحكومة وليس الشعب, وكون أن الإدارة تتجه إلى خلق علاقة مع الشعب فهي تريد بهذا أن تثبت للشعب أن أمريكا مسالمة كحكومة، وأنها لا تدعم خط حكومة ضد معارضة أو معارضة ضد حكومة.. وتعرف أن الصوفية لهم تأثير كبير على المجتمع وبهذا تضمن قُربها من الشعب، وقال إن بعض المفكرين فى أمريكا يرون أن الإدارة الأمريكية استثمرت وقتاً طويلاً في دعم الحكومات وليست الشعوب.