ضحك بلا أسنان..! -1- ظهر مرشد الإخوان الشيخ محمد بديع بميدان رابعة العدوية أمس على نحو مفاجئ! مصدر المفاجأة أن الخبر الذي راج على نطاق واسع هو أن الرجل وآخرين من قيادات الإخوان قيد الاحتجاز وتحت التحقيق. بديع تحدث لخمسين دقيقة بلغة حماسية لم تشوش على رسائله السياسية، تحدث وسط حضور جماهيري كثيف لمؤيديه. أهم ما قال إنهم سيظلون متمسكين بخيار المقاومة السلمية. (أيوه كدا يا بديع). المسيطرون على الأوضاع في مصر بعد عزل مرسي لا يسرهم ذلك، لا سيما وأنهم في انتظار خطاب على نحو مختلف يعطي مبرراً للإجراءات الاستثنائية ومسوغاً لاتخاذ المزيد منها في الأيام القادمة! سلمية مقاومة الإخوان تضع عدلي القاضي الدستوري والسيسي رجل الجيش والبرادعي حليف الدول الغربية في مقام الحرج أمام أنفسهم والآخرين! نفي صفة الانقلاب تتطلب التسامح مع الإخوان والتقيد بالقانون والتجمل أمام مرآة العالم الخارجي! والحد من تأثيرهم ونفوذهم يفرض التوسع في الاستثنائيات الاحترازية والعقابية! وبديع يقول ضمناً: (تلقوها عند الغافل) مقاومتنا السلمية ستكون أقوى من الرصاص والمتفجرات -2- صديقنا المبدع فوزي بشرى بقناة الجزيرة أبرز صوت إعلامي في ثورات الربيع العربي كتب على صفحته في الفيس بوك (تساقطت ثمار الثورة المرة ولم يطل الصباح بعد.. محطات فضائية أغلقت من بينها الجزيرة.. كم كان محزناً أن ترى من يعتبرون أنفسهم نخبة مصر السياسية وحراس وجدانها الديني ينحشرون جميعاً في بزة السيسي العسكرية ناسين أن البزة تتسع لجنرال واحد.. يا للخفة!). عزيزي فوزي: مع اختلاف الأزياء لكن المصلحة واحدة، السيسي في حاجة لجلابيبهم وبدلهم ليقول ما حدث ليس انقلاباً وليبرر إدخال أصابعه في الطبيخ السياسي! وهم في حاجة لبزته العسكرية لتنجز ما عجزت عنه صناديق الاقتراع، وأحلام مستغانمي تقول في ذاكرة الجسد: (وهكذا، تكمن عبقرية العسكر، في اختراعهم البزة العسكرية التي سيخيفوننا بها. ويكمن دهاء رجال الدين، في اختراعهم لثياب التقوى التي سيبدون فيها وكأنهم أكثر نقاءً وأقرب إلى الله منّا. وذكاء الأثرياء، في اختراعهم توقيعات لكبار المصممين. كي يرتدوا من الثياب ما يميزهم عنّا، ويضع بيننا وبينهم مسافة واضحة)!! -3- على سيرة الانقلابات العسكرية ستزدان المكتبة السودانية قريباً بكتاب من تأليف أستاذنا إدريس حسن يحمل عنوان (قصتي مع الانقلابات العسكرية)، مشكوراً أهدى لي نسخة منه مع إهداء رقيق على صفحته الأولى. الأستاذ إدريس حسن مخبر صحفي من طراز فريد لم تنجب الصحافة السودانية مثله طوال الخمسين عاماً الماضية، فهو صاحب أهم الخبطات الصحفية في تاريخها فهو شاهد عيان وصانع أحداث. ولإدريس حسن أنف شديدة الحساسية تجاه الانقلابات، يجد ريحها على أبعاد متفاوتة قبل خطوات التنفيذ. عملت مع الرجل بالعزيزة (الرأي العام)، كان حينما يغلق عليه مكتبه ويمضي إصبعه نحو هاتفه الأرضي تهطل الأخبار على الصفحة الأولى وتفيض! الكتاب لا يستحق القراءة فقط بل المدارسة واستنباط العبر! باطلاعك على الكتاب ستدرك أن تاريخ السودان الانقلابي يتم في غرفة واحدة وبتفاصيل متشابهة لدرجة التماثل وبقاموس مشترك، وستجد نفسك مضطراً لتغني مع عقد الجلاد: المناظر هي زاتا الصور نفس المشاهد الشوارع والبيوت الأماكن والمقاعد والزمان ثابت مكانو والرقم اللسه واحد. -4- في صحف الأمس، جاء على صفحات الأخبار (توجيهات للأمن بحسم أي محاولة للاستيلاء على أصول مشروع الجزيرة)!! على من يضحك هؤلاء بفم خال من الأسنان؟!! (هو فضل فيها حاجة)؟!!