* فضيحة أخرى لنظام الانقلاب الدموي في مصر العزيزة.. هذه المرة سقطت ورقة التوت عن سوءة نظام السيسي المرتجف.. السلطات الألمانية أطلقت سراح الأستاذ أحمد منصور الصحفي بقناة الجزيرة والذي تم توقيفه في مطار برلين وهو يهم بالعودة إلى الدوحة بعد إنجاز مهمة صحفية بامتياز في ألمانيا. * بدون تطويل ومقدمات بدأ التحقيق مع أحمد منصور.. المشهد المصاحب لخبر توقيفه والتنبؤ بترحيله لمصر كان مسرحا لتباين وجهات النظر بين العقلية الانقلابية الإرهابية الجاثمة على صدر مصر.. وعقلية البحث عن منفذ للصحافة لتؤدي دورها وتقوم بواجبها في كشف زيف الطغاة وقادة الديكتاتوريات الجديدة. * بلا مقدمات اكتشفت ألمانيا أنها ستفتح على نفسها باب جهنم إن هي قامت بتسليم أحمد منصور لسلطات القهر والظلم في مصر.. كل أحرار العالم.. كل المهتمين والباحثين والمحبين لهواء حرية الصحافة وقفوا صفا واحدا خلف هذا الإجرام العابر للقارات.. كان منطقيا أن يطلق القضاء الألماني سراح منصور.. وبهذا يوجه صفعة قاسية للدولة البوليسية في القاهرة.. حيثيات قرار إطلاق أحمد منصور حملت إدانة لكل مسرحيات المحاكم الهزلية في مصر الكنانة.. السلطات العدلية قالت إن الاتهامات المضمنة في طلب التوقيف المصري لا ترقي لتجريم صحفي ظل وفيا لمهنته.. السلطات العدلية الألمانية أبدت أسفها لهذا التجاوز الخطير لقيم القانون والعدالة وأعربت عن عميق أسفها لهذا الخلط المريع بين التجريم السياسي والملاحقة غير المنصفة لمن يعبر عن وجهة نظره في طريقة التعامل مع الصحافة والإعلام والناس في مصر بعد الإطاحة بنظام الحكم المنتخب في مصر. * غادر أحمد منصور محبسه.. غادر قفص الترحيل الذي كانت سلطات الانقلاب المصرية تظن أنه لن يخرج منه إلا داخل سجونها التي تحتشد بآلاف الأبرياء الأنقياء الذين لم يكن لهم من ذنب غير أنهم قالوا نعم لمصر حرة.. أبية.. عصية على الانقلاب ومرة على الباحثين عن انتقام لمن سقطوا من على ظهر حصان الاستبداد. * غادر صاحب بلا حدود شرك النصب والاحتيال.. خرج من معتقله ليكشف لكل الدنيا النتائج الحقيقية لزيارة السيسي الأخيرة لألمانيا.. خرج منصور ليعيد من جديد وبصورة أكثر قوة ووضوحا حجم المؤامرة التي تحاك وتدبر لإقصاء التيار الإسلامي في مصر.. إنها ليست محاكمة لمرسي.. إنها ليست محاكمة كما تقول حكومة الانقلاب في القاهرة لمن قادوا المقاومة ضد نظامها الفاشي.. إنها في الحقيقة محاولة منظمة ومرتبة ومع سبق الإصرار والترصد لتصفية التيار الإسلامي في مصر ممثلا في كل رموزه السياسية والفكرية والثقافية والقانونية.. بل حتى الرياضية.. أوَ ليسوا هم ذاتهم من دبجوا التهم الملفقة للرمز الرياضي النبيل والنجم الحبوب كابتن مصر والأهلي القاهري معشوق جماهير كرة القدم العربية (أبو تريكة)؟.. أوَ ليسوا هم ذاتهم من لفق تهم ضد أبو تريكة والتحفظ على أمواله بدعوى دعمه وتعاطفه مع جماعة الإخوان المسلمين؟! * هم ذاتهم الذين يلاحقون رموز وشباب التيار الإسلامي في كل مكان.. هذه المرة تلقوا ضربة قاسية.. ألمانيا أطلقت سراح منصور.. خرج صاحب بلا قيود ليؤكد أن حريته بلا حدود.. حرية لا تقيدها أيدي ملطخة بدماء الأبرياء وستلاحقها لعنة التاريخ.. سيبقى ما حدث لأحمد منصور في مطار برلين شاهدا على عصر التخبط الذي تعيشه سلطات الانقلاب في مصر. * خرج أحمد منصور.. موتوا بغيظم. عبدالماجد عبدالحميد