بسم الله الرحمن الرحيم للنجاح الانضباط.. وتحقيق النجاح!! هل أنت في حاجة إلى تطوير لغتك الإنجليزية ولكنك لا تجد الوقت الكافي لذلك؟ وهل لديك رغبة جادة في ممارسة التمارين الرياضية اليومية ولكن مشغولياتك الكثيرة تمنعك من ذلك؟ فإذا كانت إجابتك (نعم) فذلك يعني: إمَّا أن تكون مشغولاً جداً أو أنك تعاني مشكلة حقيقية في الانضباط.. والانضباط هو: "التزامك بعمل الأشياء التي تقودك إلى تحقيق أهدافك.. سواء أكنت تحب عمل تلك الأشياء أم لا".. والواقع أن الكثيرين منا يعرفون الأشياء التي ستقودهم إلى ما يريدون.. ويستطيعون القيام بها.. ولكنهم بدلاً من ذلك فإنهم يشغلون أنفسهم بأشياء لن تقود إلى نجاحهم أبداً.. يقول تريسي براين في كتابه الانضباط: "يمكنك أن تعرف كل أسباب النجاح ولكنك لن تنجح إلا إذا طبقت تلك المبادئ". أعرف شباباً كثيرين مؤهلين للعمل في كثير من المجالات.. وهم في حاجة إلى المال الذي سيحصلون عليه من أعمالهم.. ولكنهم لا يعملون.. بل ولا يقضون يومهم في البحث عن عمل.. وإنما يقضونه في المؤانسة مع الأصدقاء وتصفح الإنترنت ومشاهدة القنوات الفضائية.. ويسهرون ليلهم في المكالمات الهاتفية الغرامية.. والحقيقة أن الإنسان -بطبيعته- يحب الاستمتاع والراحة ويبغض الألم والحرمان.. ولكن -الواقع- أن المنضبطين هم أكثر الناس استمتاعاً في هذه الحياة.. ففي نهاية يوم العمل الشاق يذهب رجال الأعمال والأطباء والسياسيون إلى بيوتهم الجميلة وهم يمتطون سياراتهم الجميلة ويتناولون الغداء مع زوجاتهم الجميلات ويمرحون مع أطفالهم الجميلين.. أمَّا الذين لا ينضبطون فإن أغلبهم يخشون الرجوع إلى البيت حيث النكد والمشكلات وارتفاع ضغط الدم.. أظن أن الكثيرين يعرفون ما أنا أتحدث عنه تماماً!! يقول تريسي براين: "إن أكبر عدو للنجاح هو أن الكثيرين يقومون بعمل الأشياء السهلة والممتعة بدلاً من أن يقوموا بعمل الأشياء الصعبة والمهمة" فالخروج لممارسة التمارين الرياضية أمر صعب ومهم بينما الجلوس في البيت ومشاهدة التلفاز أمر سهل وممتع.. والخروج منذ الصباح الباكر للبحث عن فرصة عمل أمر صعب ومهم بينما التسكع مع الأصدقاء والمؤانسة معهم أمر سهل وممتع.. ولكن مهلاً! فالأمور لا تقاس هكذا.. بل تقاس بنتائجها.. فما النتائج التي حققناها مما نقوم به؟ الدكتور إبراهيم الفقي -رحمه الله- يقول: "إننا -أحياناً- نعمل الأشياء التي تضرنا وذلك لأننا نربطها بالمتعة.. ونتجنب الأشياء التي تنفعنا وذلك لأننا نربطها بالألم" فالتدخين والمخدرات مرتبطة بالمتعة عند من يتعاطونها لأنهم يفكرون في اللحظة ولا ينظرون إلى العواقب.. وكذلك الحال مع الرياضة فهي مرتبطة بالألم عند من يتجنبونها لأنهم يفكرون في مجهودها الشاق ولا ينظرون إلى نتائجها الإيجابية.. ومثل هذا الربط أمر وهمي قد يحاول البعض أن يخدعوا به أنفسهم لبعض الوقت ليتجنبوا مشقة الانضباط. وهنالك أناس آخرون لا ينضبطون لأنهم قد اعتادوا على نمط معين من الحياة بحيث يصعب عليهم الخروج من ذلك النمط.. وذلك ما يسميه علماء النفس (منطقة الأمان أو منطقة الراحة) فتجد شخصاً يستيقظ عند العاشرة صباحاً كل يومٍ فإذا استيقظ ذلك الشخص في أحد الأيام عند السادسة صباحاً لظرف ما فإن كل يومه سيسوء لذلك.. وتجد آخر اعتاد الإقامة في بيت والديه في إحدى القرى الصغيرة.. فإذا اضطرته الظروف إلى العمل أو الدراسة في مدينة بعيدة عن بيت والديه فإنه سيشعر بعدم الراحة وستنتابه رغبة قوية في الرجوع إلى قريته حيث الحياة التي اعتاد عليها.. الدكتور عبدالمنعم العميري في كتابه: (رسالة لمن يريد النجاح) يقول: "المكوث في منطقة الراحة يجعل الشخص لا يبحث عن الأشياء الجديدة.. ولا يسعى إلى تطوير نفسه.. بل يُبْقِي كل شيء في حياته وعالمه على ما كان عليه وشعاره في ذلك: ليس بالإمكان أحسن مما كان".. إذن هي دعوة صادقة للانضباط.. ولنتذكر دائماً أن المعرفة وحدها لن تحقق النجاح بل لا بٌدَّ من الالتزام بتطبيق تلك المعرفة. فيصل محمد فضل المولى هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته