(هامش أول).. بعض الناس من أفراد أي مجتمع، يقع على عواتقهم تعديل انحراف (النظر) الذي يحيط بالبعض ويجعلهم يحيدون عن الطريق السليم والمستقيم.. بعضٌ هنا وبعضٌ هناك.. السلطة الرابعة والمصلحون الاجتماعيون وقادة الفكر والرأي وبعض المهن (كالمعماريين ورجال الدين والمؤرخين والمعلمين ورجال- ونساء- القضاء بشقيه الواقف والجالس و... و...)، وزعماء القبائل والأعيان والنقابيون و(قليل من) الساسة.. كل هؤلاء وغيرهم، هم من يقودون المجتمع ويصححون المسار ويستحثون الخطى. (هامش ثان).. تغيير المعتقدات والثوابت والعرف والمتفق عليه والموروث يصعب على البعض؛ ولو ثبت، بعد حين، عدم صحته وتجاوز الزمن له.. أو أن هناك من تشجع وبادر بالتوجيه ب(الإصلاح) أو التعديل أو، أحياناً، بالمساعدة في تغييرٍ ما. (مثال مضحكٍ مبك): معظم العاملين بالأسواق من الذين يصلون الظهر والعصر في جماعات بقرب متاجرهم، وخاصة بالفرندات أمام الدكاكين، (تنحرف) قبلتهم عن الوجهة الصحيحة؛ فهم يفرشون الفرش- بالضرورة- متوازٍ مع اتجاه الحوائط والأعمدة، أي في اتجاه الشرق تماماً، وفي أحسن الأحوال تميل سجادة الإمام بضع درجات في اتجاه القبلة الصحيحة. انتهى. جربت عدة مرات (مساعدتهم) بالبدء في الفرش على زاوية تقترب من 42 درجة؛ حيث هي الزاوية الأقرب من الوضع الصحيح للقبلة بمنطقتنا، بالتقريب.. ينظرون لك شذراً ويصلون معك كرهاً ويسمعونك اعتراضاتهم همساً، وبذهابك تنتهي مراسم التغيير وتعود (ريمة) لقبلتها القديمة.. ومفيش فايدة.. الحالة (حسين خوجلي): أحد المؤسسين والمساندين بقوة للوضع (النحن فيهو ده).. وهوبااااا، نراه الآن ينتفض وينفخ ريشه؛ وهاك يا توبة ويا نصائح ويا نسف لأفكار (بالية وعقيمة ومودرة بالفعل).. ويناديه صديقه (من وراء حجاب): بعد إيه.. بعد إيه، جيت تصالحني.. بعد ماودرت (وطني).. جيتَ تشكي (وتبكي).. ليَّ ليه؟؟ حسين (بك) أوقف حراك الناس (بالجملة) وحولهم لمشاهدين (مدمنين) لمسرحية (النجم) الساطع الواحد!!.. حسين سيستمر إلى أن ينضب (المعين) وينفض (المعلنين).. وأحسب أنه لن يغير شيئاً. حالات (صحفية) مشابهة: الصغير والكبير، الشيوعي والكوز، الأنصاري (والقايم سداري)، الختمية (والرجعية) وغيرهم وغيرهم.. (حتى النميري ومجموعته) يعرفون ويحفظون (عن ظهر قلب) كل الخطوات والمراحل الطويلة من الكفاح التي أتت بالاستقلال (بلا شق ولا طق) كما قال الزعيم (رغم أنف أباذر) الأزهري وصحبه الوطنيون (نمرة واحد- الأصلي).. الإعلام بكل أفرعه أصبح يعيد ويزيد، ولا يأتي بجديد.. وفجأة يخرج علينا (أستاذي) والزميل والصديق عثمان ميرغني، صاحب أشهر عمود صحفي (حديث المدينة) بالغراء، صحيفة "اليوم التالي" ليقزم الاستقلال العظيم ويختصره في: "لحظة" رفع العلم في سارية القصر الجمهوري صبيحة ا يناير 1956، فيما يشبه التشويش على ناس (الفرح) الاستقلالي.. يحق لعثمان ولكل من يريد التنبيه لتواريخ (وطنية) أخرى للاحتفاء بها.. لا ضير.. ولكننا لن ننسى ماحيينا استقلال الوطنيين وفي مقدمتهم الزعيم الوطني الخالد (والمتفق عليه) المناضل والشهيد إسماعيل الأزهري.. كُثر، بهذا الوطن، ذهبوا لمزبلة التاريخ.. وأكثر منهم، س(يذهبون).. وسيبقى الوطن.. قِبلتُنا.. كلمة ورد غطاها