ذهبت (المشاوير)..وبقيت (العلاقات الأسرية).! الخرطوم: سمية بشير الظروف الأقتصادية غير المستقرة لعدد كبير من الشباب وعدم وجود فرص بالقطاع العام والخاص كذلك جعل الكثير منهم يسلك طريق مهن لم يتأهلوا لها مجتمعياًً أو أكاديمياًً لكنهم استطاعوا أن يتأقلموا مع تلك المهن لأجل كسب المال ولأجل الظروف الاقتصادية السيئة التي أجبرتهم على امتهانها، ومن هذه المهن مهنة سائق الأجرة (التاكسي) وذلك في محاولة لتوفير وضع مادي يساعدهم على الإيفاء بالعديد من المنصرفات. مهنة قديمة: بالمقابل تعتبر مهنة (سائق التاكسي) من المهن القديمة في المجتمعات والتي يحتاجها المواطن في حياته اليومية بشكل ملحوظ وشكل أصحاب هذه المهنة علاقات اجتماعية أمتدت حتى نطاق الأسر بالرغم من أنها في جوهرها-أي المهنة- أضحت في حالة يرثى لها وأصبحت تلوح باِشارات الاندثار أو التلاشي، حول هذا الموضوع نقبت (السوداني) وجاءت بالحصيلة التالية. علاقات أسرية: التوم إبراهيم-سائق أجرة- قال ل(السوداني): (أنا أعمل في هذه المهنة لفترة تقارب ال(20) عاماً جمعتنا ظروف العمل فيها بصداقات امتدت حتى الأسر، ساعدنا في ذلك وجود أصحاب (التكاسي) في مكان يجمعهم مخصص لهم، مثل محطة (التكاسي) بالمحطة الأسطى والمؤسسة بحري ومحطة الأستاد)، وأضاف:" سائقو (التاكسي) ناس قديمين وبتعارفوا، والعلاقات الاجتماعية ضرورية جداً في أماكن العمل المختلفة ومعظم زملاء المهنة بيتعارفوا وبيتواصلوا في معظم المناسبات الأفراح منها والأتراح، ومعايدة المريض ويتفقدون بعضهم عبر الهواتف حتى في غياب أحدهم عن مزاولة مكان العمل ويتبادلون الزيارات بصورة طبيعية للغاية، ويتداركون ظروف بعضهم حتى في المشاوير بعيداً عن المنافسة والتسارع حول الزبون لأنو نحن بنعتبر أهل وأسرة واحدة مع بعض). اسعار معقولة: عن أسعار الأجرة يقول التوم: (الأسعار معقولة بالنسبة للزبون، لكن الناس بتخاف من التاكسي بالرغم من أننا بنتفهم الظروف"، مضيفاً: "أنا عن نفسي أفضل الأجرة الشهرية والتراحيل لأنها مضمونة وأفضل من المشاوير العادية ولن أقبل بأي مشوار يأتي في زمن الترحيل". الرزق مقسوم: في ذات الموضوع يقول حسان عبدالرازق-سائق أجرة- ل(السوداني) إن مهنة سائقي التاكسي إحدى المهن الضرورية في الحياة اليومية ويعمل فيها لإعاشة الأسر والأولاد وتمثل مصدر دخل أساسي لهم، وأضاف: (سائقو التاكسي أصدقاء ويمثلون مجتمع أخوي بالتواصل في الأفراح والأتراح، ويقسمون حتى الأرزاق والمشاوير مع بعضهم وأي زول رزقوا مقسوم)، حسان يواصل في حديثه ل(السوداني): (بدأت العمل كسائق تاكسي أولاً بالعراق في العام(1981)م ومن ثم ليبيا والسعودية ومن ثم استقريت بالعمل في السودان لقرابة ال(15) عاماًً)، وعن العائد المادي يقول حسان: (الحمد لله يوم نلقى 200 جنيه ويوم نلقى 100، ويوم ما نلقى أي شي والزول برضى بالقسمة المكتوبة ليهو). علاقات وطيدة: من جانبه يقول السائق أحمد عباس ل(السوداني) إن مهنة سواق التاكسي مهنة بسيطة ومهمة جداً جمعت خريجي الجامعات وعدد من الفئات المختلفة، واستطاعت هذه المهنة أن تتكفل بمعيشة أسر عديدة من ذوات الدخل المحدود أو المتوسط، واستطاع أصحاب هذه المهنة ان يكونوا علاقات أجتماعية وطيدة مع بعضهم امتدت معظمها إلى الأسر والأقارب، ولازالوا محافظين على وجودهم بالرغم من قلة عملهم ولازالوا يحافظون علي روح التعامل بينهم.