طالعت أمس خبراً في صحيفة قوون الرياضية يفيد بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم أمهل الهلال (24) ساعة لسداد متأخرات المدرب السابق كامبوس واللاعبين يوسف محمد وإيفوسا البالغة ستمائة ألف دولار أمريكي وبالطبع لن يكون هذا المبلغ هو الأخير فهناك الكثير من المطالبات التي تنتظر إدارة النادي من لاعبين سابقين وحاليين يقفون في الصف. وإن كان هذا هو حال الهلال فإن الأمر في المريخ أخطر إذا وصل الأمر إلى الفيفا ويكفي أن نشير فقط إلى حقوق وارغو البالغة أربعمائة ألف دولار، ويدفع المريخ الآن شهرياً أكثر من سبعين ألف دولار كرواتب للاعبين الأجانب والمدرب الكوكي ومساعديه وبالكيد إن فكر في التخلص منهم سيحتاج لقرابة المليون دولار وبالتالي فإن القادم أسوأ وليس أحلى كما يقول الصديق العزيز والزميل حافظ خوجلي. يحدث كل ذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم وبلادنا على وجه الخصوص بعد ارتفاع سعر الدولار الذي انعكس على كل مناحي الحياة فلم يعد المواطن يستطيع الايفاء بضروريات الحياة مثل الغذاء والعلاج والتعليم ناهيك حتى المصانع والشركات لاتستطيع توفير عملة صعبة لاستجلاب قطع غيار وهي بالطبع أهم من اللاعبين والمدربين. ولا أحد ينكر أن بعض اللاعبين والمدربين الأجانب وضعوا بصمة علي الكرة ونذكر منهم علي سبيل المثال في الهلال الثلاثي النيجيري كلاتشي وقودوين ويوسف محمد والزمبابوي إدور سادمبا وفي المريخ الفقيد إداهور وكلاتشي باسكال والمدرب الألماني اتوفستر والفضل في ذلك يرجع للسيدين صلاح إدريس وجمال الوالي ولاننكر أن هذه الأزمة تعاني منها أندية عربية أيضاً وكمثال الأهلي المصري الذي اضطر لبيع ثلاثة من افضل لاعبيه على رأسهم الثنائي أبوتريكة وجدو وفشل حتى في تسجيل سادمبا ويعاني الزمالك أكثر بل حتى في السعودية نفس الحال وفي الأردن قبل أيام رفض لاعبو فريق الفيصلي الحضور للتمرين لأن المجلس فشل في منحهم مرتباتهم وحوافزهم. ولكن نقول بكل صراحة أنه قد حان الوقت لرفع شعار (لا للأجانب ) ولنعتمد فقط علي اللاعب المواطن لأننا بالأجانب لم نحقق بطولة وأفضل الإنجازات في الهلال والمريخ كانت باللاعبين الوطنيين فقط الهلال 1987 و1992 والمريخ 1986 و1989 و1994 ولتحول هذه المبالغ لإنشاء مدارس سنية بالأندية ويضع لها اتحاد الكرة منافسة منتظمة وبرعاية وسنجني ثمارها بلاشك وأمامنا تجربة منتخب الامارات الذي بدأ من الناشئين وحقق بطولة أمم آسيا ثم دورة الخليج ويتصدر الآن مجموعته في تصفيات كأس العالم وأيضا منتخب شباب مصر الذي فاز ببطولة أمم إفريقيا الأخيرة للشباب وصعد لنهائيات كأس العالم التي تقام بتركيا الشهر القادم. صحيح أن الدولة رفعت من قبل شعار (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) ولكنها فشلت فدمرت مشروع الجزيرة وأصبحنا نستورد المأكولات والملبوسات . اطردوا الأجانب قبل أن (تطردنا ) الفيفا من المنافسات.