وسط الرمال الحمراء والجبال الشاهقة ، وأشعة الشمس الحارقة التي تلفح جسده النحيل من كل جانب يمتطي الطفل عبدالرحمن احمد حماره بكل أريحية بطوكر بولاية بورتسودان، ويقطع عبدالرحمن كل تلك المسافة التي تبعد عن قريته ساعاتين من الزمان هذا المشهد الذي أتعبنا عندما نظرنا اليه وهو يمشي في صحراء قاحلة ينعدم فيها حتى ظل الأشجار الذي يمكن لشخص أن يستعين به إذا أعلن جسده التعب، ولكن كل هذا لم يكن غريبا على عبد الرحمن الذي قال ل(السوداني) بصوت طفولي (أنا بمشي يوميا هذه المسافة وما بخاف وكل يوم أنا بمشي (برد) الموية من البير عشان البير البمشي ليها دي مويته ما مالحة يعني صالحة للجبنة وهسي ناس البيت بكونوا منتظريني عشان عايزين يشربوا الجبنة عشان كدا أنا ماشي) وبعدها أعلن حماره الرحيل وأصبحنا نسمع خطواته على مسامعنا (دج ،دج)...