(السيسا).. محاولات لقصم ظهر المتمردين تقرير: محمد البشاري هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته كعادتهم كان رجال المخابرات وأصحاب النظارات السوداء حضورا فى الموعد المضروب لهم لحضور الورشة التى نظمتها لجنة الأمن والمخابرات فى إفريقيا وبحضور مدراء المخابرات الأفارقة بعنوان الحركات المسلحة والمجموعات السالبة وارتباطها بالجريمة المنظمة التى استضافها جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقاعة الصداقة أمس، سخونة الأجواء بسبب الحديث عن الحركات المسلحة غطى على البرودة العالية بالقاعة. الكيل بمكيالين (10) سنوات هى عمر لجنة أمن ومخابرات إفريقيا التى يطلق عليها إسم (السيسا) ، ورشة لجنة السيسا بالخرطوم حظيت بحضور عدد كبير من مدراء مخابرات الدول الإفريقية لبحث أنجع الحلول للقضاء على الحركات المسلحة والمجموعات السالبة فى القارة، سبق الورشة اجتماع التأم يومي 17 و18 من الشهر الجاري للخبراء للتحضير لفعاليات الورشة، الحذر سيد الموقف هكذا الحال لدى رجال المخابرات المنتشرين عند مدخل القاعة حيث الدقة فى إجراءات دخول المدعوين للورشة، الجلسة الافتتاحية للورشة تأخرت قليلا عن الزمن المضروب لها ومن ثم انطلقت الجلسة ليطلق بعدها المتحدثون أحاديث نارية بشأن ما تواجهه القارة من تهديد بسبب الحركات المسلحة والمجموعات السالبة، النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه اتهم الحركات المسلحة بأنها ظلت تحكم بالإعدام على كل من يجنح للسلام، ومضى طه للتدليل على الأمر بخطوة الحركات المسلحة باغتيال قادة حركة العدل والمساواة محمد بشر وأركو ضحية لانضمامهم للسلام، مشددا على أن الحركات المسلحة استمرأت الحرب باعتباره مصدرها المادي لتوفير الدعم. النائب الأول اتجه للتشديد على أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين تجاه تعامله مع القضايا برفضه للإرهاب وفى نفس الوقت يفتح ذراعيه ومؤسساته لدعم الحركات المسلحة الخارجة على المواثيق الدولية، ومضى للتأكيد على أن قضية دارفور ما كان لها أن تبلغ ما بلغت إن تم حلها فى الإطار المحلي لكنه عاد وقال إن سلوك الحركات المسلحة أدى لتشعب القضية. طه الذي كان يخاطب الجلسة الافتتاحية لورشة السيسا الإقليمية حول الحركات المسلحة والمجموعات السالبة وارتباطها بالجريمة المنظمة التى استضافها جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقاعة الصداقة أمس أشار الى أن الحكومة سعت لتدمير المخططات التى أحكيت ضدها وتفنيد الحجج عبر التمسك بالسلام، وأضاف: "الحكومة تسعى لاستكمال سلام دارفور ومازالت أيديها ممدودة للسلام"، مشددا على أن الأمن الإفريقي يواجه بتحديات وأجندة متحركة ساهمت فى بذر الأزمات وإحداث الخلل، وأردف: "لابد من مواجهة الأمر بكل القوة والحسم". تجمع الحركات بالمقابل أطلق مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول مهندس محمد عطا المولى عباس أحاديث نارية عندما اتهم بعض الدول الإفريقية بمساعدة الحركات المسلحة بالبلاد بعد أن ضعفت وبارت بضاعتها والتى بدأت تتجمع الآن فى شكل جبهوي وأسماء رنانة لممارسة وارتكاب الجرائم البشعة ضد المواطنين تقتل الضعاف وتنهب الممتلكات وتدمر البنيات