قطعا لا أحد من قرائكم بحاجة إلى درس إضافي حول عظمة سنار فهي شمس الله التي سطعت أوان انحسار الشموس في المشارق وفي قرطبة وإشبيلية ليبقى النبض القدسي يؤذن بأن جذوة الحق مستكينة في الأرض، وأن غرسة الإيمان مؤتية اكلها كل حين- يهمل سقيها وريها الولاة والعابثون في بغداد ودمشق والأندلس فتراها مصفرة- ثم لتستوي على سوقها على يد أولي العزم هنا في سنار ف(سنار) قبل كونها سلطنة ومشيخات وإدارة فهي حالة إيمانية ساطعة وبرهان من الله عز وجل على أن أثوار القداسات ماضية إلى حيث يريد لها- ولا انقطاع. هذا واكثر منه يعلمه قراؤكم الكرام، وقد نزيد بعضهم علما بأن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (المعروف اختصارا ب(ايسسكو) تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي اسمه القديم المألوف- ومقرها الرباط بالمغرب) إدراكا منها لمنزلة هذه المدينة المباركة في مسيرة تاريخ الإسلام في المنطقة ضمنت برامجها احتفالية تكريم للمدينة في العام2017م ومثل هذه الالتفاته تثلج قلوبنا إذ تلحق سنار اهتماما وتكريما بكبريات المدن الإسلامية التي نالت حظها من عناية الايسسكو: مدينة فاس (القرويين) وتونس (الزيتونة) والقاهرة ودمشق وجاكرتا وغيرها من مراكز الإسلام عبر التاريخ. تهيأ لشخصي أن أشهد بعض هذه الاحتفالات أو أشارك في الاعداد لها بحكم عملي في المنظمة المذكورة، وأعرف متطلبات هذه المهرجان وتوقعات عشرات المشاركين فيه من منسوبي المنظمة والعلماء من الخارج المدعويين للحضور والمداخلة وتهيأت الاجواء من قاعات وفنادق وإجراءات لوجستية تؤمن الانتقال للمواقع والعناية بالأوراق المقدمة والبحوث إلقاء وترجمة ونشرا مع تأمين سائر العروض المناسبة الكفيلة بإبراز روح المدينة، فكرها وتراثها ومسيرتها في التاريخ وهذه المهرجانات ليست نزهة للعلماء والوفود المشاركة كما انها ليست زيارة عابرة للمدينة بل هي مجال للتعرف العميق والاستقصاء والبحث عن مدلولات الحدث السناري في عمقه البعيد. ذلك فهل يراني القراء مشفقا على سنار؟- لا انكر من باب معرفتي بالمدن التي جرت فيها تلك المهرجانت الثقافية، رغم أني التقيت مصادفة من أشهر مضت في مدينة (بحر دار) الإثيوبية أحد كبار المسؤولين لتنظيم هذا الحدث الكبير وبدأ لي مطمئنا على الحال، بل أطلعني على خطة الولاية في منشور كان معه وتحدث لي بثقة كبيرة مطمئنة. على أي حال اود أن أقترح اقتراحا- أقدمه وأن منه في بعض الشئ لخاطر أصدقاء وزملاء دراسة- أولاد سنار الأعزاء، الإخوان مهدي إبراهيم وبروف مأمون حميدة والوهباني والفاتح عباس وأولاد عدنان سعد وسعيد ما يزعلوا مني أما اقتراحي فهو أن يقام هذا المهرجان بالخرطوم على أن تنظم زيارات راتبة لمدينة سنار ومعالمها التاريخية. وكذلك لا ينقبض مني الرسميون بالولاية إذا اردفت الاقتراح بآخر فحواه أن يوكل لجامعة أفريقيا العالمية وغيرها من الجامعات ومراكز البحوث التخطيط للحدث والاشراف على تنفيذه، ينشغل به من الآن أستاذنا حسن مكي لاسباب ليست خافية، فما رأيكم دام فضلكم؟. وفي كل حال فإن سنار هي موئل عزنا وحارسه مجدنا وتاج رأسنا.