احتفظ بهذه الصورة في ركن من الذاكرة، وأقلب صفحات ثورة الإنقاذ الوطني مؤقتًا، وأحاول أن أتأمل بعض المشاهد التي نطالعها في هذا السفر، وأرجو أن نتذكر مقولة الشيخ الترابي للبشير عند قيام ثورة الإنقاذ الوطني (فلتذهب إلى القصر رئيساً، ولنذهب إلى السجن حبيساً)لإعداد الشعب للنظام الجديد، في طور تجهيز أركان الدولة، تنفيذاً للمشروع الحضاري، استلفت النظر أيضاً إلى إصرار البعض على ربط سياسة الماضي المبنية على التمكين بسياسة اليوم المبنيه على الانفتاح، لايغيب عن بالك عزيزي القارئ العبر والدروس التي مرت بها الحركة الإسلامية منذ اختلاف وجهات النظر بين المؤتمر الشعبي والوطني، ألم يكن هذا الانقسام السياسي سبباً في إضعاف ثورة الإنقاذ الوطني في الوصول إلى أهدافها، تلك فترة لم يحدث خلالها استقرار في ربوع الوطن، الأمر الذي فرض على الطرفين اللجوء إلى التوافق على برنامج عمل يعالج أزمات البلاد، لا نريد نبش الماضي وحكمتنا في ذلك عفا الله عما سلف. إن اللحظات التي ينتظر فيها الشعب السوداني بصفة عامة والإسلاميون بصفة خاصة معالجة الأزمات السياسية قد حان وقتها، فإذا أرادت الأحزاب السياسية ذلك أم لم تريده، فالقدر المتيقن أن خطاب الإسلاميين يصب مباشرة في ذلك الاتجاه، أعني لقاء البشير والترابي موصول بضرورة توحيد الصف وتمهيد الطريق أمام الأحزاب السياسية للنموذج الديمقراطي في الحكم. إن الحركة الإسلامية أدركت خطورة المرحلة والتحدي وشقت طريقها نحو وحدة الإسلاميين ووضع النقاط على الحروف بروح المسؤولية وتعاملت مع الوضع الراهن ببعد نظر وأدركت أهمية الحوار الوطني من أجل هذا الشعب الأبي .إن الحركة الإسلامية لا تخشى أحداً هي من الشعب وللشعب، تنظيم الحوارات سمة من سماتها ولذلك أقول لك ياسيادة الرئيس إن الشعب السوداني راضٍ تماماً بالحوار الوطني الذي أصبح مصدر فخر لأهل الغرب قبل أهل الشرق ولأهل الجنوب قبل أهل الشمال، حيث يظل ترسيخ قواعد الديمقراطية، والتزام جميع الأحزاب بقيمها ومبادئها هو طوق النجاة والسياج الحقيقي الذي يحرس الدولة، ويصون استقرارها، ويؤمن تقدمها لبلوغ غاياتها الكبرى، وبالقرارات التي صدرت من المائدة المستديرة حتى الآن وغدًا نثبت للعالم أجمع في يوم العرس الديمقراطي في صناديق الاقتراع عندما يقف الشعب السوداني في طوابير طويلة ليختار رئيسه في ذلك اليوم و نردد عاش السودان حرًا موحدًا في تنوعه الحزبي. وعن ( العمل العام) سنحكي بإذن الله تعالى. بقلم /عبدالرحيم المبارك علي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته الفاتح