التى بنيت من عرق الشعب السوداني الكادح بجانب أن الحركات أصبحت معوقا للتنمية فى السودان والمنطقة. مدير المخابرات أماط اللثام وكشف عن مشاركة حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل فى عمليات القتل والنهب والاختطاف فى دولة ليبيا، ووصف الحركات المسلحة بأنها عين الإرهاب وجرائمها بالجرائم البشعة، وأكد عباس على أن تحقيق السلام ظل أولوية للحكومة عبر مدها لأياديها للسلام وسعيها لحل القضايا الداخلية عبر الحوار لكنه شدد على أنه لا تفريط فى حماية المواطنين وأمنهم وسلامة ممتلكاتهم فى كل ربوع البلاد، وأشار الى اعتماد مؤتمر منطقة البحيرات لقرار صنف فيه الحركات المسلحة فى السودان بالحركات السالبة، داعيا الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي لاعتماد القرار وتبنيه لإيقاف الدعم والإيواء للحركات المسلحة من قبل الدول الإفريقية. الأمين التنفيذي للجنة السيسا أيزك أمون أكد أن أنشطة الحركات المسلحة والإرهابيين أضفت التعاسة على مواطني القارة، ومضى لتصنيف دوافع المجموعات السالبة الى صنفين دوافع مادية ودوافع سياسية، وأشار الى أن المجموعات السالبة ذات الدوافع المادية تعمل فى جرائم النهب والسرقة وغسيل والأموال والاتجار بالبشر بينما تعمل المجموعات للوصول للسلطة لتحقيق أهداف مادية، مشيرا الى أن الوضع فى القارة الإفريقية تأثر كثيرا بالجرائم المنظمة، وتساءل عن كيفية حصول الحركات المسلحة على الأسلحة والذخائر وكيفية تنقلهم من دولة الى أخرى، ومضى للإجابة على تساؤله بقوله إن لديه قناعة كاملة بأن الحركات المسلحة لديها وسطاء يسهلون لها أمورها. الرجل لم يقف عند هذا الحد بل تخطاه لاتهام بعض القادة الأفارقة بدعم الحركات المسلحة، وكشف أيزك عن توصية سيدفع بها لمجلس السلم والأمن الأفريقي لإيجاد حل يحد من نشاط الحركات المسلحة فضلا عن دعوته لمجلس السلم لبذل مزيد من الضغوط على الدول التى تدعم تلك الحركات. مرض عضال بالمقابل يصف ممثل منطقة البحيرات العظمي لوامبا لوتمبا المجموعات المسلحة بأنها تشكل مرضا عضالا للقارة، مبينا أن الجريمة المنظمة تعتبر سببا لاستنزاف موارد القارة الغنية، ويقول الرجل إن الحركات المسلحة والمجموعات السالبة تشكل خطرا داهما بتسببها فى زيادة الفقر وجرائم الاغتصاب وتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر. الورشة التى اختتمت أعمالها أمس أوصت بتبني قوانين صارمة ضد الحركات المسلحة وضد الجرائم المنظمة التى ترتكبها بجانب دعوة المنظمات للكف عن دعم الحركات المسلحة فضلا عن الاتفاق على دعم المراكز الاستخباراتية بتبادل المعلومات بين الدول ورفع قدرات العاملين بالسيسا، رئيس اللجنة المنظمة للورشة اللواء أحمد إبراهيم مفضل أكد أنه تمت تسمية الدول الإفريقية التى تقدم الدعم للحركات المسلحة تدليلا على اتسام النقاش بالشفافية، مفضل أقر بأن التقاطعات السياسية فى دعم الحركات ستظل موجودة لكنه عاد وشدد على توافر الإرادة السياسية والتى يتم عبرها الضغط على الدول التى تأوي تلك الحركات، واتجه للقول بأن الحركات المسلحة تصنف بأفعالها لا بأسمائها عبر قيامها بممارسة الجريمة بكافة أشكالها من قتل وتدمير ونهب، وزاد: "دا كفيل بتصنيفها كحركات إرهابية".